قصيدة للشاعر الفلسطيني الشيوعي المرحوم توفيق زياد عن هزيمة الخامس من حزيران

 

الأردن العربي ( الأحد ) 7/6/2015 م …

** في ذكرى النكسة نستذكر اشعار المقاومة: ونؤكد على ضرورة اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس **

******************

خطوة للخلف كانت من اجل عشر للامام

******************

من هنا مروا الى الشرق غماما اسودا

يقتلون الزهر، والاطفال، والقمح…، وحبات الندى

ويبيضون عداوات، وحقدا، وقبورا ومُدى

من هنا، سوف يعودون، وان طال المدى

هكذا مات، بلا نعي على الرمل شهيد

طلقة في راسه، صيحة قهر، ووعيد

حفر القاتل في مدفعه رقما جديدا

ومضى يبحث، مثل الذئب، عن رقم جديد

وعلى بضعة امتار بكى طفل وليد

عندما مر على جبهته السمراء جنزير حديد

ما الذي خبأتموه لغد؟!

يا من سفكتم لي دمي

واخذتم ضوء عيني، وصلبتم قلمي…

واغتصبتم حق شعب آمن لم يجرم…

ما الذي خبأتموه لغد؟!

يا من اهنتم علمي

وفتحتم في جراحاتي جراحا

وطعنتم حلمي

ما الذي خبأتموه لغد…

ان غدا لم يهزم!

انكم تحيون من عشرين عاما

حلم صيف ذا رواء

وتصيدون لامر الغير،

في بحر دموع ودماء

انكم تبنون لليوم، وانا لغد نعلي البناء

ان فينا نفسا

اطول من هذا المدى الممتد

في قلب الفضاء

اي ام اورثتكم يا ترى،

نصف القنال؟!

اي ام اورثتكم ضفة الاردن،

سيناء وهاتيك الجبال؟!

ان من يسلب حقا بالقتال

كيف يحمي حقه يوما- اذا الميزان مال؟!

ثم.. ماذا بعد؟

لا ادري، ولكن كل ما ادريه ان

الارض حبلى والسنين

كل ما ادريه ان الحق لا يفنى،

ولا يقوى عليه غاصبون

وعلى ارضي هذي، لم يعمر فاتحون!!

فارفعوا ايديكم عن شعبنا

لا تطعموا النار حطب

كيف تحيون على ظهر سفينه

وتعادون محيطا من لهب؟

فارفعوا ايديكم عن شعبنا

يا ايها الصم الذين

ملأوا آذانهم قطنا وطين

اننا للمرة الالف نقول:

نحن لا نأكل لحم الآخرين

نحن لا نذبح اطفالا، ولا نصرع ناسا آمنين

نحن لا ننهب بيتا، او جنى حقل،

ولا نطفي عيون

نحن لا نسرق آثارا قديمة

نحن لا نعرف ما طعم الجريمة

نحن لا نحرق اسفارا، ولا نكسر اقلاما،

ولا نبتز ضعف الآخرين

فارفعوا ايديكم عن شعبنا

يا ايها الصم الذين

ملأوا آذانهم قطنا وطين

اننا للمرة الالف نقول:

لا! وحق الضوء

من هذا التراب الحر لن نفقد ذره!!…

اننا لن ننحني للنار والفولاذ يوما…

قيد شعره!!

كبوة هذي وكم يحدث ان يكبو الهمام

انها للخلف كانت.. خطوة..

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.