الوطنُ عزيزٌ على قلوب الشرفاء / حنا ميخائيل سلامة
حنا ميخائيل سلامة ( الأردن ) الأربعاء 15/8/2018 م …
بأحرُفٍ مِن نور، وعلى قدر إعتزازنا ، نُسَطِّر تحية تقديرٍ وإكبارٍ إلى مَن عَرَفنا حرارة انتمائِهم، وعظيم ولائِهم، وشديد إيمانِهم، وقوة شكيمتِهم، نشامى الأردن الذين يُرصِّع التاج المفدى جباههم مُتلألئاً يُنير الدروب. إليكم نُزجي التحية يا مَن حملتم راية الأردن وَصُور البطولة والفداء الكامِنة فيها بكبرياءٍ وشَممٍ عالياً فعالياً في أجوازِ الفضاء.
نفخر بكم ونزهو، جُند الحقّ وحُماة الوطن، يا مَن ركبتم الصِّعاب، وجابهتم التحديات، وذلَّلتم العقبات، وضحّيتم وما زِلتُم تُضحّون لإتمام الواجبات الموكولة إليكم بِعُلوِّ هِمةٍ وانتماءٍ عظيمٍ، لِصَون حياض هذا الحِمى العربي الأمين، والذود عن سيادته وحماية أمنه واستقراره.
نفخر بكم ونزهو، يا من كرَّستم أنفسكم فمنعتم جفونكم من الغمض مِن أجل أمن المواطن وراحته وكلّ من استظلَّ بِظلِّ أردنِّنا الغالي.
نفخر بكم ونزهو، يا مَن سهرتم الليالي الطوال لرصد ثم إحباط مخططات مَن قَسَت قلوبهم فتوهموا أن بقُدرتهم أن يزرعوا على أرضنا بدل الزنابق شوكاً وبدل القمح زؤاناً. كما وببسالة اقتحمتم مكامن الشر، وببطولة دمرتم أوكار الكيد التي لا يُريد أصحابها لبلدنا الخير، ولا لإنسانِنا الأمان والرخاء. يضاف إلى هذا وقفتكم المُشرِّفة بوجه هواة التشكيك، وردعكُم مَن امتهنوا التفرقة فجعلوها دأبَهُم وديدَنَهُم، إيماناً منكم بضرورة بقاء الانسجام والتناغم والتعاون بين الناس أجمعين وبمختلف أطيافهم ومشاربهم ومذاهِبهم.
نفخر بكم ونزهو يا مَن آمنتم أن الاستقرار هو الأساس وهو شرط الازدهار والإنماء والتطوير، ومن خلاله يتحدد المستقبل الآمِن للأبناء مِن بعد، لِذا بذلتم أقصى طاقاتكم للمحافظة على مُقدَّرات الوطن ومكتسباته ومنجزاته ومشاريعه التي هي نِتاجُ سنين كثيرة طويلة من العمل المخلص الدؤوب.
نفخر بكم ونزهو، يا مَن دون تردًّدٍ أو هَلَعٍ تقتحمون الأهوال وتخاطرون بأنفسكم لتبقى عَجَلة الحياة تدور..ولتبقى المصانع والمتاجر والممتلكات والمساكن وسائر مقدَّرات الوطن في أمانٍ فتعملُ وتنتجُ وتُقدِّم .
نفخر بكم ونزهو بانضباطِكم والتزامِكم وبسواعِدكم الشريفة وبكلِّ مَن توهَّج جِسمه الشريف بالمجد والبهاء مِن جرَّاء أية إصابةٍ أثناء تأدية الواجب المقدس كي يبقى هذا الحِمى مصدر عزةٍ وكرامةٍ وليعيش الناس في أمنٍ واطمئنانٍ.
نفخرُ بكم فرسانَ البذل والعطاء ، ونثمن جهودهكم وتفانيكم وتضحياتكم ، تلك التضحيات تجسَّدت بأبهى صُوَرٍ مِن سنوات كثيرة وها هي تستمرُ بالزخم نفسِه وبالبسالة عينِها.
نعم، ” الوطنُ عزيزٌ على قلوب الشرفاء” لِذا جاءَت مُنجزاتكم مُثمِرة، كما وجاءت الصفحات المُشرقة التي تُسَطِّرونها يوماً بعد يومٍ، بفضل هَدْي وتوجيهِ ومتابعةِ وعنايةِ قيادة هاشمية حكيمة مُلهمة، أرسَت الدعائم، ووطدت الأسُس، وثبّتت القواعد، واستشرفت المستقبل.
ولا بُدَّ مِن أن نستذكر بإجلالٍ كوكبة شهدائنا الأبرار الذين حفظوا الوعد وانجزوا العهد فقاتلوا ودافعوا وصانوا حِمى أردننا الغالي وأمْنِه واستقراره ومُنجزاتِه وإنسَانِه. ولعمري أنهم استشهِدوا وعلى ألسنتهم أناشيد النصر تجُلجل مدوية في الآفاق.. وكأنِّي بكل فارسٍ مِنهم يقول ما قاله أحد الأبطال: “لست آسفُ على شيءٍ سوى أنني لا أملِك إلاَّ حياةً واحدةً أضحِّي بها في سبيل وطني”.
ويبقى علينا أبناء هذا الحِمى العربي الأمين جميعاً ان نفتح الأعين وأن نقف بوعيٍ إلى جانب بواسلنا والعيون الساهرة فلا تتحقق أطماع الطامعين الواهمين ان بمقدورهم النيل من استقرارهذا الحمى ومُنجزاتِه وإنسانِه.
حفظ الله أردننا شامخاً منيعاً آمناً في ظلِّ راعي المسيرة جلالة الملك عبَدِ الله الثاني بن الحسين المُفدى.
حنا ميخائيل سلامة
كاتب وباحث
التعليقات مغلقة.