تقرير هام … انتخابات تركيا … وهزيمة أوردوغان

 

الأردن العربي ( الإثنين ) 8/6/2015 م …

فاز حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد، لكنه خسر الغالبية المطلقة في البرلمان ولم يعد قادراً على أن يحكم بمفرده، وذلك وفق نتائج أظهرها فرز 98% من الأصوات.

ويقول مارك لوين مراسل بي بي سي في اسطنبول إن هذه النتائج أسوأ بكثير مما كان يرغب فيه اردوغان والحزب الحاكم، وإن هذه الانتخابات هي أكبر تحد انتخابي يواجه حزب العدالة والتنمية منذ وصوله إلى السلطة، مع ما يشهده الاقتصاد التركي من تباطؤ.

وحصل حزب الرئيس رجب طيب أردوغان على 259 مقعداً من أصل 550، أي 41% في حين فاز حزب الشعب الديمقراطي الموالي للأكراد بـ78 مقعداً، إي 12,5%، بحسب النتائج التي نقلتها التلفزيونات.

وقال سيري ثريا أوندر أحد مشرعي الحزب في مؤتمر صحافي إن الحزب يتوقع الحصول على حوالي 80 مقعداً من 550 مقعداً في البرلمان.

وعلق فريد كانزاري (38 عاماً) وهو عامل بناء على دخول الحزب البرلمان للمرة الأولى، قائلاً: “اعتقد أن اليوم يعني انتهاء الديكتاتورية وبدء الديمقراطية، اليوم هو يوم مفعم بالأمل”.

ومنيت آمال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في توسيع صلاحياته، بلطمة خطيرة، حين فشل حزب العدالة والتنمية الحاكم في الفوز بأغلبية صريحة في انتخابات برلمانية، حسبما أظهرت النتائج الجزئية.

وقال مسؤول كبير بالحزب طالباً عدم نشر اسمه “نتوقع حكومة أقلية وانتخابات مبكرة”.

وتراجع سعر الليرة التركية بصورة حادة أمام الدولار في تعاملات شحيحة، بعد ساعات التداول مع اتخاذ المستثمرين الذين يخشون مزيداً من انعدام اليقين السياسي.

وغاب صخب الاحتفالات عن الأجواء خارج مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة، وهتف مئات المؤيدين لأردوغان مؤسس الحزب، لكن لم تكن هناك علامة تذكر على الحشود الهائلة التي تجمعت تحت شرفته بعد الانتصارات في الانتخابات السابقة.

وكان أردوغان يأمل في انتصار ساحق لحزب العدالة والتنمية، للسماح له بتغيير الدستور وإنشاء رئاسة أقوى على النظام الأمريكي.

وسيمثل عدم فوز الحزب بأغلبية مطلقة نهاية لـ12 عاماً من الحكم المستقر المتصل لحزب واحد، وهي انتكاسة لأردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو.

ويلزم الدستور أردوغان أن يبقى فوق السياسات الحزبية، لكنه حضر تجمعات انتخابية طوال حملة انتخابية تصادمية.

وصور الرجلان الانتخابات على أنها خيار بين “تركيا الجديدة”، وعودة إلى تاريخ تميز بحكومات ائتلافية قصيرة الأجل وباضطراب اقتصادي، وانقلابات من الجيش الذي كبح أردوغان نفوذه الآن.

استبعد رئيس حزب الشعب الديمقراطي المؤيد للأكراد يوم الأحد، الدخول في ائتلاف مع حزب العدالة والتنمية، وقال إن نتائج الانتخابات البرلمانية وضعت نهاية للنقاش حول نظام رئاسي.

وقال صلاح الدين دمرداش في مؤتمر صحافي في إسطنبول: “انتهى النقاش حول رئاسة تنفيذية ودكتاتورية في تركيا بهذه النتائج”.

فيما ذكر مسؤول كبير بحزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا، إن نتائج الانتخابات تعبر عن رفض واضح من الناخبين لمسعى الرئيس طيب أردوغان لنيل صلاحيات واسعة ولنظام رئيسي تنفيذي.

وأفاد رئيس حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول مراد كارايالجين للصحافيين: “الناخبون قالوا لا بشكل واضح للنظام الرئاسي”.

بدوره، أوضح نائب رئيس حزب الحركة القومية التركي، أن من السابق لإوانه بالنسبة له، القول ما اذا كان الحزب سيبحث المشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب العدالة والتنمية الحاكم.

وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية اليوم أن حزب العدالة والتنمية، ربما يضطر إما لتشكيل حكومة أقلية أو ائتلاف، وينظر إلى حزب الحركة القومية منذ وقت طويل على أنه الشريك المحتمل لحزب العدالة والتنمية.

وقال نائب رئيس الحزب أوكتاي فورال: “سيكون من الخطأ بالنسبة لي إصدار تقييم حول ائتلاف، سيقيم حزبنا ذلك في الفترة القادمة، اعتقد أن حزب العدالة والتنمية سيحدد تقييماته الخاصة الجديدة بعد هذه النتائج”.

واحتفل المواطنون في مدينة ديار بكر التي تقطنها أغلبية كردية جنوب شرقي تركيا اليوم الأحد، بعد ما أظهرت النتائج الجزئية أن حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد تجاوز عتبة الــ10% المطلوبة لدخول البرلمان.

وعلق فريد كانزاري (38 عاماً) وهو عامل بناء على احتمال دخول الحزب البرلمان للمرة الأولى، قائلاً: “اعتقد أن اليوم يعني انتهاء الديكتاتورية وبدء الديمقراطية.. اليوم هو يوم مفعم بالأمل”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.