إحرام القلوب / أ.د. رأفت محمد رشيد الميقاتي

أ.د. رأفت محمد رشيد الميقاتي* ( لبنان ) الإثنين 20/8/2018 م …

* رئيس جامعة طرابلس- لبنان




قصيدة كتبها ليلة الثامن من شهر ذي الحجة الحرام عام ١٤٣٩ للهجرة الشريفة الموافق ١٩/آب/٢٠١٨م

جرِّد كيانك من لظى الأوهام

حرِّر فؤادك من دجى الأجسامِ

واغسله بالأنوار إنّ حياته

إخباته بملابس الإحرامِ

يهتز من ذكر الإله مهابة

يربو وينبت خفقة الإنعامِ

ويقول أمي ثم أمي.. إنّها

أم القرى أمي.. بغير ملامِ

لبيك يا الله.. تصدحُ مهجتي

عدًّا يضاهي مبلغ الأرقامِ

لبيك حقا والوريد مكبّر

لبيك صدقا من بطاح الشامِ

لبيك حقا باسم كل مدينة

فيها العروق تضج بالإسلامِ

لبيك صدقا ما تنسم كائن

في الكون ..ما أحصيتَ من أنسامِ

لبيك رِقًّا أنت بارىء نبضتي

لبيك دوما ما مضت أيامي

لبيك صبحا والضياء مفلَّقٌ

لبيك ليلا ساعة الإظلام

القلب لبّى والخلايا كلها

ودمي يلبي..مهجتي وعظامي

حتى إذا بلغ الفؤاد مرامه

ورأى “العتيق” محلَّقا بزحامِ

بدأت مناسك حج قلبي حينها

سبعا يطوِّفُ.. والطواف هيامي

ونزعته حتى تركّعَ ساجدًا

عند المقام هناك..طاب مقامي

وسعى  الفؤاد على الصفا متدحرجًا

بالمروة  الغراء ..كان قيامي

من نبع “هاجر” قد شربت توكلا

أم الذبيح ..وسيد الأقوامِ

ثم ارتويتُ لدى منىً متضرعا

صليت فجرا ..فيه كان زمامي

وإلى ذرى عرفات حلّقَ خافقي

ذكرا وشكرا ..كان فيه غرامي

في شرفة الأزمان كان وقوفه

والحمد والإجلال.. كان كلامي

لم يستطع قلبي وقوفا فانحنى

يا رب ..طهرني من الآثامِ

وهناك فاض الفتح ما لم أحتسب

فكأنَّ عن قلبي أميط لثامي

وكأنني في القعر كنت مسلسلا

وببرهة .. سمَتِ الرّؤى بسنامي

وبتوبة أضحى الفؤاد مرجيا

جنات  عدنٍ راضيا  بسلام

ودعوت أرجو أن يمزّقَ مجرمٌ

ملأ البلاد بصولة الإجرامِ

ودعوت أرجو أن يُنجّى مصلحُ

من حبل مشنقةٍ ومن إعدامِ

ثم ازدلفنا والسماء لحافنا

أما الفراش.. فتربةٌ برغامِ

وهناك قال القلب هيئ ضجعةً

يوما تودّع فيه كل أنامِ

والعيد حلَّ بيوم نحر باكرا

والهدي سيق وكل ذي الأنعامِ

كم كنتُ أرجو هدْيَ قلبي قربةً

لكن ربي …مانع لحرامِ

وإفاضةً طوَّفتُ حول حبيبتي

عجّا وثجّا ..كان ذاك مرامي

ورجمتُ إبليس اللعين بهمةٍ

كانت جماري مثل ضرب حسامي

وعلى مدى الأيام بتُّ ثلاثةً

كانت “منىً” لي مضربًا لخيامي

الذكر فيها لا يضاهى فضلُهُ

والرجم فيها قاصفٌ لسهامي

يا رب صلِّ على النبي محمد

والآل ..أوصلنا لحسن ختامِ

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.