النصر السوري ( فلاح ابن فلاح ) / ابراهيم الحمدان

ابراهيم الحمدان ( الثلاثاء ) 21/8/2018 م …




كانت أعوام 2012 .. 2013 .. 2014 .. 2015 أعوام الإنجازات للساطور الإسلاموي الذي طغت إنجازات ثورته على كل إنجاز ..

كان الساطور الإرهابي بطل المرحلة .. والتنظيمات الإسلامية الطائفية الإرهابية تخط بالساطور تاريخها على رقاب البشر ..

مازالت في الذاكرة تلك المرحلة للغرابيب السود الذين تحولت حرائرهم إلى( جزارات) لتقطيع اللحم البشري ..وعاهرات جهاد النكاح .. ومجاهديهم إلى آكلي لحوم البشر ..

كانت مرحلة من تاريخ البشرية جمعاء مرحلة انحطاط لصورة الإنسان الذي استطاع أن يمحي آلاف السنين من الحضارة البشرية بفتوى .. أو بتكبير يطلقه هؤلاء الهمج (الله وأكبر ) ليقنعوا المسلمين أن اللحم السوري حلال طالما طريقة الذبح على الشريعة الإسلامية كما يزعمون .

وأن العهر حلال إذا ما سمي بجهاد النكاح .. وأن التدمير والنهب حلال إذا ما قالوا عنه غنائم حرب ..

مازالت في الذاكرة حمائم الثورة السلمية التي تطير وتهدل.. من محطة الجزيرة إلى محطة العربية إلى محطة أورينت إلى وسائل الإعلام بالفرنسية والانكليزية والعبرية لتعشعش في مجلس الأمن إلى الأمنستي وتحتمي بمكاتب حقوق الإنسان لتبرر أن من يذبحون في سورية يذبحون بطريقة علمية وماركسية وثقافية وطريقة ذبحهم حلال على الشريعة السياسية الثورية .. فهاهم يطلقون تكبيرات الحرية والديمقراطية وحقوق هيثم مناع ولا يوجد فيها ضرر ولا ضرار ..

كانت مرحلة الساطور … مرحلة إنجازات الثورة السورية ..

كنا عدد قليل ممن يوصف بالكلمة والكتابة والتحليل .. وكنا نبحث ونتساءل أين اختفى معظم المسؤولون السياسيون .. أين اختفت أموالهم .. وأبناؤهم ..

في حين كان كل وطني سوري من المواطنين الفقراء يتخيل كيف سيواجه الساطور وماهي أفضل الطرق لمواجهة الموت دون إذلال دون انتهاك لإنسانيته دون سبي عرضه دون تقطيع جثته .. كان رب العائلة يخطط إذا ما هاجمتهم الضباع كيف ينهي حياته وحياة أسرته قبل أن يقعوا بين فكي الضبع .

كانت الأم تبكي وهي تتخيل كيف ستعذب قبل الموت ؟؟!! هل ستغتصب ؟؟!! ما ذنب هذا اللحم الطري للأطفال ليكونوا لقمة سائغة بين فكي ضبع ؟؟!!

لن ننسى أنه وصل الأمر بالمواطن السوري إلى جمع أطفاله وزوجته وفجر قنبلة كي ينالوا موت رحيم …

كنا نكتب ونبكي على كل قصة شهيد .. نبكي ..ونبكي .. لأننا عاصرنا زمن الأوغاد ..

لأننا في مرحلة الموت بلا توابيت .. بلا قبور .. بلا أكفان …أنها مرحلة تستحق البكاء .. مرحلة هياج البشر كحيوانات مسها الجنون ..أصابها مرض التوحش والافتراس ..

تحول الشارع إلى مسلخ .. للسلخ ..للقتل ..للتقطيع ..

تحولت أعمدة الكهرباء إلى متحف لعرض الجثث .. والجوامع إلى أوكار لكفار قريش .. والأسطح الى منصات لرمي الموظفين .. ومياه الأنهر الى انهار من دم الشهداء.

من عجائز القرى المحاصرة بالمجازر .. إلى الطفل الذي يلعب كرة القدم في شوارع التفجيرات والقنص .. إلى المرأة السورية التي تعد الصمود مع الطعام للعائلة .. إلى رب الأسرة الذي يحمي عائلته ولم يتأخر عن عمله .. استمرت الحياة في سوريا .. وأتى النصر على يد رئيس لم يتخلى عن وطنه .. لم يتخلى عن شعبه .. لم يتخلى عن قضية فلسطين .. لم يقبل أن تتحول الحياة في سوريا من رمز للأمان والفرح إلى حياة الرعب والموت .. فجاء النصر يشبه هذه المرأة السورية الجميلة الصامدة .. أتى النصر السوري عزيز النفس.. يشبه بملامحهه ملامح الجندي السوري المرهق .. الذي يكتفي بيبضة واحدة وحبة بطاطا ليواجه آكلي لحوم البشر ..

أتى النصر السوري بملامح الأم الحنونة الطيبة ( بنت الضيعة ) .. التي أرسلت أبناءها.. ليدافعوا عن المدن السورية .. ولتستقبل ابنها بالزغاريد إذا ما عاد إليها شهيدا .

( أتى النصر السوري بوجه يشبه وجه الشهداء )

أتى النصر السوري بعيدا عن الفساد .. لأن الفاسدين من مسؤولين بعثيين وغير بعثيين ممن كانوا يديرون الفساد .. اختبؤوا .. وارتعدوا خوفا .. ولم يظهروا طيلة أربع سنوات .. ومنهم من حابى المسلحين ليحموا أنفسهم وأموال فسادهم .. هل علمت يا سيادة الوزير ( وزير المالية ) كيف انتصرت مؤسسات الدولة رغم الفساد ..( لأن رموز الفساد غابوا عن الحرب ).. وناموا ونام الفساد معهم نوم أهل الكهف .. استيقظوا وظهروا وبانوا بعد أن لاح في الأفق الأمان والنصر السوري ليطبقوا المثل القائل ( اظهر وبان عليك الأمان ) استيقظوا وحسموا خياراتهم .. واستيقظ معهم الفساد وانتشر في الأربع سنوات الأخيرة .. ليعوضوا فترة تقصيرهم بجني المعلوم .. وما فاتهم من سرقة وفساد .. وبدؤوا بالظهور على الإعلام .. وتسخيف واتهام الناس والتهجم والتطاول على المواطنين أصحاب النصر الحقيقيين الذين دافعوا بأولادهم ولقمة عيشهم وتحملوا المجازر .. والموت والجوع .. ليعلنوا حرب ( حرب المسؤولين على أصحاب النصر الحقيقيين ) ليسرقوا النصر .. بترويجهم مقولة ومفهوم ( أن الدولة انتصرت .. والشعب مهزوم ) كما أتى على لسان عضو مجلس شعب .. أي ممثل الشعب للأسف.

أيها اصحاب النصر الفقراء .. يا أهل الشهداء ..

لا تسمحوا للمسؤولين ، أصحاب الياقات البيض والكرافيتا العريضة والخدود المحلوقة السمينة المتخمة بالرشاوي والفساد ، أن يشوهوا النصر ويفسدوه ويسرقوه ويتحايلوا لأخذه رشوة ( وسلبطة ) من أهل الشهداء.

انتهت مرحلة الغرابيب السود .. وحمائم الثورة وحقوق هيثم مناع .. ومرحلة البكاء والموت المجاني .. انتهت مرحلة الأوغاد .. وجيشهم الحر ..وعاهرات جهاد النكاح … انتهت مرحلة الحرب بين الحق والباطل .. بين الخير والشر .. بين الطيبة والحقد .. بين الخيانة والوطنية …

أتت مرحلة الحياة والانتصار والوطن بملامح بشار وأسماء الأسد..

أتت مرحلة إعادة الحياة .. مرحلة النصر ..مرحلة المرأة السورية الحرة التي ترقص الباليه في شوارع الوطن ..أتت مرحلة الحياة والأمان … بحمى جيشنا الوطني الصابر الصامد عزيز النفس والكرامة … الجيش العربي السوري ..

لقد أتى الانتصار عظيم .. عزيز النفس .. يحمل الطيبة والتسامح والخير للشعب السوري .. لقد جاء الانتصار السوري ( فلاح وابن فلاح ) .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.