برسم ( الثوريين!! ) العرب … خطاب جيفارا الأخير الي كاسترو والشعب الكوبي
ارنستو تشي غيفارا ( الأربعاء ) 22/8/2018 م …
العزيز فيديل ،
في هذه اللحظة أتذكر أشياء كثيرة ، حينما قابلتك في منزل سانتا ماريا ، وحينما عرضت علي ان أشارك في التحضيرات . يوم سألونا عمن نود ابلاغهم حال موتنا ، و كون هذا الاحتمال حقيقيا ، صدمنا جميعا . بعد ذلك أدركنا أنه حقيقة ، ففي الثورة – اذا كانت حقيقية – المرء ينتصر أو يموت . العديد من الرفاق سقطوا علي درب الانتصار .
اليوم ، أصبح الموقف أقل دراماتيكية ، فقد نضجنا ، لكن اللحظة تعيد نفسها . أنا أشعر أني أتممت دوري في المهمة التي ربطتني بالثورة هنا في كوبا ، وأقول وداعا لك وللرفاق ، ولشعبك الذي أصبح شعبي .
أنا أستقيل رسميا من منصبي في قيادة الحزب ، ووظيفتي كوزير ، وأتخلي عن رتبتي العسكرية ، وعن الجنسية الكوبية . لم يعد هناك شئ رسمي يربطني بكوبا . الروابط التي تربطني بكوبا ذات طبيعة أخري ، لا يمكن التخلي عنها كالتخلي عن المناصب .
وبالنظر الي حياتي الماضية ، أشعر أنني هملت بأمانة واخلاص لتأمين الانتصار الثوري . و العيب الوحيد الخطير ، هو أنني لم أكن أكثر ثقة فيك من اللحظات الأولي في السييرا مايسترا ، وأنني لم أفهم بما فيه الكفاية من السرعة مميزاتك كقائد وكثوري .
لقد عشت أياما رائعة ، وبجانبك شعرت بفخر الانتماء لشعبنا أيام أزمة صواريخ الكاريبي ، تلك الأيام المجيدة ، و ان كانت حزينة . نادرا ما كان هناك رجل دولة متألق مثلك في تلك الأيام . أنا أيضا فخور باتباعك دون تردد ، أني تعلمت طريقتك في التفكير و رؤية المبادئ والأخطار .
هناك بلاد أخري في العالم تحتاج الي جهودي المتواضعة ، أستطيع أن أفعل ما لا تستطيع أنت فعله بسبب مسؤوليتك كرئيس لكوبا ، وقد حان الوقت كي نفترق .
يجب أن تعلم أني أفعل ذلك بمزيج من السعادة والحزن . أنا أترك هنا أعظم آمالي ، وأكثر ما أعتز به . أترك شعبا استقبلني كأحد أبناؤه . وهذا ما يجرح روحي . لكني أحمل الي أرض معركة جديدة ، الإيمان الذي علمتني اياه ، الروح الثورية لشعبنا ، الشعور بضرورة استكمال المهمة المقدسة : أن أقاتل ضد الإمبريالية أينما وجدت . هذا هو مصدر القوة ، الذي يضمد كافة الجراح .
أؤكد مرة أخري أني أخلي كوبا من أية مسؤولية ، الا كونها مثالا . اذا ما حلت ساعتي تحت سماء أخري ، آخر ما سيجول بفكري سيكون عن هذا الشعب وعنك . أنا ممتن لكل ما علمتني ولكونك كنت مثالا سأعمل جاهدا للبقاء مخلصا له حتي آخر تبعات قراراتي .
لقد كنت دوما مخلصا للسياسة الخارجية لثورتنا ، ودوما سأكون . أينما كنت سأشعر بمسؤوليتي كثوري كوبي ، وسأتصرف علي هذا الأساس . أنا لست آسف أني لم أترك لزوجتي وأطفالي شيئا يكفيهم ماديا ، وأنا سعيد بهذا ولا أطلب لهم شيئا ، لأن الدولة ستوفر لهم ما يكفيهم ليعيشوا ويتلقوا تعليمهم .
لدي أشياء كثيرة أقولها لك ولشعبنا ، ولكني أشعر أنها غير مهمة . الكلمات لا يمكنها التعبير عما أود أن أقوله ، لذا لا فائدة من إهدار الأوراق .
نحو النصر دائما ، الوطن أو الموت !
لك عناق مني بكل عاطفتي الثورية ..
تشي
التعليقات مغلقة.