صباحو توكل .. صباحو علمانية.. هزّ ياوز! / احمد الشاوش
احمد الشاوش ( اليمن ) الخميس 23/8/2018 م …
فجرت عضو مجلس شورى حزب التجمع اليمني للاصلاح ، جناح ” قطر ” الاخوانية” توكل كرمان” زلزالاً من العيار الثقيل ، صدم الشعب اليمني والعربي والاسلامي ، وأحرج قيادات وقواعد وكوادر التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وفرعه باليمن بعد ان قالت في منشور:
توكل كرمان
أن ” الحل يكمن في دولة علمانية ديمقراطية للتخلص من الكهنوت ، وديمقراطية للتخلص من القيصر ..وختمت منشورها بـ “صباحكم علمانية ديمقراطية قادمتين لا ريب فيهما “.
تصريحات الناشطة الاخوانية ” كرمان”، جاءت هذه المرة على الريق وفي الصباح الباكر ، عملاً بروشدة ” الدوحة” واستشارة اسطنبول ومباركة لندن وواشنطن لتسويق العلمنة بنكهة الاسلام السياسي ، بعد براءة الاختراع التي أدهشنا بها الشيخ عبدالمجيد الزنداني في اكتشاف علاج الايدز واشعال احداث الربيع الصهيوني بساحة جامعة صنعاء والستين لدواعي اسقاط النظام .
صباحو علمانية تصريح خطير لأحدى ” قوارير ” الإصلاح ، المتمرد على مبادئ وقواعد وأدبيات ولوائح حزب الاصلاح والقافز على نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية والشريعة الاسلامية ، تجاوز كل الحدود داخل وخارج الحزب ، وطرح العديد من التساؤلات والاستفسارات وحالات التعجب والاستغراب والهمز واللمز في سائل الاعلام وشبكة التواصل الاجتماعي ، لاسيما وان حزب الاصلاح خاض صراعاً مريراً وقاتل حتى الرمق الاخير وقدم قوافل الشهداء من اجل تطبيق الشريعة الاسلامية واقرار الدستور الإسلامي حسب زعمه ، وفي غمضة عين تسقط ” توكل ” ما بناه التنظيم العالمي للاخوان المسلمين وحزب التجمع اليمني للاصلاح كما أسقطت ” توتو” وكتيبتها في الربيع العربي وفق السيناريو الصهيوني والمطبخ الامريكي والدعم القطري وسموم الجزيرة وفجور الجماعة وديكتاتورية الانظمة.
هذا التصريح الناري والايقاع الصاخب والمغازلة العنيفة والانفتاح العلماني للقيادية والناشطة الاخوانية ” توكل” يؤكد بانها صبأت عن الاسلام وانحرفت عن مبادىء الحزب على حد قول بعض كوادر جماعة الاصلاح، وهدت المعبد ، ويحمل أكثر من علامة تعجب واستفهام ، ولوكان صادراً من القوى التقدمية لما أدى الى ردود أفعال غاضبة ، والاغرب من ذلك اننا لم نرى أي ” بيان” ادانه صادر عن الحزب أوفتوى شرعية تستنكر تلك ” الردة” ، التي كانت الى وقت قريب من أبواب الكفر البواح والزندقة ومحاربة قوانين الله في أرضه .
ومن المؤسف والمخجل تواري علماء وسياسيي وخطباء حزب الاصلاح خلف غرف فنادق الرياض وإسطنبول والدوحة ، فلم نسمع صوتاً للزنداني واليدومي والانسي والحنق والمسوري والحزمي والقرضاوي وغيرهم من كتائب الموت وقادة الغزوات ومحللي السبي وماملكت الايدي والارجل الذين اقاموا الدنيا وأقعدوها حيناً من الدهر وكَفَروا وزندقوا واستتابوا وتسببوا في قتلوا واغتيال كوادر الحزب الاشتراكي والناصري والبعث وهاجموا الرؤساء والقادة والعلماء وكل من خالفهم فكراً ورأياً لأتفه الاسباب ، بينما نراهم صماً بكماً عمياً تجاه” توكل “التي تربت وتعلمت على يد الجماعة وعزها.
مازلنا وسنظل نتذكر الحرب الكلامية الطاحنة والفتاوى القاتلة والمسيرات والاحتجاجات والخطب المنبرية الصادمة في مساجد ومدارس ومعاهد وجامعات ومعسكرات ووسائل الاعلام التابعة لحزب الإصلاح عام 1990م أثناء تحقيق الوحدة اليمنية، تحت يافطات ” لا للدستور” ، العلماني ونعم للدستور الاسلامي ، وأشرطة الكاسيت للزنداني وصعتر ، لنكتشف لاحقاً ان القرآن الكريم والسنة النبوية وتطبيق الشريعة والدستور الاسلامي والحلال والحرم والكفر والزندقة والردة مجرد ” أدوات ” سياسية للسيطرة على السلطة ، وما ان طرأت متغيرات محلية واقليمية ودولية جديدة حتى تكيف قادة التنظيم العالمي للاخوان المسلمين وحزب الاصلاح كـ ” الحرباء” ، لطرح بالونات اختبار ومغازلة الغرب للعب دور جديد عبر بوابة ” العلمانية”بعد ان تم استنزافه في سوريا والعراق ومصر واليمن وأفغانستان وليبيا وحرقت أوراقه ، وبدأ يخطو بسياسة حزب العدالة والتنمية الذي يمارس طقوسه الايدلوجية لارضاء قواعده، والمضي ببرامجه السياسية ذات الطابع العلماني والتكيف مع الغرب وامريكا وتحقيق مآرب شخصية للدخول في الاتحاد الأوربي ، في حين يدوس جناح توكل نحو التغريب
والغريب في التصريح الجريء والزلزال المدمر للقيادية الاخوانية ” توكل” انه يأتي بعد أكثر من 70 عاماً من نضال وكفاح وجهاد الشيخ حسن البناء وقادة وكوادر وكتائب التنظيم العالمي للاخوان المسلمين الذين جاهدوا حيناً من الدهر من أجل خلق دستور اسلامي وتطبيق الشريعة الاسلامية في الوطن العربي والعالم الاسلامي ، كما يأتي هذا التصريح الخطير بعد أكثر من 30 عاماً من النضال والكفاح والجهاد والتهديد والوعيد وخطب ومواعض الزنداني واليدومي وصعتر والمؤيد وقحطان ،، وكتائب حزب التجمع اليمني للاصلاح ، لتطبيق الشريعة الإسلامية ، واقرار دستور اسلامي ، رغم ان الشعب اليمني مسلم حتى النخاع.
وفي خضم هذه التصريحات العجيبة والسكوت المريب والسياسة الملتوية التي قلبت المبادئ والقيم والمفاهيم والمصطلحات والايدلوجيات وتجاوزت الحلال والحرام ، نقول صباحو علمانية ” وحرية ، صباحو “نكد ” و بلس ومعسل قطري وشيشة تركي ونرجيلة مصري ودخان ابي .. صباحو نهدين وبطنين وفخذين وقصرين وشاليها.. صباحو فنادق خمسة نجوم واستجمام صباحو هز ياوز، وخروج عن المألوف والمعروف ..
كل هذه الشطحات تدل على ان حزب الإصلاح تحول الى عدد من الاجنحة القطرية والسعودية والتركية ويمر بإسوأ أزمة ايدلوجية وسياسية وتلاقح ثقافي وتراكمات نفسية ، رغم القوة الاقتصادية الجبارة والجيش الجرار وتجارة الحزب وتأسيس دولته في مارب ، فهل من رجل رشيد يفرمل تفحيط الناشطة ” توكل” أم ان رسالتها تأتي في اطار اللعبة السياسية الجديدة للحزب لمغازلة الشرق والغرب بعد ان غضبت الهة واشنطن عليه وأنتهى دوره في احداث الربيع .
وأخيراً .. السياسة فن الممكن ، ننتقد توكل لانها رضعت وحملت فكر الاخوان المسلمين ولم تؤمن هي وغيرها بالعلمانية والديمقراطية والحرية ووفقاً “للضرورة” السياسية وربما هوى النفس ، قد يتحول حزب الإصلاح في المستقبل الى العلمانية على غرار حزب العدالة والتنمية التركي ، بتحديث وتهيئة قياداته وكوادره وإجراء عملية أشبه بالتحول الجنسي وعندها لاندري أيهما ستصمد جينات الحزب الايدلوجية ومبادئه وعاداته وتقاليده وقبائله أم علمانية توكل المطرزة بجائزة “نوبل” ومناصريها المتأثرة بالبيئة الاوربية والأمريكية والتركية التي تنقلت ورشفت منها .. أطلب عمر تنظر عجب.
التعليقات مغلقة.