ابو مالك التلي لا يملك تلة تحميه / مفيد سرحال
مفيد سرحال ( الأربعاء ) 10/6/2015 م …
شدّ حزب الله الوثاق على خناق الارهابيين في جرد عرسال من خلال استراتيجية قتال السلحفاة أي المناورة ببطء والتنظيف العملياتي النظيف بمعنى ايقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف «النصرة» والتقليل من الاضرار في الجسم البشري للمقاومة والسيطرة المتدحرجة على المساحات الواسعة المتشابكة مع القلمون السوري وفي هذا المجال يقول مصدر عسكري «ان جهات سياسية واعلامية وفق برنامج مدروس وخطة منهجة عمدت الى تضخيم حجم المجموعات المسلحة للتأثير على معنويات الاهالي في البقاع الشمالي او الظن بأن الجيش اللبناني قد يتهيب اجرام قاطعي الرؤوس من عناصره علماً ان دراسات عربية واجنبية دللت على ان الجيش اللبناني الاقوى شكيمة والاشد مراسا والاوسع خبرة وشجاعة في مواجهة العصابات الارهابية واثبت ذلك في ميادين عدة وساحات مختلفة ويشير المصدر عينه في هذا المجال الى ان عناصر داعش لا يتجاوز عددهم الـ 90 عنصراً دفعت بهم النصرة الى وادي ميرا بعد قتل أميرهم أبو بلقيس العراقي، وأن عديد «جبهة النصرة» لا يتجاوز الـ 800 عنصر بعدما جرى التركيز والنفخ بجهدهم البشري الى نحو 3000 عنصر طيلة الفترة الماضية وهؤلاء كادوا يبطشون بالداعشيين بشكل حاسم لولا تدخل «قطر» ووقف اقتتال الفصيلين التكفيريين لغايات باتت معروفة في سياق الحرب المفتوحة ضد سوريا وحزب الله والدور القطري التمويلي والتجهيزي المركزي لكلا الطرفين.
ويتابع المصدر: لقد بدأ الارهابيون ذباحو العسكريين يتحسسون رقابهم بعدما باتوا بين فكي المقاومة من الشرق والجيش اللبناني من الغرب ولم يعد أبو مالك التلة مالكاً لأي تلة تحميه او كهف يأويه اللهم اذا ما تحوّل الى شبيه لشاكر العبسي والأسير متلبساً طاقية الخفاء او التبخير الصفقاتي شأنه شأن كل الأحاجي التي تواكب القضايا الزمنية لا سيما عندما يصل الموسى الى عنق الرؤوس الكبيرة، غير ان هذا الامر غير وارد بالنسبة للمقاومة وقيادة الجيش اللبناني التي لن تخضع لأي ابتزاز ولن تنجر الى اي تسوية لا تحفظ دماء العسكريين الذي تمت تصفيتهم في غزوة آب واولئك الذين ذبحوا على أيدي هذه المخلوقات الهمجية كما انه لن تتكرر خدعة اخراج العسكريين المختطفين الذين تحت عنوان الفتنة والخوف من الفتنة ومنع الجيش من قطع الطريق على الارهابيين بفعل ضغوط اقليمية جرى سحب الجنود اللبنانيين الى الجرود غيلة وسرقة لتتحول هذه الورقة الى خنجر في خاصرة الثلاثي الماسي الجيش – والشعب والمقاومة تحركه استخبارات منابع الغاز والكاز….
ولا يخفي المصدر خشيته من السيناريو القذر والرهيب الذي تعده المجموعات المسلحة في آخر جحورها في جبال عرسال من خلال نشر صور للعسكريين المختطفين والقول انهم يقاتلون حزب الله الى جانب «النصرة»، وفي ذلك فصل جديد من فصول التآمر على لبنان من خلال تفجير نزاعات وصراعات طائفية ومذهبية وما تحديد العسكريين (دروزاً ومسيحيين) بانهم حملوا السلاح لمواجهة زحف المقاومة سوى دليل على نيات غادرة بحيث تقدم «جبهة النصرة» على قتل العسكريين الدروز والمسيحيين والصاق التهمة بحزب الله تحت عنوان انهم سقطوا في المواجهات في محاولة لتأليب الدروز والمسيحيين ضد المقاومة التي اعطت امثولة في الشرف العسكري ووأدت الفتنة بخاصة بعد ذبح العسكريين الشيعة ومنعت ردات الفعل من اهالي العسكريين…
ويختم المصدر: فلينتبه الجميع الى هذا الفخ سيما ان ما من جديد في ملف التبادل، وقد يلعب الارهابيون اخر اوراقهم بعدما سخروا ورقة العسكريين للنيل من الجنرال عون وحزب الله والتصويب من الداخل اللبناني على عواطف ذوي العسكريين المختطفين في هذا الاتجاه من ان الحليفين البرتقالي والاصفر يرفضان التفاوض والمبادلة لان الغرض الاساس من الايحاء بالصور ان العسكريين يواجهون حزب الله لا مبرر له سوى عمل جبان بالقضاء على العسكريين كون التفاوض ضاق وخيارات النجاة اضيق ظنا ان ذلك سيثير الرأي العام الدرزي والمسيحيين ضد حزب الله طبعا بمواكبة الابواق وألسن النفاق وكما جاء في الصلاة المسيحية: ابانا الذي في السماوات… نجنا من الشرير آمين».
التعليقات مغلقة.