فلسطين المحتلة … أعنف بيان صادر عن المكتب السياسي لحركة أبناء البلد : فلسطين وطننا واسرائيل ليست دولتنا
الخميس 23/8/2018 م …
الأردن العربي –
بيان المكتب السياسي لحركة أبناء البلد :
فلسطين وطننا واسرائيل ليست دولتنا
ومصيرنا مرتبط مع شعبنا لن نشارك في مسرحيات استعراضية تخدم الدولة اليهودية !
يا جماهيرنا الوطنية الفلسطينية :
يطل علينا المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري الجاثم على ارض وطننا فلسطين بأوضح تجلياته ، عندما يسن ما يسمى بقانون “القومية اليهودية لدولة اسرائيل” . انهم بذلك يقولون لكل العالم انهم يديرون ظهرهم لقرار الامم المتحدة الذي اشترط الاعتراف بقيام اسرائيل ، بان “تحترم الأخيرة حقوق الاقليات المتبقية فيها ، السياسية والدينية والمدنية وان يكون مبدأ المساواة بين مواطنيها اساس الاعتراف بها “. ادارت ظهرها لهذا القرار كما ادارت ظهرها لباقي قرارات الامم المتحدة التي التزمت بتنفيذها مثل قرار التقسيم 181 وقرار العودة 194 ، ثم بعد عدوان 1967 ، لقرارات 242 و338 وغيرها من مثيلاتها .
دولة الكولونيالية والابارتهايد فعلت ذلك لأنها وصلت ذروة قوتها امام الشعب الفلسطيني والدول العربية المتناحرة ، التي اصبح عملاء امريكا واسرائيل فيها ، يتواطأون علناً معها ضد الشعب الفلسطيني .
نحن في حركة ابناء البلد لم نتفاجأ ، بل تعاطينا تاريخياً مع هذا الكيان على اساس تعريفنا له كما ورد اعلاه بشكل شبه مطلق ، باستثناء العقد الأخير من القرن الماضي الذي انهار به الاتحاد السوفياتي وضرب فيه البعد القومي العربي في حرب الخليج وسقطت منظمة التحرير الفلسطينية في “مصيدة ” الحل الدولي للقضية على اساس “حل الدولتين” ، مما ادى الى اعتراف المنظمة باسرائيل والتخلي عن مشروع تحرير فلسطين بحسب “الميثاق القومي الفلسطيني” من عام 1964 ، اي قبل هزيمة 1967 !
لقد راجعنا موقفنا واعتذرنا لشعبنا عن خطأ التجربة وعدنا الى برنامجنا الاول الذي نشأت حركتنا على اساسه لنصوب بذلك بوصلتنا من جديد …
عدنا للموقف المبدئي لمقاطعة “الكنيست ” الصهيوني ، اساس البلاءات التي يبتلي بها شعبنا كل يوم ، وتمنينا على احزاب “القائمة المشتركة ” أن يعيدوا النظر ببرامجهم التي تهالكت ، حيث ربطوا مصيرهم الفردي بمصيرهم الجماعي ، لعلمهم ان الحزب الذي يقود هذه القائمة وقع على وثيقة ” استقلال اسرائيل ” وهو ملتزم باسرائيليته فيها تحت كل الظروف لأنها من وجهة نظره ” تجسد حق تقرير المصير لليهود في البلاد ” ، اي فلسطين ، التي يشددون على انها وطنهم ! مع ان الدولة التي يعترفون بحقها في تقرير المصير على هذه الارض تقوم على “ارض اسرائيل” بحسب “وثيقة استقلالها” ((عقدة الهوية القومية )) !
جاء قانون” القومية اليهودية” ليقونن الواقع المفروض عسكرياً منذ عام 1948 ، وليلطم هذه القائمة ببرنامجها المبني على “المساواة والمواطنة الكاملة وحل الدولتين” … ليؤكد ان اسرائيل هي دولة دولة يهودية ، دون مساواة مع غير اليهود ودون مواطنة كاملة ودون قيام اي دولة اخرى على هذه الارض ، بل هو حق لليهود فقط ، حيث لم يحدد القانون حدود هذه الدولة !
فقد سقطت كل الاقنعة وسقطت معها كل المبررات للتمسك بشرعنة الدولة اليهودية وكل المؤسسات التي نصوت من خلالها لشرعنتها ، التي قال لنا قانونها الجديد بوضوح
انها ليست دولتكم بل دولة اليهود فقط ، وانتم رعايا من درجة ثالثة وخامسة … الخ …
اذن اسرائيل ليست دولتنا .. وهي من وجهة نظرنا لم تكن كذلك يوماً ، بل فرضت علينا عسكرياً وبحسب القانون الدولي حيث تحولت الى “دولة أمر واقع” نووية تشكل تهديداً على كل دول المنطقة .
لقد داست حكومات اسرائيل على حقوقنا التي اشترطت عليها الامم المتحدة التزامها بها سواء اليومية أوالسياسية … وليس كما يستغبي البعض الذي يخلط بين حقنا في الحياة مع خيارنا السياسي ، ليغطي على تمسكه باسرائيليته ، رغم انكشاف ” المستور” الذي كان اداة التضليل الاولى للجماهير …
ما العمل :
ان اي نشاط لا يربط بين المعادلة الناشئة عن” القانون ” والواضحة التي تقول ان : اسرائيل ليست دولتنا واننا نتمسك بفلسطين وطناً لنا وان مصيرنا مرتبط بالمطلق بشعبنا الفلسطيني برمته ، لا يمثلنا ولن نشارك به ، ونعتبره نشاطاً هدفه الحفاظ على اسرلة الجماهير الفلسطينية في دولة الاستعمار الاستيطاني اسرائيل وتبييض وجه “ديمقراطية الشعب السيد اليهودية ” التي تتماثل مع “ديمقراطية الشعب السيد النازية ” سيئة الصيت والمرفوضة ايضاً … وعلى رأسها مظاهرة ( 11.8 ) المنتظرة في تل ابيب …
حركة أبناء البلد لن تشارك في نشاطات ومسرحيات استعراضية تضليلية تشرعن اسرائيل على اختلاف قوانينها ، سواء داخل الكنيست او في ساحة رابين بتل ابيب او اي مكان آخر . وستخوض نضالات شعبية وسياسية وتثقيفية تحت شعاراتها الجذرية الواردة اعلاه .
حركة أبناء البلد لا تطالب اعضاء الكنيست من “المشتركة ” وغيرها بالاستقالة لأنها لم تصوت لهم أو لكنيستهم ، وهذا شرف عظيم . لكنها تطالب المشتركة بسماع صوت الشارع الذي صوت لها والتي ستتوجه له للتصويت لها بعد نصف سنة . اعملوا استطلاعات رأي بين جمهور المصوتين ، عوضاً عن مهاجمة يتخالفون معكم بالرأي ويقاطعون الانتخابات لبرلمان دولة اليهود … فان ضباب تضليلكم هذا سيتبخر الى السماء قريباً ، لتبقى الحقيقة المرة ، انكم رعايا الدولة اليهودية مبدئياً وعملياً ، وان كل ما سينتج غداً عن التظاهرة في تل ابيب ، (التي ستستند بنجاحها الى اليهود الصهاينة كما حصل تماماً مع هزلية الضباط الصهاينة الدروز الذين انشدوا “هتكفا ” ورفعوا الاعلام الاسرائيلية مطالبين الحفاظ بجرأة لا تتمتعون بها على اسرائيليتهم) ، هو تجميل وجه اسرائيل وتأكيد شرعنتكم “لديمقراطية الشعب السيد” ،
دون ان يلغى القانون الذي قونن الواقع المفروض أصلاً … حيث قررتم انكم مستمرون في الاسرلة السياسية لجماهيرنا رغم القانون والذين سنوه يعرفون موقفكم الذي يصب في خدمة الدولة الكولونيالية والابارتهايد التي قامت على انقاض شعبكم المشرد !!!!
ان الرد الموضوعي على الدولة اليهودية وكل قوانينها ، هوعودة شعبنا برمته للمربع الكفاحي الاول من عام 1964 . واننا في الداخل ، نعلن عن مبادرة لاقامة اطار كفاحي جبهوي واسع يحتضن الاطر والحراكات والشخصيات الوطنية والمثقفين الوطنيين ، الذين يتماثلون مع رؤيتنا الوطنية الجذرية ، في اطار للمقاومة الشعبية ، يتجاوز سقف “المتابعة” التي تحولت الى فئوية وليست جامعة تراعي مختلف التوجهات كما ينص دستورها ، والذي لا يختلف عن سقف “المشتركة”…
انها مهمة الالتحام الحقيقي مع أبناء شعبنا ومصيرنا الموحد كبديل تحرري شامل لاحتلال شامل … انها مهمة مواجهة نهج الاسرلة المستمر ، وربط نضال الشعب الفلسطيني بثقافة ومشاريع ونهج مقاومة الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية العميلة في كل مكان من العالم .
فقد حان من جديد زمن برنامجنا التاريخي ، برنامج شعبنا كله . وسوف نبدأ خطوة الالف ميل من جديد … اننا ننتمي لشعب دفع وما يزال ضريبة الدم على مذبح الحرية ، شعب يرفض تسليم الوطن للمغتصبين مهما طال الزمن ، واننا مع شعبنا المناضل لنصحح التاريخ مهما طال ليل هذا الاحتلال .
معاً على الدرب
حركة أبناء البلد
التعليقات مغلقة.