على من تضحك يا مستشار الرئيس الامريكي للامن القومي ؟ / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) السبت 25/8/2018 م …
ربما هذه المرة الاولى في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية التي يتحول فيها قادتها الى مسخرة واضحوكة يتندر بها الاخرون حتى الحلفاء لها من الذين يوقعون على ” ابيض” مع واشنطن على ما تمليه عليهم جراء تصريحاتهم المتناقضة واكاذيبهم المفضوحة ونسجهم الروايات ” الخيالية” ويعود الفضل في ذلك التدني والتردي الذي اوصل سمعة امريكا الى الحضيض وجعلها دولة منبوذة بين شعوب العالم الى طريقة تعامل البيت الابيض مع الدول والشعوب الاخرى و حاصة في عهد الرئيس ترامب وطاقمه” الشرير ” الذي يحيط به وفي مقدمتهم جون بولتون مستشار الرئيس الامريكي للامن القومي.
تارة يعلن بولتون عن ان الولايات المتحدة لاتسعى لاسقاط النظام في ايران من خلال العقوبات التي تفرضها واشنطن من جانب واحد وتارة اخرى يعلن ان هدف واشنطن تغيير سلوك ايران اي ان الولايات المتحدة التي عرف عنها انها دولة كاذبة حتى النخاع واصبحت في نظر المجتمع الدولي ” عديمة المصداقية” خاصة بعد تنصلها من اتفاق ايران النووي الموثق لدى مجلس الامن الدولي بمشاركة الدول الاعضاء دائمة العضوية بالمجلس وتنصلها من اتفاقات مبرمة مع الاتحاد السوفيتي السابق الذي حلت مكانه روسيا الاتحادية بعد انهياره عام 1991 رغم كل ذلك اخذت واشنطن تمارس سياسة تعطي لنفسها صفة من يمنح ” شهادة حسن السلوك للاخرين” وهي غارقة في ” الرذيلة”.
الشيئ نفسه يحدث مع كوريا الديمقراطية التي وافقت على اتفاق في قمة كيم جونغ اون مع الرئيس الامريكي ترامب في سنغافورة وتعهد رئيسها بتدمير برامجه النووية لكن ذلك التعهد الكوري قوبل من الولايات المتحدة بالاصرار على مواصلة العقوبات ضد بيونغ يانغ مما جعل الاخيرة تتراجع عن تعهداتها ردا على عدم التزام الولايات المتحدة وتنصل رئيسها ترامب من تعهداته التي قطعها خلال قمة سنغافورة .
ووصل الحال ان وجه ترامب وزير خارجيته مايك بومبيو بعدم التوجه الى بيونغ يانغ وفي الوقت نفسه اعرب ترامب عن رغبته للقاء كيم جونغ اون مرة اخرى فبي تصرف امريكي غريب ومتناقض يؤكد عدم اهلية رئيس الولايات المتحدة لقيادة البلاد جراء هذه التناقضات التي قد تجر العالم الى مغامرة امريكية تلحق بالعالم كارثة نووية.
اما الحديث عن روسيا فيطول حين نستمع يوميا الى فرض عقوبات امريكية احادية تحت مسميات مختلفة ولاسباب واهية تفرضها واشنطن على موسكو حتى ” رواية تسميم الجاسوس سكريبال التي فبركتها لندن ضد موسكو وهو ما حول موضوع العقوبات الامريكية الاخادية ” البلطجة ” الى ” مهزلة” حقا.
ووصل الحال الى حد التطاول على دولة عظمى مثل روسيا عندما كان يتحدث مستشار الامن القومي الامريكي “بولتون” عن مسعى امريكي لتغيير سياسة روسيا الدولية باعتبارها ” احدى جمهوريات الموز” وفق مخيلة ” ترامب المريضة وبقية الطاقم المتربع على شؤون البيت الابيض الذي يجهل ثقافة الشعب الروسي صاحب التضحيات في الحروب الكونية والتي تتغنى بل تمجد تلك الثقافة ” ” ال زملا” اي ” الارض” وان شعارها الذي لم يغب عن مخيلة اي مواطن روسي حتى لو كان في اصقاع القطب الشمالي ” هو ” سلافا و ” ترودو ” اي المجد والعمل الذي تفتقر له شعوب لاحضارة لها في التاريخ قريبه او بعيده انما تاريخها يشتهر ب” قتل الشعوب وغزو البلدان ونهب ثرواتها على طريقة ” قطاع الطرق واستخدام الاسلحة المحرمة دوليا وحتى السلاح النووي انتقاما منها.
يزعم مستشار الامن القومي الامريكي الذي لاتعجبه كما لاتعجب بقية ساسة البيت الابيض سياسة روسيا الدولية الرافضة لهيمنة القطب الواحد ان واشنطن تهدف من وراء العقوبات المثيرة للسخرية اصلا ضد موسكو والتي استهان بها الرئيس الروسي بوتين نفسه الى تغيير سياسة ونهج روسيا دوليا وكان الرد الروسي دوما قويا و مفحما لترامب وبقية الطاقم المستهتر والمستخف بالاخرين حتى لو كانوا من اقرب المقربين لواشنطن وحلفائها الغربيين.
اخر موضة في تصريحات مستشار الامن القومي الامريكي هي ان روسيا باتت عالقة اي متورطة في سورية .
يا للسخرية والبؤس ”
يبدوا ان بولتون باتت تخونه ذاكرته و نسي كيف تورطت بلاده في العراق وافغانستان ولم ير الاف الجنود والمرتزقة من الامريكيين وغيرهم وهم يعودون بصناديق خشبية الى الولايات المتحدة والقادمات افضع اذا استمروا على ذات النهج العدواني.
مثلما لم يشعر بان وجود ” جنود ومرتزقة العم سام ” في افغانستان جاء جراء غزو واحتلال لهذا البلد وهم غير مرحب بهم من قبل شعب افغانستان مثلما الحال نفسه في العراق الذي اختلقوا الاكاذيب وفبركوا رواية الكيمياوي من اجل غزوه و احتلاله بتنسيق مع ” مجرم لازال متملصا من العدالة انه توني بلير رئيس حكومة بريطانيا الاسبق الى جانب المجرم الاخر بوش الابن .
ليس الولايات المتحدة وحدها غير مرحب بها من قبل الشعبين العراقي او الافغاني والسوري وكل شعوب المنطق بل ان جميع حلفائها في حلف ” ناتو ” العدواني هم ايضا ليس مرحب بهم .
نسال السيد بولتون من هو العالق انتم وقواتكم في افغانستان والعراق التي جرى غزوهما واحتلالهما ام روسيا التي جاءت قواتها الى سورية بطلب من حكومتها الشرعية لتطرد فلول ارهابية تربت وتدربت في احضان ” سي اي ايه”ومخابرات دول حليفة وعميلة لكم ؟
التعليقات مغلقة.