سيرحلون جميعاً.. ولن يرحل / د.بهجت سليمان ( ابو المجد )

 

د.بهجت سليمان ( ابو المجد )* ( سورية ) الأربعاء 10/6/2015 م …

*السفير السوري السابق في الأردن…

** نعيد نشر هذه الخاطرة للواء الدكتور بهجت سليمان ، والتي سبق ل”الأردن العربي” أن نشرها خلال شهر نيسن 2013 م .

ننشرها كي نؤكد مقولة : ” ما أشبه اليوم بالبارحة ” … ، إذ ما زالت أراجيف وأكاذيب وافتراءات أعداء سورية تردد نفس المقولات منذ بداية الأزمة السورية .

لم يكلّوا ولم يملّوا رغم افتضاح أكاذيبهم وتضليلهم على مدى أكثر من 4 سنوات .

النصّ …

 [ سيرحلون جميعاً.. ولن يرحل ]

[ تَقَوُّلات صهيو- أمريكية- وهّابية- إخونجية عن سورية ]

 [ أمورٌ يَرْتَعُ السفهاء فيها ……. وَيَأْلَمُ من مَوَاجِعِها، الحليم ]

– ( الرئيس السوري، يقتل شعبه )

– ( الرئيس السوري، متشبّث بالكرسي )

– ( الرئيس السوري، أظهر عجزاً، عن حماية الشعب السوري )

– ( الرئيس السوري، كان السبب في موت سبعين ألف سوري، وفي دمار سورية )

– ( الرئيس السوري، تأخّر بالإصلاح، مما أدّى إلى الثورة عليه )

– ( الرئيس السوري امتنع عن القيام بإصلاحات حقيقية، فتصاعدت الثورة ضده )

– ( النظام السوري يعاني من عزلة دولية وإسلامية وعربية )

– ( الشعب السوري ضد النظام السوري )

– ( القاعدة، وجبهة النصرة، وفتح الإسلام، صنائع النظام السوري )

– ( النظام السوري يقوم بالتفجيرات والاغتيالات في سورية )

– ( النظام السوري طائفي، ولا يقف معه إلاّ أتباع الأقليّات )

– ( إسرائيل حريصة على بقاء النظام السوري )

– ( لو كانت أمريكا تريد إسقاط النظام السوري، لّسَقَطْ )

– ( لم تطلق سورية، طلقة واحدة في الجولان، منذ أربعين عاماً )

• صار القائد الذي يقود الرَّكـْب، ويرفض الانخراط في طابور نواطير الغاز( الإخونجي) والكاز ( الوهّابي )، التابع للمحور الصهيو- أمريكي، ويقول ( لا ) كبيرة، لأمريكا، ولحلف الناتو، ولإسرائيل، ولأتباعهم الأعراب.. ورَفَضَ ويرفض المغريات الخرافية التي قدّموها له، بما فيه تعميده مرجعاً سياسياً أعلى، لجميع دول المنطقة، إذا تخلّى عن استقلالية قراره، وتخلّى عن مبادئ ومصالح الشعب السوري والأمة العربية، وطلّق نهج المقاومة والممانعة، وقَبِلَ بما قَبِلَت به ( الجامعة العربية ) من تبعية ذليلة، للقرار الصهيو- أمريكي، وارتضى بالاستسلام لإسرائيل، باسم ( السلام ).. لأنه كذلك، جرى اتّهامه بقتل شعبه، وجرى شنّ حرب كونية إرهابية عليه، باسم الحرية والديمقراطية، وعبر ( عصابات الوهّابية وقطعان الإخونجية ) وعبر نصَّابِي ولصوص ومجرمي الداخل، الخارجين على القانون، الذين قتلوا عشرات الآلاف، ودمّروا كل ما استطاعوا تدميره من البنى التحتية والفوقية في سورية.. وعندما قاد الرئيس بشّار الأسد، الشعب السوري والجيش السوري، في مواجهة هؤلاء، لكي يمنعهم بالقوّة، من أخذ سورية إلى الحضن الصهيوني، صار في نظر الشبكات الأخطبوطية للإعلام الدولي، هو الرئيس الذي يقتل شعبه!!!!.

• لا بل صار عندهم، ( متشبّث بالكرسي ) لأنه صَمَد وواجـَهَ وقاتل واستبسل، لكي يمنع أخذ سورية إلى المجهول الأبدي، وليمنع تحويلها بيدقاً تابعاً لإسرائيل، تمهيداً لإدخالها في حرب أهلية تؤدي إلى قتـْـل الملايين من أبناء شعبه وإلى تقسيمها إلى كيانات متحاربة، لعقود من السنين.. لأنه وقف بكل ما لديه من قوّة، في وجه هذا المخطط، صار متشبّثاً بالكرسي!!!!!.. وصار مَن يحمي الشعب السوري، من ذلك المخطط الجهنّمي الرهيب بنظر هؤلاء، عاجزاً عن حماية الشعب السوري!!!!!.

• كما صار هو السبب في موت سبعين ألف سوري، لأنه لم يهرب، كغيره، من اللحظات الأولى، ولم يرضَ قبل ذلك ولا بعده، بأن يسلّم سورية إلى إسرائيل وحُمَاتِها وإلى أذنابهم وبيادقهم!!!!!.

• وأمّا التأخّر بالإصلاح، الذي أدّى إلى ( الثورة ).. فالمقصود به هو التخلّي عن النهج السياسي والاقتصادي والثقافي المستقلّ غير التابع، لأنه الإصلاح الوحيد المطلوب، أمريكياً وأوروبياً، من أجل الالتحاق بالطابور التبعي الأعرابي.. وأكبر أعداء المحور الصهيو- امريكي، هو القيام بإصلاحات حقيقية راسخة، ولذلك كلما كانت سورية، منذ بداية هذا القرن، تبدأ بتنفيذ برنامج إصلاحي، يحقّق صلابة وحصانة الوضع السوري، كان المحور الصهيو- أمريكي، يضع العقبات في طريقه، ويشنّ الحملات على سورية، من أجل إجهاض أيّ إصلاح، والأنكى أنّ تلك الحملات على سورية، كانت تجري تحت عنوان ( حاجة سورية إلى الإصلاح ) وطبعاً يقصدون به إصلاحاً مفصّلاً على مقياس رغباتهم، بالتحاق سورية بهم، بدءاً من إصدار ( قانون محاسبة سورية في الكونغرس الأمريكي”عام 2003″ ) ، بعد أن ضربتهم صَنِيعَتُهم ( القاعدة ) في عقر دارهم في أيلول 2001 وبعد قيامهم بغزو العراق ( 2003 ) ، مروراً باغتيال الحريري، لإخراج القوات السورية من لبنان، واتّهام سورية بذلك، وعدوان إسرائيل على لبنان عام (2006) ، وتوتير الجوّ في لبنان، وتسميم الجوّ السياسي ضد سورية، في العراق، ومحاولات تزليق سورية، لاحتوائها وترويضها، عبر تقديم إغراءات خرافية، عبر ( ساركوزي فرنسا ) و( أردوغان تركيا ) و( حاكم قطر ) في السنوات اللاحقة، وإصابتهم بالإحباط، لفشلهم في عملية الاحتواء هذه!!!!!!.

• وهذا ما أدّى بهم إلى شنّ الحرب الإرهابية الدولية، منذ بدايات عام ( 2011 ) تحت عنوان ( الربيع العربي )، وأمّا العزلة الدولية والإسلامية والعربية، التي يتحدثون عنها، فهي انخراط أعراب النفط والغاز وأتباع واشنطن في العالم الإسلامي، في سلسلة من العقوبات التي قرّرها المحور الصهيو- أطلسي، بحقّ سورية ، من أجل إسقاط سورية.. ولكنهم باؤوا بالفشل، رغم الأضرار الهائلة التي ألحقوها بالشعب السوري!!!!!.

• وأمّا أن يكون الشعب السوري ضد النظام السوري، فالسؤال: كيف يمكن لنظام سياسي تقف أميركا ودول أوروبا والمؤتمر الإسلامي والجامعة العربية، ضدّه، ويقف شعبه ضدّه، أن يصمد هذا الصمود الأسطوري؟! لو كان شعبه ضدّه، لَمَا استطاع الصمود، شهراً واحداً، حتى بدون الحاجة إلى وقوف الغرب الأمريكي والأوروبي والأعراب ضده!!!!.

• أمّا تنظيم (القاعدة) ومفرزاته المتوالدة، كالفطريّات السامّة، فلا يخفى على أحد في العالم، بأنها صناعات أمريكية، بتمويل أعرابي نفطي، وأنّ الدّجل والرياء في هذا المجال لا يُقنع إلاّ الدجّالين والبيادق.

• وكذلك قيام ( النظام السوري ) بالتفجيرات والاغتيالات: إذا كان ذلك صحيحاً، فأمر يجب أن يرحّب به المحور الصهيو- أمريكي وأعرابه وسلاجقته، لأنه يعني أنّ (النظام السوري) قرّر الانتحار، وما عليهم إلاّ أن يرحّبوا بذلك، من أجل الانتهاء منه إلى الأبد!!! على مَن يضحك هؤلاء الحمقى، ومَن يخدعون؟ إنهم يضحكون على أنفسهم وعلى أذنابهم فقط!!!!.

• وأمّا أنّ النظام السوري ( طائفي، ولا يقف معه، إلاّ أتباع الأقليّات ) ، فلو كان الأمر كذلك، أيضاً لَمَا صمد (النظام) في سورية، شهراً واحداً.. وما عليهم إلاّ أن ينتظروا الانتخابات القادمة، لكي تتكشّف عوراتهم ويظهر دَجَلُهم…. ورغم الجهود الهائلة للوهّابية والإخونجية التي لا تستطيع الحياة، شهراً واحداً، بدون أوكسجين الطائفية والمذهبية، رغم جهودهما لِبَثّ سموم الطائفية والمذهبية في سورية، ولتأجيج تراكمات التاريخ السلبية، من أجل تدعيم الحرب الخارجية القائمة على سورية، عبر إشعال حرائق طائفية ومذهبية، وعبر استنفار غرائز كلّ ما ومن يستطيعون استنفار غرائزه الطائفية والمذهبية، من أجل تحويل الصراع مع سورية إلى صراع بين الطوائف والمذاهب في سورية، تنفيذاً لمخططات أسيادهم وراء البحار، الذين يرفضون تصنيف بلدان العالَم الثالث، تصنيفاً سياسياً، ويُصرُّون على تصنيفها، طائفياً ومذهبياً وأثنياً – مع أنّهم يصرّون على العكس في بلدانهم -…. رغم كل ذلك فإنّ محاولاتهم المسمومة هذه، فشلت، حتى لو استطاعوا تحريك بعض البؤر المأفونة، هنا أو هناك، في هذا الاتجاه، وقاموا بتسويقها وتعميمها، على أنها ظاهرة عامة في أنحاء سورية…. ومهما اخترعوا حكاية الأقليّات والأكثرية، فإنّ ثلاثة أرباع الشعب السوري، هم الأكثرية، وإنّ الأقلّ من الربع الذين اخترقوهم، وهّابياً وإخوانجياً، لا علاقة لهم بالإسلام، بل خرج هؤلاء من دين الإسلام ليدخلوا إلى دين جديد هو دين ( الوهّابية ) التلمودي و( الإخونجية ) البريطاني، اللّذَيْن يعتقد كلٌ منهما أنّ من حقّه أن يصادر عقل المسلمين في هذا العالم، وأن يعمل وكأنّهم فوّضوه بأن يختزل الإسلام في تنظيمه، وأن يُخْرِجَ من الإسلام، كلّ من لا ينضوي في صفوفه.. ولكنّ هرطقاتهم انكشفت بسرعة فائقة، ليس في سورية فقط التي فشلوا فيها، بل في مصر وتونس اللتين وصلوا إلى الحكم فيهما!!!!.

• والقول بأنّ ( إسرائيل حريصة على النظام السوري ) هي محاولات غبيّة مكشوفة، ممّن وضعوا أنفسهم في خدمة حلفاء إسرائيل طوال حياتهم، وبالتالي في خدمة إسرائيل، من أجل إسقاط سورية.. إنّها محاولات مفضوحة للتستّر على تحالفهم مع إسرائيل ضد سورية!!!!.

• أمّا القول بأنه ( لو كانت أمريكا تريد إسقاط النظام السوري، لَسَقَط ) ، فهذا قول يردّده مَن يعتقدون بأنّ أمريكا هي إله هذا الكون، الذي لا يُرَدُّ له أمر، ومَن يؤمنون بأنّ واشنطن، إذا قالت للشيء (ركن، فسيكون ) ولذلك تعجز عقولهم الملتاثة أن تتصوّر بأنه يمكن لبلد في العالم الثالث، أن يرفض كلّ ما تريده أمريكا، ثمّ يبقى هذا البلد، واقفاً على قدميه.. وينسى هؤلاء، أنّ أتباع أمريكا هم وحدهم من يَسْقطون، عندما تريد أمريكا، إسقاطهم.. وأنّ من تُصرّ أمريكا على استعدائهم ومحاصرتهم، يستمدّون شرعيتهم من شعوبهم، ولذلك تفشل أمريكا في إسقاطهم، والدرس السوري أكبر دليل.

• وأخيراً، القول بأنّ سورية لم تطلق طلقة واحدة في الجولان، منذ أربعين عاماً، فإنّ القائلين بذلك، إمّا أنهم جهلة، أو ضغائنيون، أو مرتهنون لإسرائيل وأسيادها، لأنهم أول مَن يدرك، أنّ سورية وحدها، من بين الدول العربية، واجهت إسرائيل بقوّة، عبر تكريس وترسيخ نهج المقاومة السياسية وطريق المقاومة العسكرية، بديلاً عن تخاذل معظم الدول العربية وانتقالهم إلى الخندق الإسرائيلي، عبر عقد اتفاقيات سلام استسلامية معها، وأنه لم يكن أمام سورية، إلاّ أن تجترح الوسائل الكفيلة باستمرار مواجهة إسرائيل بمختلف السبل الناجحة والناجعة، فكان نهج المقاومة والممانعة… وبالمناسبة يتجاهل هؤلاء أنّ سورية، قدّمت عام ( 1982 ) أثناء مواجهة الاجتياح الإسرائيلي في لبنان ( 5000 ) شهيداً، وخسرت ( 500 ) دبابة و ( 100 ) طائرة، ومع ذلك لا يرى هؤلاء ذلك، وتعاموا عنه، وأنكروا وجوده… ولكن الأهمّ من كل ذلك هو أنّ سورية لا تنظر للصراع مع إسرائيل، من منظور قـُطْري، بل من منظور قومي عربي، ولا تعتبر الجولان، أهمّ من القدس، ولا أهمّ من فلسطين، ولا تعتبر الصراع، نزاعاً سورياً مع إسرائيل، بل تعتبره صراعاً عربياً- إسرائيلياً، وصراع وجود، لا صراع حدود… والسياسة السورية العليا، محكومة بثلاثة محدّدات، هي: المبادئ القومية العربية- والمصالح السورية- والكرامة الإنسانية..

والجولان ليس هو القضية، وليست سيناء هي القضية، بل القضية هي فلسطين، بما فيها القدس.. ولأنّ احتلال الجولان، كان نتيجة للحرب مع مَن احتلّوا فلسطين.. فإنّ تحرير الجولان، يأتي نتيجة تحرير فلسطين، ناهيك عن أنّ قدسية فلسطين عامّةً، والقدس خاصّةً، فوق جميع المقدّسات الأخرى، بما فيها الجولان، حسب المنظور القومي الذي تعتنقه سورية.. ولأنّ المدرسة السياسية السورية ( الأسدية ) كانت تؤمن بهذا النهج، وتعمل على أساسه، جرت محاصرتها والتضييق عليها، منذ عدّة عقود، وصولاً إلى شنّ الحرب العالمية الثالثة عليها، منذ بداية عام ( 2011 ) من أجل الانتهاء من سورية، مرّة واحدة، ومن أجل قطع الطريق على إمكانية نهوضها، مرّةً أخرى، كقاطرة للشرق العربي، وللوطن العربي.. ولكنّ حساب الحقل لم ينطبق على حساب البيدر في دفتر المحور الصهيو- أمريكي، رغم الخسائر الهائلة والدماء السائلة التي انسكبت مدراراً على الأرض السورية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.