الذكرى الخامسة عشرة على رحيل الأسد / حسن عجاج عبيدات

 

 حسن عجاج عبيدات ( الأردن ) الخميس 11/6/2015 م …

في العاشر من حزيران قبل خمس عشرة سنة في العام 2000 ميلادية ، انتقل الرئيس المرحوم حافظ الأسد إلى الخالق الأعلى ، و رُقد في قبره في بلدته “قرية القرداحة ” في محافظة اللاذقية .

جاء رحيل الأسد و الوطن العربي يموج بأحداث عاصفة ، يتهيأ لمرحلة مصيرية فاصلة وقعت بعد وفاته بثلاثة أعوام ، إذ ارتكبت الولايات المتحدة عدوانها على العراق بادعاء امتلاكه لأسلحة مدمرة أو دعمه لتنظيم القاعدة الارهابي . وهكذا فتحت المنطقة لحروب مدمرة هدفها العودة بالأقطار العربية إلى عهود ما قبل الاستقلال و القضاء على مظاهر تقدمها ، و نهب حضارتها التي بنتها منذ ولادة أول دولة عربية حديثة على يدي الرسول العربي  محمد صلى الله عليه و سلم  .

لم يكن حافظ الأسد زعيماً عادياً كغيره من الزعماء يعيش على هامش الحدث ، أو يموت ولا يترك أثراً باقياً. فقد كان كما تحدث عنه معظم الباحثين و المؤرخين نسيج وحده . و صانع تاريخ أمته ، لم تزعزعه ما مرَّ على المنطقة من مؤامرات ، ولم يقلقه استمرار الوجود الصهيوني  على أرض فلسطين ، فقد ظل إيمانه راسخاً بوحدة أمته و حتمية انتصارها على أعدائها ، و عودة الشعب العربي الفلسطيني إلى أرضه و بناء دولته السيدة المستقلة على أرض فلسطين .

عاش حافظ الأسد و مات وهو مؤمن برسالة البعث ، و مبادئه في الوحدة و الحرية و الاشتراكية ، التي علمته أن لا وجود لمستحيلات ، فلم ترهبه الأحداث ، وعواصفها .

فوضع سوريا في مسارها الصحيح المحقق لتطويرها المنشود و المأمول . وبقي رائد مدرسة الوضوح السياسي الذي صنع تاريخ سوريا الحديث ، وهو تاريخ مترابط مع ماضي أمته المشرق ، حتى أصبحت سوريا في الطليعة بين الأشقاء العرب ، و بين دول العالم الثالث ، دون اخلال في المبادئ أو خروج على المفاهيم الوطنية .

استقطب حافظ الأسد محبة الجماهير العربية ، و حاز على تقديرها ، لأنه خاطب ضمائرها ، و قدّم براهين صدقه و شرف عمله في الدفاع عن تطلعاتها و أهدافها . و كان عندما يخاطب شعبه في سوريا و الجماهير العربية يستذكر دور الاجداد العرب الذين حملوا راية الإسلام و نشروها في أصقاع الأرض ، و يدعو الشعب العربي إلى الدور المُناط بهم ، بالعودة لحمل مشعل الوحدة و التحرر، و يؤكد أن وحدة الشعب هي الكفيلة بتحقيق الانتصار لأن هذا العصر هو عصر الجماعات الكبيرة ، و عصر القوة ولا قوة إلا بوحدة الأمة .

إن الحديث عن حافظ الأسد الذي عشت بجواره قرابة خمسة عشر عاماً ، لا يمكن تلخيصه بكلمات أو مقالات ، فقد كان حافظ الأسد تاريخ أمة ، قبل أن يكون تاريخ قائد مسؤول .

رحم الله الأسد ، و صبَّر الشعب السوري الشقيق على ما ابتلى به من أعدائه ، وحقق له الفرج القريب و النصر ، لتعود سوريا كما كانت في عهد باني مجدها دولة سيدة موحدة الأرض و الشعب .

 و إن ذلك لقريب …

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.