“لعنة” سورية والأسد تتواصل.. وأردوغان آخر ضحايها / احمد زين الدين

 

احمد زين الدين ( لبنان ) الخميس 11/6/2015 م …

هي “لعنة” سورية وبشار الأسد تصبّ في كل اتجاه..

نيكولا ساركوزي كان أول من سقطت أحلامه بأن يرى الرئيس السوري خارج الحكم.

قبله كانت سياسة سلفه جاك شيراك بالتآمر على سورية ولبنان وإميل لحود قد أدت إلى فشل ذريع، فرحل شيراك وبقيت سورية واقفة على قدميها.

بعد ساركوزي، جاء فرنسوا هولاند، لكن هذا الرجل ذو البنية الضعيفة واصل سياسة سلفَيْه الغبية، خصوصاً أن الهدايا الخليجية أعمته، وها هو يترنح، وتصل شعبيته إلى الحضيض، وإلى مستوى متدنٍّ لم يصل إليه أي رئيس مرّ في تاريخ فرنسا.

هي “لعنة” سورية وبشار الأسد تصيب من هدّد وتوعّد بلاد الأمويين، فهيلاري كلينتون قائدة حملة ما يسمى “أصدقاء سورية”، ترحل عن مبنى الكابيتول الأميركي، بعد سقوطها على درج مكتبها وإصابتها بارتجاج دماغي.

حمدا قطر في ذمة التاريخ، بعد أن تبيّن لهما أن ناقلة الغاز أصغر من أن يكون لها دور في تغيير المعادلات والوقائع، وإن كان تميم نجل حمد بن خليفة قد رفع لواء الاستسلام أمام بائعة الكاز الكبرى؛ السعودية، مسلّماً لها بزمام الأمرة والقيادة، لكن حاملة النفط الدولية الكبرى ها هي تترنّح.. مات ملك وعاش ملك، ورحل سعود الفيصل وحل مكانه رجل واشنطن بلا منازع؛ عادل الجبير، دون أن ننسى اختفاء بندر بن سلطان وتفجيراته الإرهابية المتوزعة في أكثر من مكان، خصوصاً عندنا في لبنان..

ها هي السعودية تترنح بالوحول اليمنية، وبالخلافات المستعصية بين أبناء المؤسس الملك عبد العزيز، وذريتهم من الأولاد والأحفاد.. كل يريد حقه في الحكم والعرش..

“لعنة” سورية وبشار الأسد لم تنته، فأين هو صديق “سلطان” تركيا؛ محمد مرسي، الذي يقبع في السجن مع “جماعته” من قيادات “الإخوان”؟

وماذا عن المنصف المرزوقي في تونس، والذي أسقطه الشعب التونسي، فاستوعب مرشد النهضة مرشد الغنوشي الدرس، ويحاول الآن أن يميز نفسه عن جماعة “الإخوان المسلمين”، وأنه ديمقراطي ويفهم بالأصول الديمقراطية؟

آخر من طالته “اللعنة” السورية كان الـ”نيو” سلطان في تركيا رجب طيب أردوغان، الذي يجد نفسه الآن مضطراً للترجّل رغماً عن أنفه عن صهوة حصانه الخشبي، وهو يعرف أن حلمه اندثر.

لقد اكتشف الأتراك أن الرجل كان يخدعهم، فهو يريد أن يعيد “الانكشارية” إلى عزها، من خلال خطف الغلمان والأولاد وتربيتهم على أن يكونوا بلا رحمة، وأن يكون الحرب والقتل والسبي وارتكاب الفظاعات والتوحش مهمتهم ومهنتهم، فموّل “داعش” ووفّر لها السبل لأن تقتل وتفظع في العراق وسورية، وأراد أن يتفوّق على السعودية وقطر والولايات المتحدة والغرب الذين أوجدوا “القاعدة” ومتفرعاتها من “جبهة نصرة” و”بوكو حرام” وغيرهما من الأولاد الشرعيين وغير الشرعيين لمشوّهي الإسلام الحنيف.

لم يعد “نيو” سلطان يحتمل الآخرين، فظنّ نفسه أنه على نهج أسلافه من السلاطين الذين كان يسملون عيون أشقائهم، وحتى أبنائهم، أو يقطعون الرؤوس والأرجل أو الأيدي، حتى لا ينازعونهم على السلطة.

هكذا، أبعد بفظاظة عبدالله غول، وانقلب على معلمه وسيده فتح الله غولن، مع أن الأخير هو من علّمه وصنعه وسوّقه أميركياً، كما أطاح بمعظم قيادات حزبه، ليكون الحاكم المطلق.

الأكراد اكتشفوا خداعه، وتبيّن أن فيه الكثير من مفاهيم رئيس تركيا الأسبق الراحل كنعان أفرين، الذي رفض وجود شعب كردي، وإن كان قد نسبح علاقة خاصة مع الكردي الباهت وصديق الموساد مسعود البرزاني.

المهم أن “لعنة” سورية والأسد أصابت “نيو” سلطان بلعنتها، وصار عاجزاً عن تشكيل حتى حكومة بمفرده، فهو بحاجة إلى أي حزب من الأحزاب الثلاثة الأخرى الفائزة بالانتخابات، والتي تضع ثلاثة شروط أمامه هي: التخلي عن أفكاره المجنونة بسلطات مطلقة، ومحاربة الفساد المستشري وأبطاله نجله ومقربون منه، ووقف التدخل في شؤون سورية وفك التحالف مع “داعش”.. ببساطة، مساء الأحد الفائت كان الإعلان عن بداية النهاية لـ”نيو” سلطان.

أما عندنا في لبنان، فهل يعتبر أصدقاء وحلفاء بائعي الكاز العربي وأحفاد السلاجقة، خصوصاً أنه بحسم معركة القلمون وجرود عرسال، تكون أحد أهم أهداف التنظيمات الإرهابية بالتمدد نحو البقاع الشمالي والشمال اللبناني وصولاً إلى الساحل، قد سقطت بالضربة القاضية، واللعب على أوتار “قضية عرسال” لم يعد ينفعهم، خصوصاً أن هذه البلدة النائية لها تاريخ نضالي ووطني طويل في قضايا العروبة، والقضايا الاجتماعية والمطلبية والحياتية، وهي بلدة زراعية وبالتالي هي ككل البلدات اللبنانية؛ تطالب بالاهتمام بأحوال المزارعين والفلاحين والفقراء، وبمواجهة نهب الاحتكارات والرأسمالية المتوحشة..؟

أحمد زين الدين

               

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.