فضائيات ” الغباء والاستغفال” تواصل بث السموم ضد الامة / كاظم نوري الربيعي

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) االإثنين 3/9/2018 م …

من  يستمع او يشاهد وسائل الاعلام خاصة الفضائيات الناطقة  ب” العربية”  المدعومة خليجيا   التي تواصل بث السموم  و التي تصرف عليها انظمة  الفساد ملايين  الدولارات خدمة  للسياسات  الامريكية والاسرائيلية  في المنطقة  من يستمع لها او يشاهدها  يصاب  بالذهول جراء ما تورده من اخبار كاذبة ومزيفة ومفبركة ونسج الروايات المنافية للواقع   وبطريقة غبية خاصة في  تطرقها للاحداث في سورية واليمن والعراق.

خذوا مثالا عندما ادانت احدى المنظمات التابعة    للامم المتحدة مؤخرا  الجريمة البشعة التي ارتكبها طيران حربي تابع للتحالف السعودي  ضد الطلبة في اليمن  وهي جريمة موثقة حاولت ان تتنصل منها في بداية الامر  لكنها  اضطرت بعدها الدولة التي تقود الحرب ضد شعب اليمن  منذ سنوات بان تقر ان الجريمة وقعت  وسيتم محاسبة مرتكبيها  محاولة بذلك ان تخدع المواطن الساذج من انها” اي تلك الدولة” تتسم سياستها بالعدل  وسعة الصدر  وهي  ليست مسؤولة عن تلك الجريمة وانها وقعت دون علمها لانها تتمتع بحس انساني مرهف يتماشى مع ” قيمهم الدينية” التي ينشرونها في العالم الاسلامي مغمسة  بدماء الابرياء .

من هم  الذين ارتكبوا الجريمة  اذا  من وجهة نظرهم  ؟؟ هل هو الطيار الذي اختار الهدف ام ان القيادة التي تشرف على  الحرب  التدميرية في اليمن هي التي تحدد الاهداف ؟؟

وهل سيخضع للمساءلة الطيار الذي نفذ الجريمة وحده  ويفلت من يقود  العدوان  ويشرف  عليه منذ سنوات  ضد اليمن من العقاب ؟؟ اية مسخرة هذه؟؟

وسائل الاعلام ذاتها تناقلت  مؤخرا خبرا مفاده ان ايران زودت ” ميليشيات” في العراق ومصطلح ميليشيات تطلقه على  الحشد الشعبي زودته ب” صواريخ باليستية” .

لاندري كيف تم ذلك ولماذا تحصل ” هذه  الميليشيات التي يتشرف بها العراقيون وكل من قاتل ” الارهاب  في  العراق والمنطقة  مثل ” داعش”  واخواتها ” على مثل هذه الصواريخ ويحرم منها الجيش العراقي؟؟.

تحاول هذه  الانظمة  الفاسدة المسؤولة عن دمار اليمن وسورية و العراق والمنطقة برمتها  ان توحي  بان ” هناك جماعة عراقية مسلحة” يتم الاعداد لها ودعمها ايرانيا لتتحول مستقبلا  الى منظمة شبيهة ب” حزب الله في لبنان.

انه  شيئ مشرف للعراقيين ان تكون لديه دولة وليست جماعة او منظمة  او حتى حزب  تنتهج سياسة شبيهة  بسياسة حزب الله في لبنان في  معاداتها لاسرائيل وللسياسة الامريكية التدميرية سواء في العراق او في عموم المنطقة.

الفضائيات ووسائل  الاعلام هذه لم تتطرق الى التدخل  الامريكي السافر والمباشر في عملية تسمية رئيس  الحكومة القادم  ومحاولة فرضه فرضا وهو تدخل مرفوض حتى من قبل بعض الجماعات التي تشارك في العملية السياسية” التي اعقبت غزو العراق واحتلاله لكنها باتت تورد انباء كاذبة ” تنفرد بها هي وحدها دون سواها” من وسائل الاعلام العالم  مفادها ان” قاسم  سليماني ” هو الاخر موجود في النجف او كربلاء  لااعلم ” للغرض ذاته ” اي ان سليماني خو الاخر  يزور سرا  العراق  من اجل تسمية رئيس الحكومة. ياللسخف؟؟

لست هنا بصدد الدفاع عن ايران لانني لست من  الذين يشجعون على تدخل دول الجوار او ابة دولة  اجنبية صديقة او عدوة  بالشان العراقي مثلما لست من المغرمين بالذين يحكمون العراق منذ غزوه واحتلاله عام 2003  لان الشعب العراقي ابتلى بهم و ينبذهم .

ايران  وحدها مسؤولة بالرد  وقد  ردت على ” كذبة” تزويدها  مجموعة عراقية مسلحة بصواريخ بالستية على لسان اكثر من مسؤول عسكري وعليها ان ترد على اقاويل زيارة سليماني السرية للعراق .

الشيئ المؤسف ان هناك من السذج  من لايزال يستمع ويشاهد تلك الفضائيات المنبوذة عربيا ويصدق ما تورده من اخبار كاذبة  تنفرد بها هي وحدها دون سواها  و لم تتداولها اجهزة اعلام اخرى تتمتع بالمهنية الاعلامية لا ” البلطجة” المنتشرة في صفوف تلك الفضائيات البائسة وما اكثرها في هذا الزمن ” زمن التردي؟؟