دروب التسويات في الشرق الأوسط على حساب الوطن الفلسطيني لصالح اليهود من ألفه إلى يائه ” 9 ” * تقييم المرحلة – الجزء الأول
الكاتب والباحث في الشأن الفلسطيني عبدالحميد الهمشري
المحامي علي أبوحبلة – رئيس مجلة آفاق الفلسطينية / قسم الدراسات الاستراتيجي
هناك اجتهادات خاطئة قادت النضال العربي والفلسطيني نحو الخطيئة ، اعتمدت تلك الاجتهادات على أسس في ظاهرها الخير لكن في باطنها الشر المستطير ، ويجري وفق ما يرسمه الأعداء ، فتشرع سفنهم في بحورنا وأعماقنا وفق ما يشتهون ، وبتبريرات بالتأكيد تكاد تكون غير واقعية ولا تمت للواقع بصلة حول ترتيبات التسوية التي لا تمنح الفلسطينيين غير فقدان الأرض الفلسطينية خطوة خطوة وتمكين الصهاينة من امتلاك معظم الأرض الفلسطينية إن لم يكن بكاملها أمام الضغوط الدولية واختيار الحياة بعيداً عن فلسطين رغبة في الحياة .. فمنذ انهيار الدولة العثمانية أصبحت المصالح الذاتية وشخصنة الأمور وحسابات الربح والخسارة هي من تتحكم في مصائر أقطارنا على المستوى الرسمي بخلاف المتوقع ، فبريطانيا وفرنسا هما من صنعتا سايكس بيكو ، ومع ذلك استمر اللهاث وراءها وخلف أوهام السراب المفضي لما لا شيء سوى الكلام المعسول الذي لا يمنح لا أمناً ولا استقراراً ولا حقوق ، وبريطانيا من وعدت اليهود ونفذت ورغم ذلك بقي لها الأمر على حاله فهي من رسمت للمنطقة خطوات الدرب المهين ، وأمريكا كانت الوريث لهما في مناطق النفوذ فآل أمرنا لها فبتنا ندين لها بالولاء والطاعة ، دول التحالف الغربي التي ندين لها بالولاء والطاعة رغم استقدامها ليهود على أرض فلسطين ومكنتهم من زرع جذورهم فيها ومكنت لهم دولياً من اعتراف بها والقبول بممارساتها اللاإنسانية ضد الفلسطينيين حتى على مستوى النظام الرسمي العربي رغم ما صنعته بنا هي من نشد إليها الرحال.
على المستوى الشعبي تعامل العرب مع القضية الفلسطينية على أنها قضية قومية إسلامية في مختلف مراحل النضال وساهموا وشاركوا أشقاءهم في النضال ، فهناك آلاف الشهداء العرب رووا بدمائهم الطاهرة أرض فلسطين أما على المستوى الرسمي العربي والإسلامي فإنها وإن تم التعامل مع قضية فلسطين على أنها قضيتها المركزية فإن هذا لم يكن كما اعتبرتها الشعوب بل بوصفها قضية “جيران” تعرضوا للظلم ويحتاجون بعض الدعم والمساعدة. لهذا طولب “الجيران” أن يُقدِّروا “الضيافة”، وأن يعلموا أن للمساعدة حدوداً، فلا يستطيع هؤلاء تنظيم أنفسهم وتشكيل مؤسساتهم بحرية في تلك الأقطار، ولا يستطيعون إقامة قواعد عسكرية أو اختراق حدود بلاد الطوق العربية لتنفيذ عمليات المقاومة. والمشكلة هنا أن “النظام الرسمي العربي” لا يدرك حتى اللحظة المشروع الصهيوني وأهدافه، فقناعاتهم أنه يستهدف الفلسطينيين فقط مع أن احتلال المشروع الصهيوني لفلسطين هو مجرد ركيزة ومنطلق لإبقاء الأمة العربية والإسلامية ضعيفة مفككة يمنع وحدتها ونهضتها لأنه يدرك تماماً أن قوة الأمة ووحدتها خطر أكيد على بقائه ويعني زواله عاجلاً أم آجلاً. فشرط نُموِّه وبقائه إذن مرتبط بضعف الأمة وتفككها وعكس ذلك إنهاء هذا المشروع وزواله، وفي الجانب الفلسطيني تنازعه منذ البداية تياران أساسيان تجاه ما يجري على الأرض الفلسطينية ، الأول رافض لكل أشكال التسوية مع العدو الصهيوني وهم المتضررون من حصولها لأنها تكون على حساب حقوقهم في المواطنة والاستقرار في أرضهم وأملاكهم ويمثلهم المزارعون والفلاحون من ذوي الملكيات الصغيرة للأرض وأرباب الصناعات الخفيفة والمهارات والحرف اليدوية ، وهم وقود المجابهة في إسقاط كل ما يحاك ويظلون الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه فكلما تكالبت المحن واعتقدت القوى المؤثرة في القرار الدولي غربياً وصهيونياً أن الأمور قد دانت لهم ولليهود انطلقوا فجأة فقلبوا السحر على الساحر فيبقون القضية معلقة لا منتصر فيها ولا مهزوم لعدم إمكانية الحسم بشأنها بفعل التقاء مصالح اليهود والكبار المحتضنين للصهيونية العالمية فكراً ودولة .. والثاني تيار المصالح ويمثلون بقايا الإقطاع ممن ما زالوا يملكون مساحات غير قليلة من الأرض وذوي الجاه والنفوذ ، وهؤلاء كما النظام الرسمي يبحثون عن المنافع التي سيتحصلون عليها جراء التسويات التي تقودها قوى التسلط الدولي ، كون الموازين فيها تصب لصالح العدو الصهيوني وذوي المصالح في المجتمع الفلسطيني والعربي والإسلامي ،هذا الحال استمر حتى نشوء منظمة التحرير الفلسطينية التي تساوقت بداية مع الدول العربية المؤثرة في القرار الفلسطيني وأدخلت الفلسطينيين في دوامة الصراع العربي ، ولما حصلت نكسة حزيران تكشفت قواعد اللعبة ووجد الفلسطينيون أنهم الوحيدون في وجه العاصفة وأن ما يجري تتحكم به قوى مؤثرة في المجتمع الدولي فالدول العربية قاطبة لا تستطيع مجابهة هذه القوى المؤثرة لحالة التمزق والصراع التي تعتري التيارات التي تتجاذبها لكن كل منها يسعى لمصالحه ويرى في الورقة الفلسطينية ورقته الرابحة التي تمكنه من النفاذ للوسط الجماهيري العربي والإسلامي ويحاول امتلاكها كونها ورقة تحكمها قومية الوجود العربي والقداسة الإسلامية ولها شعبياً مناصروها وجماهيرها الواسعة ، لكن أمام حالة التردي والوهن العربي ولمجاراة الواقع الدولي منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها ومالت الأمور فيه لصالح القوى المنتصرة في هذه الحرب والداعمة للوجود الصهيوني ، أصبح النظام الرسمي العربي بين أمرين أحلاهما مر ، عجز تام أمام ما يجري للقضية الفلسطينية وفي مجابهة الأخطار المحدقة في الواقع العربي خاصة العبث الغربي والصهيوني الذي يصول ويجول ويعبث بالأمن القومي العربي فانتهى بهم المطاف للعمل بقول جحا ما دام راسي سالم أنا في الخير كله ، وهذا دليل عجز الحيران عن صنع شيء أمام استراتيجيات القوى المتنفذة في القرار الدولي والإقليمي خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت وحتى وقت قريب تدفع الجزية لدولة عربية إفريقية مزقتها شر تمزيق عن حقد دفين عقاباً لما كان منها في سالف الزمان ضد بحريتها الناشئة في ذلك الحين وتغييب دول عربية كمصر التي تحولت من عدوة كبرى للكيان الصهيوني لصديق حميم بعد إنهاء حالة الحرب بينهما وأصبح دورها كوسيط لقبول هذا العدو الغاصب وتقريب وجهات النظر حول قضايا تخدمه في نهاية المطاف ، وبهذا خرجت مصر من الجهد العربي كفاعلة ومؤثرة في الأمن القومي العربي لراعية لأمن العدو الصهيوني ، أو شطب أمريكا لدولة عربية فاعلة في الصراع لجانب الفلسطينيين بعد هدم دستورها ومؤسساتها كونها كانت قوة فاعلة أمام الخطر الصهيوني ، والعبث بأمن دولة عربية مجاورة لها دور إقليمي وأخرى جارة لها عبثت بلحمتها وبتوافق مكوناتها التي تحكمها نصوص دستورية لتسيير شؤون الحكم فيها ، وتحويل دول عربية ثرية لبقرة حلوب لرفدها باحتياجاتها من السيولة النقدية وأرصدة تنقذ اقتصادياتها لتنفيذ مخططاتها ضد كل ما هو عربي ومسلم ، هذا باختصار شديد بالنسبة لواقع القضية الفلسطينية المؤلم والأمن العربي على مستوى دول الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وعلاقاتها بالكيان الغاصب لفلسطين بشكل عام.
فلسطينياً منذ البدايات كان هناك تيارات تتصارع في الساحة الفلسطينية تيار المتنفذين من بقايا رجال الإقطاع وذوي الجاه والنفوذ العشائري وتحكمهم المصالح في أي قرار يتخذونه وكانوا سبباً في حصول صراعات في المجتمع الفلسطيني بالنسبة لقضايا حساسة تهم الوطن الفلسطيني ما خلق شوشرة لا أول لها ولا آخر بالنسبة للقضية الفلسطينية ونحن هنا لسنا بوارد الحديث عنها هنا لرغبتنا في لم الشمل الفلسطيني حول قضيته المركزية التي يحاول عدونا الصهيوني بالتحالف مع عدوة الشعب الفلسطيني أمريكا تصفيتها ، بمعنى آخر جميع مكونات الشعب الفلسطيني أصبحت في دائرة الاستهداف الصهيو أمريكي .. وتيار شعبي قابض على الجمر ورافض للتسليم بالأمر الواقع والذي غالباً ما يمنع الانهيار والتسليم بفلسطين لليهود وهذا التيار من لا يزال يبقي القضية حية وغير فابلة للمساومة ويمنحها القدرة على الصمود والنقاء والطهارة لأنها عملياً لا تدخل في حساباتها المصالح ولا حسابات الربح والخسارة فتقدم التضحيات ومستعدة للاستمرار في ذلك لأن الوطن في حساباتها فوق كل اعتبار وفوق كل مكسب لا يحقق له الحرية ولراياته العز والمجد والاستقلال وتيار القيادة المتنفذة وتذبذب أدائها في مختلف فترات النضال وكانت جذوة عطائها في ثورة عام 1936 تم الالتفاف عليها وتصفية قياداتها الشعبية الذين نكن لهم كل الاحترام والتقدير بمكر وخداع يهود وتآمر بريطانيا والضغط الرسمي العربي في حينه وصراع ما بين تيارين الشعبي والعائلي الذي تسيد مرحلة ما بعد الثورة الممتدة من 1936 – 1939 فكان الانهيار الذي حصل في عام 1948 للعجز الذي كان من عدم إمكانية قيادة الشعب الفلسطيني نحو المقاومة والتصدي والتحدي لعصابات شتيرن والآرغن والهاغاناة الصهيونية صانعة الدولة العبرية ودخول جيوش عربية ينقصها التنظيم وحسن الإعداد والأداء، فكانت النكبة التي ما زال شعبنا العربي الفلسطيني يدفع ثمن نتائجها التي شردت غالبيته في الآفاق وحولته لجموع لاجئين.
فاستفاق هذا الشعب على هول النكبة لكن بعد فوات الأوان وبدأ بتنظيم شؤونه واختار طريقين الأول الانتماء للأحزاب القومية والشيوعية التي نمت مع واقع النكبة وبدأت بطرح شعاراتها التي تدغدغ العواطف والثاني التوجه للتيار الديني كجماعة الإخوان وحزب التحرير ونظراً لاختلاف الرؤى في كل منها فقد تفرقت السبل وأسس الحل والتفكير فالشيوعيون كانت تجمعهم بالحزب الشيوعي الإسرائيلي وجهة النظر السوفييتية الداعمة للوجود الصهيوني في فلسطين والقوميون يكنون العداء السافر للكيان الصهيوني الذي يهدد الوجود العربي إن لم يجر اقتلاعه من جذوره لكن جهودهم تضيع وسط الزحام لاختلاف الرؤى وضبابية طروحاتهم التي تفضي لتيه وتخبط وضياع وكذا الحال بالنسبة للإسلاميين الذين تشتت بهم السبل ما بعد أفغانستان وثورة إسلامية تحت قيادة البيت الأبيض الأمريكي التي وبترتيباتها نجحت في إسقاط الطرف المقابل لها الاتحاد السوفييتي ثم شقت الشارع الإسلامي بتنظيمات اسلامية تعمل امتداداً لثورة كارتر الإسلامية فعاثت بعد هدم الاتحاد السوفييتي بأمن واستقرار العالمين العربي والإسلامي فساداً، خلاصة القول أن صراعات الأحزاب على كثرتها قادت للمتاهة والمزايدات ولارتماء الكثير منها ضد قناعاتها في أحضان النظام الرسمي العربي وبيت الطاعة الأمريكي الحضن الدافئ للحركة الصهيونية ومخططاتها والذي يعرف مكامن الخطورة والضعف في كل منها خاصة الإخوان فوجهها باتجاه بوصلته وألغى دورها وأبقاها حبيسة مطالبه وأهوائه ، تترنح وتلهث وراءه ما أدى لعدم التقائها نحو هدف استراتيجي يحمي الأمة من الضياع والأقطار العربية من الانهيار .. وعجز عن تقديم العون والمشاركة في مواجهة العدوان الصهيوني .. لكن ظروف ما حصل في العدوان الثلاثي 1956 على مصر
واجتياح قطاع غزة وارتكاب جيش العدو لعدة مجازر فيه وما حصل في كفر قاسم من مجزرة أقدم عليها ذلك الجيش الباغي بدم بارد في أول يوم للعدوان على مصر بحق سكان القرية العائدين من أعمالهم بعد سريان منع التجول وفق الصهاينة رغم عدم علمهم بذلك ومجازر هنا وهناك في مناطق عدة في الضفة الغربية كمجزرة قلقيلية كل ذلك دعا الشباب الفلسطيني للبدء بتنظيم أنفسهم وشكلوا في الخليج حركة فتح عام 1957وفي دول الطوق العربية كتائب العودة وتنادت الجامعة العربية لتشكيل منظمة التحرير الفلسطينية ترعاها جامعة الدول العربية وتم ذلك في مؤتمر القمة العربي المنعقد في العام 1964 التي قادت النضال الفلسطيني وشكلت فتح جناحها العسكري الذي انطلق في الفاتح من يناير 1965 في أول عمل عسكري وتوالت بعد ذلك العمليات وردود الفعل لجيش العدو وقادت التوترات مع الصهاينة لحرب حزيران التي أعد لها عدونا جيداً في ظل عنتريات تصنع قعقعة دون طحن فطحن جيش العدو وسلاح جوه آمالاً عربية أفاقت على واقع حال مزرٍ بعد أن تمكن عدونا في سويعات من حسم المعركة لصالحه انتهت قبل أن تبدأ وكان الثمن احتلال فلسطين بالكامل والجولان السوري المحتل وسيناء وكان مجموع ما احتله العدو يفوق مساحة ضعف فلسطين الكلية فكان ذلك دافعاً لانطلاق العمل العسكري الفلسطيني المسلح وثبوت صحة انه لا يحك جلدك غير ظفرك وعدونا أدرك منذ اليوم الأول خطر المقاومة فحاول إجهاضها في مهدها لكن الجماهير العربية التي أرهقتها الهزيمة وقفت داعمة للمقاومة التي حاول العدو تصفية وجودها في الأردن فتصدى لقواته رجال المقاومة الفلسطينية ممثلة في فتح والجيش العربي الأردني في معركة كرامة الأمة في أرض الكرامة الطاهرة فكان يوماً مشهوداً امتزج به الدم الأردني بالدم الفلسطيني وتحقق النصر على العدو الذي ألهب الشارع العربي من محيطه إلى خليجه وهب داعماً للمقاومة وكان هذا منعطفاً لصالح النضال الفلسطيني فتنامت فتح وتنامت فصائل المقاومة وامتد النضال لداخل الوطن الفلسطيني المحتل من بحره لنهره ومن شماله لجنوبه حيث تمكن الشعب الفلسطيني في ظل الدعم الشعبي والرسمي العربي في حينه لرسم خارطة وجوده التي نالت احترام العالم واعترافه بالحقوق الفلسطينية ولولا المواقف الأمريكية المعادية لطموحات الشعب الفلسطيني لتحقق المراد من إعادة رسم الخارطة السياسية في المنطقة وفق ما يتمنى كل العرب والمسلمين ..
لكن الأمور لم يحسن استغلالها لا على المستوى العربي والإسلامي لا رسمياً ولا شعبياً ولا حتى فلسطينياً حيث بدئ بطرح مبادرات في محاولات لنيل رضا أمريكا بفكرة قبول العدو الصهيوني وإقامة علاقة معه والاعتراف بوجوده كونها أي أمريكا سارت في خطوط متوازية كلها تصب في مصلحة الكيان الصهيوني وضد طموحات العرب والمسلمين والفلسطينيين بل عملت على تضارب المصالح بين هذه المكونات جميعها وكان هذا لغياب حسن تقدير الأمور مما أدى لبعثرة الجهود العربية الفلسطينية الإسلامية فأضحين في مهب الريح بعد الانسياق خلف التوجهات الأمريكية التي في نهاية المطاف صنعت كل ما يخدم أمن واستقرار وعلو الشأن اليهودي وطمس كل الوقائع التي هي لصالح الفلسطينيين حيث بدأت بتصفية القضية الفلسطينية خطوة خطوة دون أن يتمكن أي من العرب والمسلمين مساءلتها عن ذلك رغم أنهم من دفعوا الرسمية الفلسطينية للتعامل مع أمريكا فوقعوا في فخ التنازل المجاني بالاعتراف بالكيان الصهيوني وبتوقيع اتفاق أوسلو الذي مكن العدو الصهيوني الاستيلاء على معظم القدس الشرقية ومساحات شاسعة من الضفة الغربية وإقامة مستوطنات وشوارع التفافية وجدر عزل عنصري على التجمعات السكانية الكبيرة فيها وسن قانون قوميةالدولة الذي يتجاهل الوجود العربي في فلسطين.
وهذا ما عاب المسيرة دعوات الحوار الفلسطيني الاسرائيلي الذي يفضي لحوار الطرشان . ونمت وللتراجع عن ثوابت محددة فبعد أن كان هناك رفض للقرار 242 و338 أصبحت هناك موافقة عليهما لصالح حل الدولتين بمعنى ان مسيرة التسوية واتفاقات أوسلو اتخذ مسارين الأول تدعمه القيادة الفلسطينية المتنفذة وتدعمه فتح ، والثاني يدعمه تيار المعارضة الفلسطينية وتقوده حماس وعدد من فصائل المقاومة كالجهاد الإسلامي والشعبية والديموقراطية وغيرها ظاهرياً لأنها عملياً موجودة على الأرض من خلال أوسلو ، والمعارضة الحقيقية له من خارج فلسطين حيث يوجد أكثر من نصف شعب فلسطين، لأن اوسلو تحرمهم من حقهم بالعودة إلى وطنهم.
كلمة أخيرة يمكن قولها أن النظام الرسمي العربي وم.ت.ف اقدموا على المشاركة في عملية التسوية السلمية انطلاقاً من حالة العجز العربي واختلال موازين القوى وعامل الزمن، والشعور أن الزمن لا يعمل لصالحها حيث يقوم الكيان الصهيوني ببناء الحقائق على الأرض، مع أن الأولى كان يقتضي إيقاف تمدُّد المشروع الصهيوني وعدم منح أمريكا الوقت الكافي لكي تنفذ عملياً يهودية الدولة من خلال اعترافها بالقدس عاصمة للدولة العبرية ووقف دعم الاونروا تمهيداً لإسقاط حق العودة .
التعليقات مغلقة.