هل تفرض المقاومة علی “الأمم المتحدة” وريثة “عصبة الأمم” الاعتذار عن “صك الانتداب البريطاني” علی فلسطين و ازالة اثاره؟! / ديانا فاخوري

نتيجة بحث الصور عن ديانا فاخوري

ديانا فاخوري ( الأردن ) الأربعاء 5/8/2018 م …




هل تفرض المقاومة على بريطانياالاعتذار والعودة عن وعد بلفور؟! هل تلاقي انتصارات المقاومة و المحور السوري العراقي الروسي الايراني انتصار عام 2006 علی جيش الاحتلال الصهيوني، والصمود الفلسطيني بسلاحه الجوي المبتكر الذي اوجب تغيير قواعد الاشتباك ردعا و مبادرة، تأكيدا و تجديدا لحقه التاريخي في تحرير فلسطين، كل فلسطين؟!

اما الأصرار ألامريكي على منع ترجمة انتصارات المحور السوري العراقي الروسي الايراني مع حزب الله فيضمر بالضرورة، وكما أسلفت في مقالات سابقة، خشية حقيقية من صعود روسي صاعق لكسر احتكار القوة الأمريكية الممسكة و المتمسكة بالعالم منذ انهيار الاتحاد السوفياتي مع نهاية القرن المنصرم! ما زال اصحاب المحور الصهيواعروبيكي على رفضهم الاستسلام لهزيمة الآليات الإرهابية التي صنعوها لتدمير الشرق الأوسط في السنين السبع الماضية و ما زالوا على إصرارهم توظيف هذا الإرهاب في إعادة ضبط بعض البلدان المتفلتة نسبياً من الالتزام الحرفي بالأوامر الأميركية، وهم يعملون على دفع هذا الإرهاب نحو بلدان فيها بيئات حاضنة من الممكن إعادة تنشيطها بوسائل التحشيد التقليدية من مذهبية ودينية وعرقية.! وما غارات الأمس الرمزية و استمرار الغارات البلاغية الا تهويل بائس بوجه حسم الموقف في سوريا لصالح قوى المقاومة و التحرير بدعم روسي وايراني اصاب صفقة القرن بمقتل سيما ان النظام المقاوم في سوريا يحكم سيطرته على المعابر والحدود مع الاردن و لبنان وربما قريبا مع كافة الدول المحيطة! هل هو تعبير عن تخوف محور الشر الصهيواعروبيكي من توازن استراتيجي يؤدي الى تماس بين ايران و اسرائيل الامر الذي قد يحدث نوعا من توازن الرعب لحرب باردة تحبط التعديلات المطروحة على سايكس بيكو .. و بهذا يصبح غرب اسيا برزخا جغرافيا امنا و صديقا بامتداده من الشواطيء اليمنية و العمانية علی بحر العرب الی الشواطيء التركية علی البحر الأسود، و من الشواطيء الجنوبية لبحر قزوين الی الشواطيء الشرقية للبحر الأبيض المتوسط .. برزخ يضم المضائق الاستراتيجية كالبوسفور و الدردنيل و قناة السويس و باب المندب و هرمز!

اما “صفقة القرن” فجزء من مشروع صهيواعروبيكي في المسار التّصْفَوِيّ عينه ..  مسار استكمال النكبة/٤٨، فالنكسة/٦٧، فزيارة السادات ودخول منظمة التحرير دوائر القرارات ٣٣٨ و ٢٤٢، تبعها غزو العراق، فاتفاق أوسلو، و كإمب ديفيد، و وادي عربة، فالمبادرة العربية (٢٠٠٣/٢٠٠٤) رغم التدخل المحمود لفخامة المقاوم (الرئيس أميل لحود) بعد ان أصبحت كل الضفة الغربية تحت سيطرة الادارة المدنية و الجيش الاسرائيلي، فالربيع العربي، فاعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال و نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس مروراً بانسحاب أميركا من مجلس حقوق الإنسان “المعادي للشعب الصهيوني”، وصولاً إلى التصديق على قانون يهودية دولة “إسرائيل” يليه  إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من تمويل وكالة الأونروا تزامنا مع إعلان سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي إسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين .. وباسقاط حق العودة لا يعود للأونروا عمل ليصبح جميع اللاجئين الفلسطينيين مواطنين داخل الدول التي احتوتهم الامر الذي ينسجم مع يهودية “إسرائيل” .. ولعلكم تذكرون المحاولات السابقة لنقل ملف اللاجئين الفلسطينيين من ال UNRWA الى ال UNHCR!!! يومها كتبت انبه من محاولة خطف الملف تمهيدا لإنهاء “حق العودة” في سياق المخطط الأمريكي! و في السياق ذاته جائت قصة تيران و صنافير ومنهما الی “كامب ديفيد” حيث يلتحق المشترين الجدد بركب “كامب ديفيد” .. قلنا أنهم يبتزون مضيق هرمز و قناة السويس و يريدون لمصر أن تصبح دولة تابعة، لا دولة اقليمية عظمی .. قلنا أنهم يريدون لمصر أن تدير ظهرها للمتوسط بربطها بالبحر الاحمر و بحر العرب والخليج، لتنفرد اسرائيل بحراسة بوابة الشرق الاوسط المفتوح والمنفتح غربا لتحتكر ادارة هذه البوابة مع الغرب .. قلنا انهم بنتقمون من عبد الناصر .. ألم يغلق المضائق و يستثمرها استراتبجيا و تكتيكيا في اطار الصراع مع اسرائيل .. قلنا انهم ينتقمون من الجغرافيا، و يلعنون التاريخ .. دعوت يومها الى البحث عن اسرائيل و التعاون الاستثماري في مجالات النفط، و الغاز الطبيعي، و العمل الاستخباراتي ..  قلنا انهم يريدون ضرب حصار علی الاردن فتصبح الحديقة الخلفية ل “اسرائيل” – مديرة العلاقات مع الغرب؟! وها هم اليوم – وسط مناخ عربي متقاعس و دولي صامت – يلمحون الى إمكانية إنشاء قناة مائية من قطاع غزة باتجاه البحر الأحمر تطيح بقناة السويس لتتحكم “اسرائيل” بطريق التجارة المائية.

اما الربيع العربي فتمخض لينجب “تطبيعا” .. تطبيعا (ثقافيا – أول الغيث قطر و بدأ بنهمر) .. أنجب تطبيعا، لا عدالة و لا ديمقراطية و لا تعددية و لا حرية و لا ما يحزنون .. لا بل ما يحزن و يحزنون – حلفا اقتصاديا تقوده دولة الاحتلال وبالون كونفدرالية الدول الثلاث .. و يردف ذلك الهجوم الصّهيوامريكي على الأمم المتحدة، وعلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، و حتى على القيادات الفلسطينية المستكينة و المساكنة في الضفة الغربية وغزة .. ويُرَوِّجُ لذلك، كما أسلفت، جون بولتون وثلاثي من غلاة الصهاينة هم صهر الرئيس ومستشاره “جاريد كوشنر”، بدعم من مبعوثه إلى الشرق الأوسط “جيسون غرينبلات”، و إسناد من سفيره لدى الكيان الصهيوني “ديفيد فريدمان” بعيدا عن الخارجية و مجلس الأمن القومي و “الحلفاء” الأوروبيين! ونأت سلطة أوسلو والأردن بنفسيهما عن هذا المشروع المغالي في صهينته حيث ضرب عرض الحائط بمصالح “ألاصدقاء العَرَب”، و  الحُلَفاء في الإتحاد الأوروبي وفي حلف شمال الأطلسي!

واما الفعل فللحق و الميدان، و للدم المنتصر علی السيف و الخرائط .. الدم الذي يرمى “صفقة القرن” على قرن غزال و يحولها الى “مسيرة العودة” ضمن مسار استعادة فلسطين، كل فلسطين – من النهر الى البحر ومن الناقورة الى ام الرشراش .. فهم سيولدون، ويكبرون، ويُقتلون، ويولدون، ويولدون، ويولدون!

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.