برنامج لعبة الأمم من قناة الميادين! / علي حتر

 

علي حتر ( الأردن ) السبت 13/6/2015 م …

فرحنا عندما أنشأ غسان بن جدو قناة الميادين، لأننا رأينا فيها قناة منتمية إلى قضايانا..

والقناة المنتمية تدافع عن القضايا الوطنية والقومية والإنسانية، دون أن يكون مطلوبا منها أن تكذب..

والإعلام الناجح يوصل القضايا إلى المتلقين، ويحسن اختيارها ويكون مبدعا في طرحها، حتى لو كانت محزنة، يطرحها بطريقة غير محبطة لأنه جزء من المعركة.. والإعلام لا يمكن أن يكون غير منحاز..

وفي رأيي، نجحت الميادين في هذا الدور، وأتمنى لها أن تواصل دورها، رغم أنني رأيت في حلقة برنامج “لعبة الأمم” الأخيرة يوم 11 حزيران، محاولة لا أستطيع أن أعتبرها بريئة، من مقدم البرنامج سامي كليب، ورغم أنني كنت اتابع بعض حلقات برنامجه في السابق، وكنت أرى فيه، شخصا غير ميّال إلى قضايا شعب المنطقة، لكنه لم يكن في الجانب الآخر..

إلا في هذه الحلقة..

لقد رأيت شخصا يشبه إلى حد ما.. فيصل القاسم وعزمي بشارة..! لست آسفا على التعبير، ولا أعتذر.. ولم أكن أرى فيه ذلك سابقا.

في حلقة برنامج “لعبة الأمم” الأخيرة يوم 11 حزيران، كان سامي كليب منحازا بوضوح.. ضد سورية.. أقول ضد سورية الدولة.. إلى مستوى أنه استشهد، ليبرهن كلامه.. بكلمات للفاشل المتقلب عدو كل المشاريع الوطنية والقومية واليسارية وليد جنبلاط..

اختار للبرنامج شخصين، أحدما وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، والآخر هو الشخص العجيب وزير الشؤون الاجتماعيىة رشيد درباس!

اختيار وزير الإعلام السوري طبيعي في مثل هذه الأحوال..

أما اختياره لرشيد درباس ضيفا للحلقة، فأترك لكم أن تُقَيِّموه بعد التعليق على الحلقة.

هذا الشخص الذي أريد ان أتحمل عبء تسميته الجاهل، بدل أي تسمية أخرى، الرومانسي الذي يختبئ وراء شعار العروبة، ليغطي موقفه ضد تلك العروبة، يقول وهذا أهم ما يقول، إنه غير معني بالبدايات، ما يهمه هو الواقع الحالي!

طبعا البدايات تعني أنه مضطر أن يعتبر “إسرائيل” طرفا.. وأمريكا طرفا والسعودية وقطر مثلهما..

وهو لا يعتبر إلا الأطراف المكونة من الدولة السورية، ومن المجموعات التي تحوي الآلاف من غير السوريين..

لكنه يعتبرها أطرافا سورية ..

ويعتبر إن تأييد الجيش السوري مجرد وجهة نظر..!

ويقول إن داعش والنصرة يمكن أن يقبلا بالحل السياسي، حتى أن سامي كليب، الذي مرر له كل ما قال، لم يستطيع أن يمرر له هذا..

المشكلة أن سامي كليب كان في كل مرة يُحول الكلام فيها للزعبي، يطلب منه أن يسرع في الإجابة.. أو يتدخل ليعرقل إجابته.. في حين لم يتدخل مرة واحدة عندما كان درباس يتكلم..

درباس الذ1ي انتج في الحلقة مصطلحا جديدا لم يعترض عليه سامي كليب، إنه مصطلح الهلال السني، ليبرر العلاقات مع السعودية..

مقدم البرنامج سامي كليب عرض خارطة تبين استيلاء داعش والإرهابيين على معظم الأرض السورية.. وقال كلاما عن وجود الثروات في الأراضي التي اغتصبتها داعش، وكلاما عن تقدم وتمدد داعش، ليحبط المشاهد.. ودون شك سيَرضى الآخرون عما يقول.. ومن هم الآخرون!!!! وكم كان مؤمنا بالخارطة من أعماقه..

ولم يقل شيئا عن جيش يقاتل منذ أربع سنوات ونصف.. في عدد غير محدود من الجبهات.. يتكون من أغنى الأغنياء ومن أقوى الأقوياء مدعومين من العدو الإسرائيلي والأمريكي، ولا ينهزم..

ومن المهم أن أقول إنه استشهد بأقوال جنبلاط ولم يتكلم كلمة واحدة عن اغتصاب العدو الإسرائيلي للجولان..!!

وهذا هو الدور غير الواضح أو المشبوه في الشخص الإعلامي!!

أتمنى أن أكون مخطئا..

كذلك تكلم عن وجود قوات إيرانية في سورية..!!

رغم أن أعداء سورية لم يقولوا ذلك!! إلا إذا كان يريد أن يوحي بوجود حزب الله ممثلا لإيران..! وهذا موقف يحتاج إلى تحليل أعمق..

ثم قرأ خارطة الطريق التي نشرتها المعارضة الحنونة التي اجتمعت في القاهرة! بل أصر على قراءتها، ووجه تهمة إلى الزعبي، أن الإعلام السوري ليس ناجحا لأنه لا ينشر خرائط أعدائه المتمولين من أعدائه الآخرين!! والعجيب أن سامي كليب يريد من الدولة السورية أن تنشر خارطة طريق لا تعترف بالدولة السورية، أصدرتها مجموعات تدّعي السلمية وتصفق وتنتظر أن تحصد ما تزرعه داعش والنُصرة (القابلتان بالحل السياسي حسب رأي ضيفه رشيد درباس) وطائرات التحالف الغربي ودسائس إسرائيل..

هل هذا إعلامي يعمل فعلا في قناة الميادين؟؟

منطق آخر لم يعلق عليه سامي كليب، يكمن في قول ضيفه الذي كان معتمدا على ما يمنحه سامي من الوقت، إن سورية كانت على علاقات وثيقة بالسعودية وقطر..

ما الذي يرمي إليه في هذا الكلام؟

إنه يعني: “وبالتالي على سورية أن تحتمل ما يفعله أصدقاؤها بها”، وعلى اليمن يا سامي أن تحتمل ما تفعله السعودية بها، وعلى البحرين أن تحتمل ما تفعله السعودية بها..

عدا إسرائيل!!!

نقطة أخرى لا يجب أن تهمل.. قاسم الميادين، تكلم عن دمج الجيش السوري بمجموعات المعارضة.. دمج الجيش بالمجموعات.. لا تعليق..

ويضيف سامي كليب ما يزيد المشاهد البسيط إحباطا.. حين ينتقد روسيا ويتهمها إنها تتكلم عن حل بلا بشار.

الميادين تقاتل من أجل قضايا شعوب المنطقة.. ومن معيقاتها هذا الرجل..

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.