معرض دمشق الدولى .. ومعركة إدلب / د. محمد سيد احمد
ويأتى معرض دمشق هذا العام فى دورته الستين بعد أن حقق الجيش العربي السورى انتصارات كبيرة على الإرهاب, حيث انتهت معركة الغوطة الشرقية, وتم تحرير ريف دمشق بالكامل وأصبحت العاصمة دمشق آمنة تماما لاستقبال فعاليات المعرض وضيوف سورية الذين زادوا هذا العام عن العام الماضى, حيث تشارك 48 دولة و 1700 شركة محلية وعربية ودولية, منها 23 مشاركة رسمية و25 مشاركة عبر شركات, وبمشاركة 100 رجل أعمال فى الملتقى الاقتصادى لرجال الأعمال السوريين والروس الذى سيقام على هامش المعرض وسيناقش من خلاله بعض البرامج الخاصة بإعادة الاعمار.
وبإلقاء نظرة سريعة على حجم المشاركات فى معرض دمشق الدولى فى دوراته السابقة على بدأ الحرب الكونية على سورية فى العام 2011 يمكننا التأكيد على أن الحياة قد عادت من جديد الى طبيعتها على الأرض العربية السورية فقد شاركت 45 دولة فى الدورة الرابعة والخمسين عام 2007 , وشاركت 50 دولة فى الدورة الخامسة والخمسين عام 2008 , وشاركت 48 دولة فى الدورة السادسة والخمسين عام 2009 , وشاركت 45 دولة فى الدورة السابعة والخمسين عام 2010 , ومع بدأ الحرب فى عام 2011 انخفضت المشاركة بشكل حاد حيث شاركت 22 دولة فى الدورة الثامنة والخمسين والتى انقطع بعدها المعرض عن الانعقاد, وبالعودة هذا العام لانعقاد المعرض بعدد 48 دولة فهو المعدل الطبيعي فى السنوات السابقة على الحرب, وهو رسالة جديدة للعالم بانتصار سورية فى حربها الكونية على الإرهاب ومشغليه.
ويأتى المعرض هذا العام وسورية تستعد لخوض معركتها الأخيرة مع الإرهاب ومشغليه على الأرض السورية, وهى معركة إدلب وكما حدث فى كل معارك التحرير السابقة من تهديدات الأصيل في هذه الحرب وهو العدو الأمريكى سواء عبر المنظمات الدولية أو عبر وسائل الإعلام بأن الجيش العربي السورى سوف يستخدم الكيماوى ضد المدنيين تلك الحجة السخيفة التى دائما ما تطلق قبل كل معركة تحرير كبرى, وبأن المنطقة التى يسعي الجيش العربي السورى لتحريرها تحترق ويجب التحرك الدولى لوقف تحركات الجيش العربي السورى وحلفائه وإلا ستكون هناك ضربة أمريكية محتملة, ورغم التهديد بالعدوان أحيانا وممارسته بشكل محدود وخاطف فى أحيان أخرى إلا أن هذا لا يثنى الجيش العربي السورى عن هدفه, وكما قالها الرئيس البطل بشار الأسد منذ بداية الأزمة ” أننا نخوض هذه الحرب على مستتويين, الأول هو الميدانى والثانى هو السياسي ” .
وعلى المستوى الميدانى لم ولن يتراجع الجيش العربي السورى عن تحرير كامل التراب الوطنى المحتل سواء من الوكلاء الإرهابيين أو مشغليهم وعلى رأسهم العدو الأمريكى, وعلى المستوى السياسي يدير الرئيس الأسد المعركة بحنكة ومهارة جراح العيون ويرسل مندوب بلاده للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدكتور بشار الجعفري ليفند ادعاءاتهم ويجهض مخططاتهم بالحجة الدامغة فيفضحهم أمام الرأى العام العالمى, وهكذا سورية تنتصر على المستويين الميدانى والسياسي, وكما حققت الانتصار فى كل معاركها السابقة وعادت من جديد لفرض سيطرتها على غالبية الجغرافيا العربية السورية, فأنها ستخوض معركتها الأخيرة فى إدلب لتحريرها من الوكلاء الإرهابيين وسوف يضطر العدو الأمريكى صاغرا أن ينسحب من الشمال الشرقى لسورية هو تابعه التركى, وسيأتى معرض دمشق العام القادم وسورية محررة بالكامل ومنتصرة فى واحدة من أشرس معاركها فى التاريخ, اللهم بلغت اللهم فاشهد.
التعليقات مغلقة.