لماذا ” المخبر السري ” وتكرار المسميات التي تداولها النظام العراقي السابق ؟؟ / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأحد 14/6/2015 م …
يبدوا ان معظم المسؤولين الذين حكموا العراق بعد الغزو والاحتلال و تسلموا السلطة بعد اسقاط نظام صدام امريكيا وليس عراقيا وينتمون الى كيانات او تجمعات او يطلقون عليها تسمية ” احزاب” ان وجدت احزاب فعلا بالمفهوم المعروف للحزب يبدوا انهم استفادوا ولازالوا يستفيدون من ممارسات سابقة لنظام صدام حسين واجهزته الامنية رغم اتهامه بالدكتاتورية.
ولاتغرنكم شعارات الوطنية والديمقراطية التي يرددونها لانهم سائرون بالبلاد وشعبها في طريق خطير رسم لهم مسبقا من قبل اعداء العراق وفي المقدمة المحتل الامريكي ..
سمعتم ب “المخبر السري” الا يذكركم ذلك بما عانى منه العراقيون من كتبة ” التقارير التي كان يستند عليها النظام السابق في ملاحقة الاخرين معتمدا على تلك التقارير وهذا النظام الذي جاء على انقاض النظام السابق اعتمد و يعتمد على تقاريرالمخبر السري التي اودت بحياة المئات وغيبت المئات في السجون والمعتقلات ربما الالاف طيلة عقد من السنين .
لم يشعر احد من المسؤولين بالخجل عندما يجري الحديث عن” المخبر السري” ذلك المسمى الكريه الذي يذكرنا بكتبة التقارير ” من رفاق الامس والذي معظمهم قفزوا الى السلطة االجديدة واحتل البعض منهم مناصب متقدمة بينما جرى استهداف الاخرين من الذين لاتجيد اياديهم مسك القلم وكتابة التقارير منكلين بالاخرين .
رجال المهمات الصعبة و” الجيش الشعبي” و” النشامى”” والصقور” ونسور الجو” مسميات بعضها عسكري هي الاخرى كانت سائدة في عهد النظام السابق وحروبه وكلنا نعرف ماهي المهمات التي كانوا يكلفون بها وقد شاهدنا باعيننا كيف ” خلع رجال المهمات الصعبة” بدلاتهم العسكرية وهربوا دون ان يدافعوا عن نظام كان يقدم لهم كل الامتيازات العسكرية مقارنة بالجيش العراقي المهني الذي وقف رجاله بوجه الغزاة الامريكيين والبريطانيين عام 2003 في اكثر من مدينة عراقية استبسلوا فيها دفاعا عن الارض والعرض لكن حماة القصر الجمهوري هربوا تاركين مناطقهم لقمة سائغة للمحتل الاجنبي .
اما الجيش الشعبي فلا داعي لشرح مهامه في نصب الكمائن للمواطنين وارسالهم الى جبهات القتال في الحرب مع ايران عنوة خلال فترة الثمانينات .
في الحرب ضد داعش” والارهاب تم تشكيل وحدات عسكرية تخضع وفق ما يعلنون الى قيادة القوات المسلحة اطلقوا عليها ” الحشد الشعبي” كم تمنيت ان يتخلصوامن كلمة” الشعبي” وتستبدل بالحشد العراقي” ولا اريد ان اطلق تسمية ” الحشد الوطني ” على هذا الحشد الذي يقاتل الارهاب لان كلمة الوطني تحولت الى كلمة مسخرة ومثيرة للشبهات.
فكم من الجماعات والتنظيمات التي تسلطت بعد الغزو والاحتلال الامريكي تحمل بينها مسمياتها” وطني و” وطنية” لكنها في الواقع تمارس سياسة مناقضة للوطن والوطنية” بل ان معظمها كان على صلة بالمحتل الامريكي ولازال.
مثلا حركة الوفاق الوطني” و” المؤتمر الوطني” والاتحاد الوطني الكردستاني” وهناك العديد من الجماعات في السلطة تضم في مسمياتها ” كلمة الوطني ” او الوطنية لكنها في الحقيقة لم تثبت او تؤكد وطنيتها طيلة السنوات العشر التي مضت وتحولت عملية التعاون مع المحتل الغازي “الى وطنية” بينما من ينتقد ممارسات وسياسات المحتل والمستعمر يشيرون له باصابع الاتهام على انه” ضد العملية السياسة الديمقراطية” واي عملية سياسية تلك التي يتحدثون عنها وهي من صنع المحتل الامريكي واوصلت العراق ال ماترون؟؟
تخطرني حادثة وقعت في اضراب لنقابة عمال السيكاير بمنطقة حافظ القاضي باالرصافة في عهد الزعيم الراحل المرحوم عبدالكريم قاسم فقد نصح قائد عمالي في النقابة وهو شيوعي نصح العمال بعدم اللجوء الي تخريب منشئات معمل السيكاير او اية منشاة حكومية واصى المتظاهرين والمضربين بالهدوء واذا باحدهم ينادي على” رفاقه” قائلا “ شيلوني” فرفعوه على الاكتاف واذا به يردد هذه الاهزوجة وهو يشير بيده الى القائد الشيوعي العمالي الذي اوصاهم بالهدوء.
والاهزوجة تقول ” بيه ريحة من العهد البائد” والمفصود بالعهد البائد هو العهد الملكي الذي اسقط في ثورة 14تموز عام 1958.
التعليقات مغلقة.