كنت احتاج لهذه الرحلة كثيرا.. رحلة العودة الى اليمن.. الى الروح.. الى الجذور..رحلة تاخرت4 سنوات.. واعتذر يا بلادي اني كنت انتظر انتهاء الحرب لآتي.. رحلة ترد الروح .. والاستقرار النفسي.. وحتى تنظم الافكار .. وتجعلك ترى الامور على حقيقتها.. وخاصة الامور السياسة.. اليمن ليس مجرد وطن.. انه مكمن الروح ومستقرها.. والبعد عنه يخل بالتوازن الوظيفي.. بل بتوازن الكون.. الشوارع التي اعتدتها.. والجبال.. والطرقات.. ليست مجرد نقاط مضيئة على الخريطة.. انها مصادر الضوء في داخلك لترى العالم.. والوجوه والناس.. والزحام..الذين تحبهم والذين حتى لا تعرفهم.. ليست مجرد ركام.. وزحام.. انها الحراك الذي منه تكونت.. والاهل والاصدقاء.. هم سرك المخباء والذي تبحث عنه في الجزء الاخر من العالم سوف يمنحك اليمن دائما..تلك الهالة المضيئة لوجهك وروحك.. وهو ما ستعجز عنه كل مدن الدنيا وبلادها.. وفي بلادك ستفهم كل شيء.. وكأنه كشف امامك سر العالم وفككت شفراته.. وحين تفهم سوف تطمئن وتستقر..برغم كل ما يحدث . تماما كما انا الان… عودوا لليمن.. ولا تغيبوا عنها كثيرا.. اقتطعوا من وقتكم وزوروها.. لا تخافوا.. اليمن آمنة …صدقوني ليس هناك من يمنعكم عن بلدكم.. ولا هناك من سيعوضكم خسرانها داخلكم