حـولَ مـؤتمـرِ القمّـةِ الـرّوسيّ ــ الإيـرانيّ ــ التـركيّ بخصـوصِ سوريـة / صالح العاقل
صالح العاقل ( سورية ) السبت 8/9/2018 م …
ليـسَ المهـمّ هـو “الحكي”، بـل الفعـلُ “على الأرض وفي جبهـاتِ القتـال” ؛ هـل تـذكـرونَ “اجتمـاعـاتِ آستـانـة” ؟
إلامَ أفضـتْ تـلـكَ الاجتمـاعـات ، رغـمَ معـانـدةِ التـركيّ ورفض الأميـركييـن وأتبـاعهـم لهـا؟
ألـم تفـضِ إلى تحـريـرِ ديـرِ الـزّور والغـوطـة ، رغمـاً عـن أنـفِ التـركيّ وحلـفِ النّـاتـو وأتبـاعـه؟
هـل تـذكـرونَ “حكيَ” الـدّولِ المعـاديـةِ لسـوريـة في تـلـكَ الاجتمـاعـات؟
عمـومـاً “مـؤتمـرُ قمّـة طهـران” هـو الثـاني بعـد نظيـره الـذي سبـقَ أن عُقـدَ في أنقـرة/ تـركيـا ، بيـن رؤسـاء الـدّولِ الثـلاث أنفسهـم ، فمـاذا حـدث بعـدَ مـؤتمـرِ أنقـرة ذاك؟
ألـم يحـرّر الجيـش العـربيّ السـوريّ ، بـدعـمٍ مـن حليفيْنـا الـرّوسيّ والإيـرانيّ ، ذرعـــا ، ويفكّـك “الجيْـبَ الإسرائيـليّ العميـل” فيهـا وفي القنيطـرة؟
وأطمئنكـم أن “الهـدنـة” أو “وقـف إطـلاق النّـار” ، الـذي طلبـه أردوغـان ، في إدلـبَ ، لـم يتـمّ إدراجـه في البيـان الختـاميّ لـلقمّـة ، فقـد رفضتـه كـلٌّ مـن روسيـا وإيـران .
ولكـنْ ، تـم منـح تـركيّـا بعضَ الـوقـتِ ــ بشكـلٍ غيـر رسميّ ــ كي تـرحّـلَ مـن تستطيـعُ تـرحيلهـم مـن المـرتـزقـةِ الأجـانـبِ ، الـذيـنَ استقـدمتهـم لـلقتـالِ في سـوريـة ، خـلالِ سنـواتِ هـذه الحـرب .
وبعد ذلـكَ ، فــ”القيـامـةُ” ستقـومُ ، لا محـالـة ، كمـا قـامـت في حـلـبَ وديـر الـزّور والغـوطـة وذرعـــا، مـن قبـلُ.
وفي التفـاصيـلِ ، هـذا مـؤتمـرُ قمّـةٍ لـدولٍ مـواقفهـا معـروفـةٌ ومُختَبَـرة حيـالَ هـذه الحـربِ على بـلادنـا ، أيْ : كـلّ شيءٍ في تـلـكَ المـواقـفِ بـاتَ مكشـوفـاً ، أيْ : لا مسـايـرةَ ، هنـا ، لا مـن روسيـا ولا مـن إيـران لتـركيّـا .
لأن معـركـةَ سـوريـة ضـدّ الإرهـابِ المـرتـزقِ لـلغـربِ الامبـريـاليّ هي معـركتهمـا ، بـالـذّات، أيْ : لا مجـامـلاتٍ تقـدّمهـا روسيـا أو إيـران لتـركيّـا ــ أو حتى لـلـولايـاتِ المتحـدةِ الأميـركيّـةِ وأتبـاعهـا ــ، في مـا يتعلّـقُ بمعـركـةِ تحـريـرِ سـوريـة وبقـاءِ الـدّولـةِ السـوريّـةِ مـوحّـدةً ، إلّا وفـقَ مـا تحـدّده مـوازيـن القـوى العسكريّـةِ “على الأرض” ، سـواءٌ لجهـةِ “الأعـدادِ الهـائـلـةِ مـن المـرتـزقـةِ” أو “حجـم الـوجـودِ العسكـريّ لـلـدّولِ الغـازيـةِ على الأرضِ السـوريّـةِ” أو “عـديـدُ الجيـشِ العـربيّ السـوريّ وردفـائـه وحجـم قـوّتهـم النّـاريّـة” أو اقتـراب القتـال مـن القـواعـد العسكريـة الأميـركيّـة والتي تضـمّ قـواتٍ بـريطـانيّـةٍ وفـرنسيّـة وغـربيّـةٍ أخـرى”.
إضافـةً إلى الأمـرِ الـرّئـيـسِ المتمثـلِ بـالسـؤال : هـل إشعـالُ حـربٍ شـاملـة، في هـذا الظـرفِ ، يخـدمُ استكمـالَ سـوريـة لعمليّـةِ تحـريـرِ أراضيهـا؟
إن “أردوغـان” لـم يتحـدّث ، في المـؤتمـرِ ، في مـوضـوعِ الحـربِ على بـلادنـا ، نيـابـةً عـن تـركيّـا ، فقـط ، بـل عـن “النّـاتـو” كلّـهِ ، رغـمَ التعـارضـاتِ الشكليّـةِ المتمثّلـةِ بـالخـلافِ التـركيّ ــ الأميـركيّ الطّـارئ وغيـرِ ذي الأهميّـةِ لنـا.
شـايـفيـن كـم هـو الأمـرُ معقّـدٌ ، ولمـاذا كـان بيـانُ القمّـةِ عـامّـاً ومـائعـاً؟
لا شيءَ يـدعـو لـلقـلـقِ ، فنحـنُ على يقيـنٍ أنّ جيشنـا العظيـم ، سيقـومُ بــ”تصحيـحِ” البيـانِ ، على الأرضِ ، ويجعلـهُ “دقيقـاً” و”صلبـاً” ، كمـا كـانَ يفعـلُ كـلّ مـرّةٍ.
المجـدُ لسـوريـة.
النصـرُ لجيشنـا العظيـم وردفـائـهِ.
الشكـرُ لحلفـائنـا المـوثـوقيـن.
التعليقات مغلقة.