مقال هام للأمين عام حزب البعث العربي التقدمي ” في الأردن ” فؤاد دبور
الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الأحد ) 14/6/2015 م …
* سياسات أردوغان العدوانية وحزبه ضد سورية عكست نفسها على الإنتخابات الأخيرة في تركيا
*سورية ستبقى عصية على الانكسار لأنها قوية بشعبها وجيشها وقيادتها ودعم الشعب العربي وأصدقائها في إيران وروسيا والصين وأمريكا اللاتيتية وغيرها …
أكد أمين عام حزب البعث العربي التقدمي ( في الأردن ) فؤاد دبور ، في مقالة له اليوم 14 حزيران الجاري ، تحت عنوان (الانتخابات البرلمانية التركية ـ نتائج وتداعيات ) أن سياسات أردوغان العدوانية وحزبه ضد سورية عكست نفسها على الإنتخابات الأخيرة في تركيا ، مشدداً على أن سورية ستبقى عصية على الانكسار لأنها قوية بشعبها وجيشها وقيادتها ودعم قطاعات واسعة وكبيرة من الشعب العربي ، وكذلك دعم جمهورية إيران الإسلامية والأصدقاء في روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية والعديد من دول أمريكا اللاتينية ودول حرة أخرى في هذا العالم.
متسائلاً ، إن كانت تركيا ستشهد مأساة لا نتمناها للشعب التركي المسلم بسبب سياسات اردوغان؟! وتساءل ساخراً ، إن كان اردوغان ما زال يراهن على الصلاة في المسجد الأموي مثلما أعلن في بداية العدوان ؛ المؤامرة على سورية؟!
وقال أمين البعث التقدمي في الأردن فؤاد دبور ، ان أحقاد الإخوان المسلمين ( في إشارة لأردوغان ) وكراهيتهم ودمويتهم طالت الشعب العربي في سورية مثلما تطال الآن الشعب العربي في مصر ، وتطال الآن الشعب العربي في اليمن وقواه الوطنية والقومية.
كاشفا حقيقة البهلوانيات التي اتبعها أردوغان في دافوس/ سويسرا، وغيرها ، في حين أنه وقيادته مارس العداء والإجرام في سورية طلبا لرضى الصهاينة والإدارة الأمريكية والغرب الاستعماري وأنظمة عربية تغدق عليه المليارات ، انتهجت سياسة العداء للدولة السورية ـ وتغدق عليه المليارات واستجابة لمصالح حلف الناتو.
منوها إلى أن الانكسار الذي مني به حزب العدالة ، بدأت معالمه بوضوح عام 2013م، حيث جرت مظاهرات وتحركات شعبية احتجاجية على سياسة اردوغان واتهامه بالفساد وبانتهاج سياسة فردية اتسمت بالتضييق على الحريات العامة ، وقد واجه اردوغان هذه الاحتجاجات بالعنف والقمع واهانة الجماهير الغاضبة بوصفهم بالرعاع واللصوص،
مشدداً على أن قطاعات واسعة من الشعب في تركيا ، أدركت أن السياسة الخارجية العدوانية غير المبررة لاردوغان وحزبه تجاه سورية ، سوف لا تضر سورية الجارة المسلمة فقط بل تضر تركيا أيضا وتخدم مصالح أعداء الأمة.
مؤكداً ان هذه السياسات أصابت اردوغان في أحلامه السلطانية و تطلعه نحو العظمة ؛ سوف تؤدي إلى اضطرابات سياسية وأمنية في تركيا، بخاصة إذا فشل اردوغان في تأليف حكومة ائتلافه مع احد الأحزاب التركية الفائزة وهذا أمر ليس سهل المنال، ما قد يدفع إلى إجراء انتخابات جديدة أو قد يندفع اردوغان إلى تصدير أزمته نحو الخارج بعدوان غير محسوب العواقب باتجاه سورية.
وأشار إلى ان سياسات أردوغان هذه تدفع إلى تعاظم الاستبداد وبالتالي فرض العزلة في علاقات تركيا مع العديد من الدول إضافة إلى توتر علاقات تركيا مع مصر بسبب انتصاره للإخوان المسلمين هناك ، فضلاٍ عن العلاقات السياسية مع إيران ليس في أحسن أحوالها وكذلك مع العراق، ما سيدفع إلى اتساع دائرة الغضب الشعبي في تركيا وفي أقطار عربية وإسلامية على اردوغان وحزبه.
وفيما يلي النص الكامل للمقال :
الانتخابات البرلمانية التركية ـ نتائج وتداعيات
وصل حزب “العدالة والتنمية” إلى الحكم في تركيا في العام 2002م بزعامة رجب طيب اردوغان رئيس الجمهورية الحالي ومعه احمد داوود اوغلو رئيس الوزراء الحالي وعبد الله غول، وقد انتهج الحزب سياسة قائمة على مبادئ وأفكار وتوجهات جماعة “الإخوان المسلمين” والتي كان لها تداعياتها على الشعب التركي بمعظمه بعامة والجيش بخاصة الذي ورث علمانية كمال اتاتورك منذ عام 1924م مثلما كان لهذه السياسة تداعياتها أيضا على المنطقة وبخاصة الجارة سورية التي وصلت علاقاتها مع تركيا في الأعوام التي سبقت العدوان الكوني عليها إلى الذروة وانتكست اثر العدوان المؤامرة في الخامس عشر من آذار عام 2011 حيث انتهجت القيادة التركية بزعامة اردوغان سياسة العداء والعدوان على سورية وكان لهذه السياسة الدور الأكبر في إلحاق الدمار والقتل والخراب في سورية عامة وفي الشمال بشكل خاص، ولا يزال هذا الدور العدائي مستمرا، سيما وان أحقاد الإخوان المسلمين وكراهيتهم ودمويتهم طالت الشعب العربي في سورية مثلما تطال الآن الشعب العربي في مصر وتقاتل هذه الجماعة ممثلة بحزب الإصلاح الشعب العربي في اليمن وقواه الوطنية والقومية.
مثلما انتهجت قيادة “العدالة والتنمية” السياسة العدائية لسورية استجابة لمصالح حلف الناتو، وهي عضو فيه ، والدول الغربية والكيان الصهيوني وأنظمة عربية تغدق عليها مليارات الدولارات مقابل هذا الدور الإجرامي البشع الموجه إلى الشعب العربي في سورية وعبره إلى الشعب العربي في كل أقطار الوطن.
بمعنى أن القيادة التركية قد انخرطت في المؤامرة الكونية الإرهابية بشكل مباشر وغير مباشر عبر دعمها للعصابات الإرهابية بالسلاح والتدريب وإدخالها إلى سورية لترتكب كل أشكال الأعمال الإرهابية الدموية والتدميرية وتستنزف سورية عسكريا واقتصاديا وبشريا مما يصب في مصلحة العدو الصهيوني ويجعله أكثر قدرة على التمسك في احتلال الأرض العربية في فلسطين والجولان وجنوب لبنان ويمعن في قتل الشعب العربي في فلسطين ولبنان وسورية.
ولقد أدركت قوى وأحزاب تركية ابعاد وتداعيات وأخطار سياسة القيادة الاردوغانية على تركيا مما دفعها لمواجهة هذه السياسات التي تعود بالضرر على امن تركيا واقتصادها وعلاقاتها مع دول الجوار العربية والإسلامية وزاد من تحرك هذه القوى الشعبية والأحزاب ضد سياسة حزب “العدالة والتنمية” ممثلا بأردوغان تطلعاته بجمع كل الصلاحيات بين يديه ودفع تركيا باتجاه الحكم الرئاسي وهذا يتطلب أغلبية برلمانية تصل إلى ثلثي أعضاء مجلس الشعب البالغ عددهم (550) وهذا ما راهن عليه وعمل من اجله في الانتخابات الأخيرة 7/6/2015 ولكنه أصيب بخيبة أمل وانتكاسة كبيرة حيث لم يحصل حزبه على الأغلبية التي تمكنه من تشكيل الحكومة بمفرده حيث خسر الحزب من العدد الذي كان يمثله في المجلس السابق (326) عضوا ليصل في الانتخابات الجديدة إلى (258) عضوا، مما ادخل تركيا في أزمة كبيرة بسبب سياسة اردوغن الهادفة أيضا إلى جعله سلطان زمانه، عبر انتهاجه سياسة إحياء الإرث السياسي السلجوقي العثماني.
وقد حاول اردوغان ومن معه كسب جميع الأطراف وتوطيد مركز سلطاته في المنطقة تحقيقا لأهدافه وكانت البداية في تعميق العلاقات مع الكيان الصهيوني رغم البهلوانيات التي اتبعها في دافوس/ سويسرا، وغيرها لكن اردوغان وقيادته ذهب إلى العداء والإجرام في سورية طلبا لنيل رضى الصهاينة والإدارة الأمريكية والغرب الاستعماري وأنظمة عربية انتهجت سياسة العداء للدولة السورية نظرا لسياساتها الوطنية والقومية ولما كانت هذه الأنظمة لا تستطيع التأثير جغرافيا على سورية فقد اعتمدت تركيا عبر إغرائها بالمال والعطايا والدعم السياسي، وبالتأكيد فإن سياسة القيادة المتسلطة على تركيا انتهجت السياسة الداعمة للكيان الصهيوني عبر العديد من المواقف ومن أهمها استقبال رئيس الكيان الصهيوني المجرم الدموي شمعون بيريز في العام 2007 بعد عام واحد فقط من غزو لبنان ، والسماح له بإلقاء خطاب صهيوني عنصري في مجلس الشعب التركي مما أثار حفيظة وحنق وغضب أحزاب تركية مثل حزب السعادة التركي الذي اتهم القيادة الحاكمة بالخيانة للأمة الإسلامية والعربية، التي تستطيع لو أخلصت النوايا وانتهجت سياسات وطنية تركية لاستطاعت أن تخدم الأمة الإسلامية لا أن تلحق بها أفدح الأضرار لصالح الصهاينة والولايات المتحدة الأمريكية وكل أعداء الأمة على أية حال، لم تبدأ انكسارات حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخرا بل بدأت هذه الانكسارات والتحولات والتراجعات قبل سنوات وظهرت بوضوح في العام 2013م، حيث جرت مظاهرات وتحركات شعبية احتجاجية على سياسة اردوغان واتهامه بالفساد واتهامه بانتهاج سياسة فردية اتسمت بالتضييق على الحريات العامة وقد واجه اردوغان هذه الاحتجاجات بالعنف والقمع واهانة الجماهير الغاضبة بوصفهم بالرعاع واللصوص، ومن حقه استخدام القوة ضدهم وقد أسفرت هذه المواجهات عن وقوع العديد من القتلى والجرحى والمعتقلين وهذه السياسة جعلت قطاعات واسعة من الشعب والأحزاب تتصدى للحزب وسياساته فانشق عنه فتح الله جولن وظهرت النتائج واضحة في الانتخابات الأخيرة، وبالتأكيد أيضا فإن سياسة اردوغان الخارجية إضافة إلى سياسة القمع والعنف الداخلية، قد أثرت على نتائج الانتخابات البرلمانية التي سيكون لها تداعيات كبيرة داخليا وخارجيا في الأيام القادمة حيث يواجه اردوغان ومن معه معضلة تشكيل الحكومة خاصة إذا لم يجد حزبا من الأحزاب الثلاثة الفائزة في الانتخابات من يتحالف معه، فحزب الشعب الجمهوري يناصب هذه القيادة العداء وليس المعارضة فقط، وكذلك فإن اردوغان قد استشاط غضبا من حزب الشعوب الديمقراطي الذي افقده فعليا الأغلبية المطلقة بحصوله على نسبة 13% أدخلته البرلمان التركي بمقاعد تصل إلى 80 مقعدا، والحزب القومي التركي الذي يختلف مع سياسة اردوغان الداخلية بشكل خاص، نعم، لقد أثرت السياسة الخارجية التي انتهجها اردوغان وحزبه وبخاصة تجاه سورية حيث العداء الذي لا مبرر له سوى الاستجابة لرغبات آخرين من صهاينة واستجابة لأموال تدفعها له أنظمة عربية معادية للدولة السورية وقد اعتبرت قطاعات واسعة من الشعب في تركيا بأن هذه السياسة لا تضر سورية الجارة المسلمة فقط بل تضر تركيا أيضا وتخدم مصالح أعداء الأمة.
أمام هذه السياسات التي أصابت اردوغان في أحلامه السلطانية وأصابت تطلعه نحو العظمة سوف تؤدي إلى اضطرابات سياسية وأمنية في تركيا خاصة إذا فشل اردوغان في تأليف حكومة ائتلافه مع احد الأحزاب التركية الفائزة وهذا أمر ليس سهل المنال، مما قد يدفع إلى إجراء انتخابات جديدة أو قد يندفع اردوغان إلى تصدير أزمته نحو الخارج بعدوان غير محسوب العواقب باتجاه سورية بشكل أساسي سيما وان تعاظم الاستبداد عند اردوغان سياسة قائمة مما يؤدي إلى العزلة في علاقات تركيا مع العديد من الدول إضافة إلى توتر علاقات تركيا مع مصر بسبب انتصاره للإخوان المسلمين هناك. والعلاقات السياسية مع إيران ليس في أحسن أحوالها وكذلك مع العراق، وهذا يؤكد على اتساع دائرة الغضب الشعبي في تركيا وأقطار عربية وإسلامية على اردوغان وحزبه.
ولنا أن نؤكد على أن لسياسة اردوغان ومن معه تجاه سورية قد شكلت احد أهم العناصر في فشله في تحقيق أحلامه السلطوية. أما سورية فستبقى عصية على الانكسار لأنها قوية بشعبها وجيشها وقيادتها ودعم قطاعات واسعة وكبيرة من الشعب العربي في أقطار الوطن وكذلك دعم جمهورية إيران الإسلامية والأصدقاء في روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية والعديد من دول أمريكا اللاتينية ودول حرة أخرى في هذا العالم.
وأخيرا، لنا أن نتساءل هل تشهد تركيا مأساة لا نتمناها للشعب التركي المسلم بسبب سياسة اردوغان؟؟؟!!! مثلما نتساءل، هل ما زال اردوغان يراهن على الصلاة في المسجد الأموي مثلما أعلن في بداية العدوان المؤامرة على سورية؟؟!!!
هيهات، هيهات…….
فـــؤاد دبـــور
الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي
التعليقات مغلقة.