اسرائيل تعترف ورياض حجاب يبرئها .. الكاراكوز والاوبرا العسكرية السورية / نارام سرجون

الخائن رياض حجاب



نارام سرجون ( سورية ) الإثنين 10/9/2018 م …

لكل تاريخ شخصياته .. ونحن على مسرح الحياة نختار الدور الذي نلعبه ونعيشه في عروض الحياة .. وللثورة السورية شخصياتها التي قدمت عروضها الدموية ومشاهد الرعب فيها على مسرحنا السوري .. وكان لها فلاسفتها الذين أنتجوا لنا أول مقدمة لكوميديا الفلسفة البائسة التي ارادت ان تحل محل الكوميديا الالهية لدانتي .. وللثورة مهرجوها .. وكبير المهرجين بالطبع فيصل القاسم الذي اشتهر بتكراره عبارة (ياراجووول) كما يفعل الممثل الكوميدي في الافلام العربية القديمة حيث يخصص ممثل دمه خفيف للتخفيف من وطأة الاحداث المؤلمة والحزينة والصادمة لقصة الحب .. ويقوم الممثل خفيف الظل او المهرج عادة بتكرار عبارات مضحكة لها علاقة بأحداث الفيلم ووجوده اساسي ولايصح الفيلم من دون مؤثراته وفواصله الممتعة .. فتخيلوا مثلا لو أن فيلم الثورة السورية الذي أعدته هوليوود قطر والسعودية واميريكا واستوديوهات المسلسلات التركية واستوديوهات الماكيير البريطانية والاميريكية .. تخيلوها من دون المهرج فيصل القاسم الذي أضاف نكهة السخرية للثورة وكان من الشخصيات التي اقنعتني شخصيا ان الثورة تشبه أبطالها ومهرجيها .. ولذلك لن يكتب لها النجاح وستخوض في وحول الفشل والخيانة ..
وكذلك للثورة جهابذة تجهبذهم الثورة واعلامها وتدفعهم في حلق الجهبذة وفي حلوقنا كي نبتلع الثورة معهم .. ولها فنانوها الذين يتحولون الى كورس ومرددين في الصف الخلفي للخطباء السياسيين ..
ورياض حجاب هو أحد ديكورات المسرح الثوري الذي كان أشبه بخيال الظل .. وهذا الرجل ألبسناه مرة ثوب رئيس وزراء ولكنه دخل غرفة الملابس وعاد الينا بثياب كاراكوز وخرج عن النص .. وانضم الى عيواظات الثورة .. ومرة يقفز أمام ملك السعودية .. ثم يظهر في قصر أمير قطر لبؤدي رقصة من رقصاته ..

كاراكوز الثورة رياض حجاب ينفرد بأداء ملفت للنظر وهو أنك تدهش في أول العرض الذي يقدمه .. ثم تبدأ بالابتسام ولاتمضي دقائق حتى تنتابك نوبة من الضحك المتواصل .. الممزوج بالشفقة والرثاء من كوميديا هذا الدرويش في علم السياسة وخاصة وهو يبشر بنهاية النظام السوري في معركة ادلب .. ولكن الفترة الكوميدية تنتهي وتتحول الى وجوم .. ثم يقف المشاهد ويغادر المسرح وكاراكوز يثرثر .. ولكن قد لاتغادر المسرح دون ان تغويك الرغبة بالاقتراب من كاراكوز وتبصق عليه لأنك تقبل من الكاراكوز ان يقول أي شيء الا ان يكون محمولا على ذراع صهيونية اسرائيلية تحركه كدمية ليبرئ بها اسرائيل من دمك ودم أخيك وأبيك ..

ليس غريبا على اي ممن شارك في هذه اللعبة الدولية الحقيرة ضد بلادنا انهم غسلوا ايدي اسرائيل من كل جرائمها .. وغسلوا ايدي اميريكا بشفاههم وهم يقبلونها ويمسحون وجوههم بها ويتوسلون منها الدعم .. كل الدم الذي لطخ يد أميريكا واسرائيل مسحته وجوه الثوار السوريين وشفاههم حتى صارت أيدي اميريكا واسرائيل نظيفة من دم ملايين العراقيين واللبنانيين والسوريين والليبيين والمصريين واليمنيين والفلسطينيين كما صارت يدا بيلاطس نظيفة من دم المسيح .. وكل من ينظر في وجوه الثوار السوريين يرى عليها دم جميع الشهداء الذين قتلتهم اسرائيل واميريكا منذ سبعين عاما وحتى الآن .. انها وجوه صارت كالمماسح والمغاسل في دكاكين الجزارين الذين يمسحون ايديهم بها أو يغسلونها بعد حفلات الذبح ..
الغريب ان اسرائيل تعترف وتباهي أمام جمهورها وفي صحافتها انها قتلت أحد اهم العقول السورية في الصناعات التكنولوجة والصاروخية .. وهو العميد عزيز اسبر ..الذي يصفه الموساد بأنه احد أخطر العقول العسكرية السورية الذي اصطادته حيث أنه عمل في مجال تطوير الأنشطة الدفاعية، والأسلحة الصاروخية ..وهو عالم في وقود الصواريخ .. ويحمل كفاءة علمية وخبرة عاليين في مجال تطوير الأسلحة الصاروخية .. كما أنه من المقربين من الرئيس بشار الأسد ومن حزب الله اللبناني والقيادة الإيرانية .. وأكدت مصادر ايرانية أن إسبر يعتبر من أكثر الوجوه التي تحظى بثقة ودعم حزب الله مشيرة إلى أنه أشرف بشكل شخصي على تجهيز العديد من مخازن حزب الله بالسلاح ..

ولكن اليوم يأتي رياض حجاب ويقول ان النظام يعيش حالة فوضى داخلية وان الشبيحة يقتلون بعضهم بدليل انهم قتلوا عبد العزيز اسبر في خلافات وانهيارات داخلية .. وهو بذلك يبرئ ساحة الموساد من جريمة اغتيال اسبر .. وربما لو ترك له المجال لبرأ ساحتها من كل جرائمها التي اعترفت بها .. من مجزرة بحر البقر الى دير ياسين والى قانا .. فحسب الجهبذ الكاراكوز رياض حجاب .. يمكن أن نقول ان جمال عبد الناصر هو من اوعز الى صلاح نصر بارتكاب مجزرة بحر البقر .. كما ان الجيش السوري هو من نفذ دير ياسين .. وان حزب الله هو من قتل الناس في قانا الاولى والثانية لاحراج اسرائيل ..

أعتقد ان اسرائيل ستقف حائرة امام هذه الشهادة الحقيرة للكاراكوز السوري .. فهي صاحبة المصلحة العليا في ان تقول ان الشبيحة قتلوا بعضهم كي تشق صفوفهم وتلقي ظلالا من الشك بين القيادات .. ولكن اسرائيل فضلت الاعتراف بانجازها الموسادي أمام العالم وأمام المستوطنين ووضعت علنا تحذيرا شديد اللهجة من أن كل الضباط السوريين الذين يشتركون في أنشطة تسلح تهدد اسرائيل سيلقون مصير عزيز اسبر .. ولكن هاهو رياض حجاب يريد أن يخرب عليها انجازها الموسادي والاستخباراتي وينسب العملية الى اسباب داخلية لها علاقة بانهيار منظومة النظام السوري من الداخل بسبب الثورة المباركة .. ولاعلاقة لاسرائيل بالعملية رغم انها هي التي اعترفت بها وأعطت تفاصيلها الدقيقة .. ولم تنكر ..

الكاراكوز رياض حجاب رغم انه أضحكنا كثيرا الا انه في وسط الضحك والقهقهة وجدنا أنفسنا مضطرين للتوقف .. وسيقول البعض منا في نفسه .. لو كان كاراكوز رجلا .. لقتلته .. ولكن من يكترث بكاراكوز .. الا عيواظ ؟؟ .. ولأن كاراكوز ليس رجلا .. فانه حتى لايستحق ان نبصق عليه .. بل أن ننتظر نهاية المسرحية ونضعه في صندوق الألعاب .. ونغلق عليه .. لأن زمن مسرح الكاراكوزات وخيال الظل يقترب من نهايته .. ولن يشاهد عروضه أحد .. فالزمن القادم الي سيكتسح صالات الحياة هو لعروض الأوبرا العسكرية السورية .. واوبرا البطولات .. وليس هناك أي دور للكاراكوزات في هذا النوع من العروض العظيمة .. الكاراكوزلات المصنوعون من القماش الملون والمربوطون بالخيطان والعيدان سيموتون في ظلام صناديق الالعاب القديمة التركية ..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.