أهيم عشقا في هذا الشهر العظيم / محمد الحنفي

 

محمد الحنفي ( الإثنين ) 15/6/2015 م …

[email protected]

أراني أعيش عشق الوطن…

وعشق الوطن…

يزداد…

في شهر الصيام…

وشهر الصيام يذكرنا…

بضرورة عشق الوطن…

بعشق احترام الإنسان…

حتى يصير الصيام…

بدلالة عشق الوطن…

فلا صوم في وطني…

إذا لم يلازمه عشق الوطن…

ولا لوم يلسعني…

بعشقي لهذا الوطن…

وعشق الوطن…

جزء كبير…

من الإيمان في شهر الصيام…

وشهر الصيام فيض من العشق…

لهذا الوطن…

ففي هذا الوطن…

تاريخ عظيم…

من التضحيات…

ضد الاحتلال…

وضد كل القيم…

التبعدنا…

عن عشق هذا الوطن…

التنير الطريق…

لحمايته…

التعين على دفع كل الضرر…

عن شعبي العزيز…

اليعيش في هذا الوطن…

فلا لوم يملأ  كل الطريق…

ولا حزن يسكننا…

لأنا…

في كل الأحوال…

في شهر الصيام…

وفي غير شهر الصيام…

وعلى مدار الزمن…

نعشق هذا الوطن…

وهذا العشق المضاعف…

في صفوف العمال…

وباقي الأجراء…

وكل الكادحين…

في شهر الصيام…

لا يخدشه…

إلا ارتفاع الأسعار…

اللا يمكن كل الكادحين…

من شراء اللوازم…

من أجل الإفطار…

في شهر الصيام…

لأن التجار المحتكرين…

يرفعون الأسعار…

لمضاعفة الربح…

والأجور التي لا تستجيب…

لضرورات العيش الكريم…

لا تعرف إلا الجمود…

ولا تتطور…

ولا تتقدم…

نحو الأجور المستجيبة…

لضرورات الحياة…

ومع هذا الغلاء…

فإن شهر الصيام…

لا يزيد العمال / الأجراء…

وكل كادحي شعبي العزيز…

إلا عشقا لهذا الوطن…

وكرها لمستغلي شهر الصيام…

لأجل رفع الأسعار…

وللحكام اليستغلون النفوذ…

وللناهبين ثروة الشعب…

اليهربون الأموال…

لحسابات أبناك الأجانب…

اليجمدونها في العقارات…

التجاوزت كل الحدود…

لإحداث أزمة…

على مستوى الاقتصاد…

على مستوى الاجتماع…

على مستوى ثقافات الشعب…

على مستوى تدبير السياسة…

في شهر الصيام…

لجهل الكادحين…

في هذا الشهر العظيم…

لا يترددون…

في بيع ما يملكون…

من بعض أمتار الأرض…

اليرثونها من آبائهم…

من أمهاتهم…

أو من بعض الشقق…

إلى ناهبي ثروة الشعب…

إلى مستغلي النفوذ…

إلى تجار السموم…

إلى كل مهرب…

لبضائع الغرب…

لخرداته…

نحو الوطن…

والكادحون اليملكون الوعي…

لا يسقطون…

لا يبيعون أمتار الأرض اليملكون…

لا يبيعون الشقق…

لعشق أمتار الأرض…

لعشق الشقق…

وعشق أمتار الأرض / الشقق…

من عشق الوطن…

وعشق الوطن…

من الإيمان اليتفجر…

في شهر الصيام…

ومن يستغل شهر الصيام…

لا إيمان له…

ولا يعشق هذا الوطن…

فاستغلال شهر الصيام…

جريمة ترتكب…

في حق شعبي العزيز…

ومن يدبرون…

شأن الوطن…

لا يفعلون شيئا…

لا يمنعون استغلال شهر الصيام…

لا يذكرون أن واجبهم…

حماية…

من يعشق هذا الوطن…

منع انتهاك حرمة الدين…

في شهر الصيام…

لا يعتبرون…

أن واجبهم…

فرض احترام الوطن…

فرض احترام من يعشقه…

فكل العمال الأجراء…

وكل الفلاحين الفقراء…

والمعدمين…

يعشقون الوطن…

اللا يملكون منه…

إلا اجتياح العشق لهم…

اليتضاعف…

في شهر الصيام…

و(العلماء) المتبجحون…

بعلم دين الإسلام…

لا يذكرون…

أن استعمال الدين لأي هدف…

غير عشق الوطن…

ينفي عن مستغليه…

الدين…

إن استغلال شهر الصيام…

لغير عشق الوطن…

لا إيمان فيه…

بالله…

وبهذا الوطن…

وأن الحكام يغضون الطرف…

عن استغلال الدين…

عن استغلال شهر الصيام…

لمراكمة الثروات…

اليرتشون…

ممن يستغل الدين…

ممن يستغل شهر الصيام…

لا دين لهم…

ولا إيمان يحركهم…

ولا عشق لهذا لوطن…

فهل نطلب الغوث…

من هيئات الأمم؟…

من أجل التدخل…

في شأن الأسعار…

من أجل الرفع…

في أجور العمال الأجراء…

من أجل حماية الفلاحين الفقراء…

من أجل وضع حد لنهب الثروات…

من أجل ضمان العمل…

للخريجين…

من كل المعاهد…

من الكليات…

ومن كل المدارس…

وللعاطلين من أبناء شعبي…

حتى لا يبقى فرد…

بدون عمل…

حتى يتوزع الدخل…

على كل البنات / البنين…

من هذا الشعب العظيم…

من أجل حماية الدين…

من الاستغلال…

حتى يصير الدين لله…

لا لمن يؤدلجه…

فهيئات الأمم…

تحتمي بمواثيق حقوق الإنسان…

اللا وجود فيها…

للوصاية على الدين…

لأدلجة الدين…

لاستغلال الدين…

لتوظيفه…

في أمور السياسة…

وفي نهب ثروة الشعب…

وفي رفع أسعار البضائع…

لتحقيق الربح الكبير…

فلا تعتبر…

غير إعلانات حقوق الإنسان…

الصادرة عن تلك الهيئات…

وغير مواثيق حقوق الإنسان…

الصادقت عليها كل الدول…

وغير اتفاقيات حقوق الإنسان…

بين الدول…

في جميع مجالات الحياة…

لجميع الأعمار…

للجنسين…

في كل مجتمعات البشر…

وهيئات الأمم…

اللا تتودد إلى الأنظمة…

اللا تتقرب من الأنظمة…

لا تحمل…

إلا هم احترام حقوق الإنسان…

في كل الدول…

لصالح جميع الشعوب…

ولكل إنسان…

يعيش على الأرض…

في إطار الشعب…

أو في إطار الجماعة…

غير أن هيئات الأمم…

اليتحكم فيها الرأسمال…

اليوجهها…

لخدمة الرأسمال…

لدعم كل نظام…

يتبع الرأسمال…

لإلغاء الاهتمام…

بأدلجة الدين…

باستغلاله…

في إقامة حكم الأدلجة…

في رفع الأسعار…

اللا يتوقف…

حتى تخدم تلك الهيئات…

نظام الرأسمال…

مادام استغلال الدين…

لا يخدم…

إلا الرأسمال…

لتصير مواثيق حقوق الإنسان…

في خدمة الرأسمال…

الينير الطريق أمام الاستبداد…

وأمام إمكان فرض استبداد بديل…

ليسود الظلام…

فلا يتوقف…

قهر الشعوب…

التعيش البؤس…

في ظل كل استبداد…

لا يروم غير نهب الثروات…

فيا كل شعبي…

يا أبناء شعبي العزيز…

فالتخلص من كل استغلال…

رهين بالشعب…

والتحرر من كل عبودية…

رهين بالشعب…

وتحقيق العدالة في هذا الوطن…

رهين بالشعب…

وتحرير الدين من الأدلجة…

رهين بالشعب…

وتحييده في السياسة…

رهين بالشعب…

والإكثار من عشق الوطن…

رهين بالشعب…

وتوالد العشق في شعر الصيام…

عشق الشعب…

عشق الوطن…

رهين بالشعب…

ومقاومة العهر…

في هذا الشهر العظيم…

رهين بالشعب…

في كل الوطن…

فمجال شهر الصيام…

عمق النفوس…

التطهر من أردان الاستعباد…

لا بالصوم…

بل بإنتاج القيم…

التطهرنا…

من كل الأردان…

يا بلادي…

يا سماء بلادي…

يا ما بينهما…

من نهر دين الظلام…

الجارف لنور الحياة…

ونهر دين النور…

صار ضحلا…

ومن يستغلون الدين…

يجتاحون دول الشرق…

يقطعون الرؤوس…

باسم دين الإسلام…

باسم الله أكبر…

يهددون باقي الدول…

بالاجتياح…

فماذا ترى المومنين المسلمين يفعلون؟…

عندما يسود الظلام…

عندما يحكمنا…

أمراء الظلام…

عندما ننتظم في مسار الحياة…

بقوانين الظلام…

وهل تصير بلادي…

بلادا للظلام…

وهل يعيش الشعب…

على أرض بلادي…

تحت حكم الظلام…

فداعش تعلن…

أن خلافة الله آتية…

لتحكم المسلمين…

في كل بلاد المسلمين…

والخلافة لا تعني…

إلا قيام استبداد بديل…

على قطع الرؤوس…

على اغتصاب النساء…

باسم جهاد النكاح…

أمام أزواجهن…

أمام آبائهن…

أمام كل أقاربهن…

والجهاد صار جهادين…

جهاد الذبح وقطع الرؤوس…

وأكل أكباد الشهداء…

وجهاد النكاح…

فلا وجود لدين الإسلام…

لا في جهاد القتل…

ولا في جهاد النكاح…

فهل يستطيع الشعب…

طرد كل النازحين منه…

في اتجاه القيام بجهاد القتل…

واتجاه التمتع…

بجهاد النكاح…

إننا لا نعرف الدين…

اليشرع جهاد قتل المسلمين…

واليشرع جهاد اغتصاب…

نساء / بنات المسلمين…

وما نعرفه…

أن عصر الجهاد انتهى…

أن حكم الإسلام لا وجود له…

إلا بتحريف دين الإسلام…

لأن الوحي انقطع…

ولأن الله لم يعين حاكما…

نيابة عنه…

ليحكم الناس…

باسم دين الإسلام…

ولأن السماء لا تمطر الحكم…

وأن الشعب…

هو من يقرر كل الحكام…

وفي عصرنا…

فالدين اختيار…

والاختيار حر…

ولا يسأل الناس…

عما يعتقدون…

حتى تتنافس كل المعتقدات…

في إنتاج نبل القيم…

في تفاعلها…

مع نبل التطور…

لبناء إنسان جديد…

لا يتراجع…

عن احترام ما يعتقده…

لا يبالي باعتقادات الآخرين…

مادام الاعتقاد…

شأن الأفراد…

لا شأن الجماعات…

حتى يصير الاعتقاد صحيحا…

وتصير الصحة في الاعتقاد…

ملازمة للمعتقدين…

اللا يبذلون جهدا…

من أجل الاقتناع…

بضرورة وحدة الاعتقاد…

حتى لا يصير الاقتناع وسيلة…

لفرض الأدلجة…

لتحريف الاعتقاد…

لتوظيفه في أمور السياسة…

لاستغلاله في انتهاز الفرص…

في جعله…

وسيلة لحكم البشر…

وبما أن الاعتقاد…

شأن فردي…

فاختياري لاعتقاد (دين الإسلام)…

كدين لإنتاج نبل القيم…

لأحيا على قيم الدين…

لا على أدلجته…

حتى أسير في الطريق المنير…

لا في طريق الظلام…

حتى أبني نهج الأمان…

حتى أتجنب نهج الصراع…

باسم الدين…

حتى تتآلف كل القيم…

النابعة من كل المعتقدات…

اللا تعرف أي تحريف…

في مسار الاعتقاد…

وبمنطقنا هذا…

أفيض عشقا…

لأي إنسان…

لشعبي العزيز…

لهذا الوطن…

اليئن تحت الضربات…

اليتلقاها على أيدي الحكام…

على أيدي ناهبي ثروات الشعب…

على أيدي المرتشين…

على أيدي المستغلين…

الينتهكون…

حقوق العمال الأجراء…

وكل حقوق الكادحين…

على أيدي تجار السموم…

على أيدي كل المهربين…

اليخربون الاقتصاد…

في هذا الوطن…

فالوطن يئن…

والشعب يئن…

والكادحون يئنون…

تحت كل الضربات…

الجمعت في شهر الصيام…

الترتفع فيه…

كل الأسعار…

التفرغ جيوب الكادحين…

اليعانون من الجوع…

في هذا الشهر العظيم…

اليدركون أن الدين…

لا علاقة له…

برفع الأسعار…

فذاك شأن الحكام…

وشأن كل المستفيدين…

من الوضع…

في هذا الوطن…

وفي شهر الصيام…

ألا أيتها الآمال…

لا تتوقفي…

لا تتراجعي…

بفعل ما يمارس…

على الشعب…

وعلى كل كادحيه…

من مستغلي وضع الشعب…

ووضع شهر الصيام…

فبالآمال…

يستطيع الشعب الصمود…

وبالآمال…

تنشأ كل الفرص…

وبالآمال…

نملك كل الأفق…

حتى نتحرر…

حتى تصير للشعب السيادة…

حتى يقرر الشعب مصيره…

حتى تصير لنا…

مجالس الشعب…

التحترم فيها…

إرادة الشعب…

يا وطني…

يا شعبي العزيز…

إن العشق العظيم…

اليتوالد عندي…

تجاه شعبي العزيز…

وتجاه الوطن…

يعلمني…

أن عشق الشعب…

يقربني…

من كل همومه…

ويبعدني…

عن هموم الذات…

اللا تتراجع…

اللا تبعد…

عن مناخ السأم…

اللا تقترب…

من مناخ الأمل…

ويعلمني…

أن عشق الوطن…

ذوبان…

في هذا الوطن…

واستيعاب لهمومه…

واشتياق لكل التحرر…

لباقي أجزاء الوطن…

وارتماء بين أحضان الشعب…

في كل حين…

واحترام بدون حدود…

لحقوق الإنسان…

في هذا الوطن…

ودفاع عن حقوق الإنسان…

حين تصير منتهكة…

وابتلاع للآلام التنهشنا…

واحتفال بآمال الشعب العزيز…

حين تتحقق…

على أرض هذا الوطن…

وسعى…

إلى صيرورة الشعب…

سيد نفسه…

حتى يتحرر…

حتى يتدمقرط…

حتى يحقق العدل…

في كل مناحي الحياة…

حتى تصير كرامته…

محترمة…

حتى يصير المواطن…

في هذا الوطن…

مرفوع الرأس…

في كل مكان…

يا أيها التيه ابتعد…

عن وطني…

فلا ترسل إليه…

من ينهبه…

ولا تتعلل…

بالتفاعل بين الأوطان…

لتبعث كل نفاياتك…

إلى وطني…

لتنهج كل السبل…

لمد جسور مرور النفايات…

التنهب كل أراضي الوطن…

كل عقارات القرى…

كل عقارات المدن…

فنحن عشاق هذا الشعب…

عشاق هذا الوطن…

النحرص على…

أن لا يتحول…

إلى مجرد مال…

وإن حولته النفايات…

إلى مجرد مال…

فسوف نصير فيضا…

من العشق…

اليحتوي هذا الوطن…

اليمنع كل النفايات…

من التجذر…

في أرض هذا الوطن…

الأهيم عشقا به…

في كل أيام العمر…

وفي شهر الصيام العظيم…

اليصير العشق فيه…

فيضا لا يتوقف…

من فيض الإيمان…

بهذا الوطن…

اليعتبر…

جزءا من الدين…

الأومن به…

اليعلمني…

عشق الشعب…

وعشق الوطن…

 

ابن جرير في 1 / 7 / 2014

 

محمد الحنفي

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.