واشنطن تحرك عملائها على مختلف الجبهات والهدف تجميد جبهة ادلب / مي حميدوش
ميّ حميدوش ( سورية ) الثلاثاء 11/9/2018 م …
ما هو السر في ادلب ولماذا كل هذه الضغوط والتهديدات الهادفة إلى منع أي عملية عسكرية على جبهة ادلب؟
أولاً قد يكون الموقع الجغرافي هو السبب حيث يحدها من الشمال لواء اسكندرون المحتل وتركيا بطول 129 كم، ومن الشرق محافظة حلب بطول 159 كم، ومحافظة حماة من الجنوب بطول 158 كم، وغرباً محافظة اللاذقية بطول 29 كم وبالتالي فتطهير تلك المنطقة يعني خسارة جغرافية للدول الداعمة للمجموعات الإرهابية المسلحة.
ثانياً مع كل تقدم للجيش العربي السوري وعلى مختلف الجبهات كان كل من يرفض تسليم السلاح والتسوية يتجه إلى ادلب وبالتالي باتت تلك المنطقة تعج بالإرهابيين ومن مختلف الانتماءات مما يجعلها تورا بورا الشرق نسبة إلى أفغانستان وتدجين أولئك الإرهابيين مسألة مهمة حيث تمتلك واشنطن عصاً غليظة تلوح بها تجاه كل من يقف بوجه سياساتها في المنطقة والعالم فنقل أولئك الإرهابيون إلى أي مكان هو مسالة بسيطة وغير معقدة.
ثالثاً إن تحرير ادلب يعني القضاء على أكبر بؤرة إرهابية في المنطقة ناهيك عن استعادة لنقاط استراتيجية من الناحية العسكرية وهو اعلان انتصار مؤزر لمحور المقاومة ولكل حليف للشرعية السورية وهزيمة نكراء لمحور الاعتلال العربي وداعميه.
رابعاً واشنطن تخشى من الخطوة التالية بعد تحرير ادلب فمع تجمع التعزيزات العسكرية في الشمال السوري والوصول إلى الحدود التركية لابد أن تكون الخطوة التالية هي استرداد الرقة ومعها القضاء على التواجد الكردي المسلح وخاصة بعد المجزرة التي ارتكبتها الميليشيات الكردية منذ أيام فالحفاظ على سورية بعيداً عن التقسيمات هو حق وواجب.
خامساً الدول الداعمة للمجموعات الإرهابية ستخسر ذريعة التدخل في الشأن السوري فلا مسرحيات للكيماوي ولا حديث عن حالات إنسانية وبالتالي لا ضربات عسكرية.
من الصعب أن تتخيل واشنطن موقف كهذا ومن الصعب ان تنسحب القوات الامريكية المحتلة من الأراضي السورية وحلم تأسيس قواعد عسكرية سيسقط لا محالة ومعه فجبهة الجولان المحتل ستزداد سخونة وأمن كيان الاحتلال الصهيوني في خطر.
وعلى الرغم من الاجتماعات الثلاثية وجلسات مجلس الأمن والتهديد والوعيد من قبل رعاة الإرهاب العالمي إلا أن القيادة السورية قد حسمت أمرها وبدأت التمهيد الناري كما السياسي لتطهير محافظة إدلب والقضاء على التواجد الإرهابي المسلح ويبقى السؤال مطروحاً هل ستنفذ واشنطن تهديدها بضربة عسكرية ضد سورية.
والجواب قد يكون هناك ضربة ومهما بلغت شدتها لن تؤثر على مجرى الأحداث فوحدات الجيش العربي السوري ومعها القوى الرديفة والحليفة قادة على التصدي لأي هجوم بري وقادرة على التقدم باتجاه مناطق تواجد المجموعات الإرهابية كما انها قادرة على التصدي لأي هجوم جوي عبر وسائط الدفاع الجوية والقوى الصاروخية وقد اختبر الصهاينة مقدرات الجيش العربي السوري في هذا المجال.
سورية اليوم قيادة وجيشاً وشعباً قد اتخذت قرارها بالتصدي لأي عدوان مهما كان كما اتخذت قرارها باستعادة الأمن والأمان على امتداد المساحة الجغرافية للجمهورية العربية السورية والنصر حليف أصحاب الحق ونحن هم أصحابه.
التعليقات مغلقة.