المحور الخصم، حرب الولادة من الخاصرة، الأهواز شراره حزب الله في مفاصل هياكل الإستراتيجية الروسيّة وسوتشي “اسرائيل” الدولة الشكّاءة في المنطقة بلا قادة تاريخيين / المحامي محمد احمد الروسان
المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) الأحد 23/9/2018 م …
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …
نسمع عواءات للبعض في منطقتنا، بعد مسارات وقنوات تموضع حزب الله في الإستراتيجية الروسية المتجددة في المنطقة وبعمق كحليف لموسكو، وسوف يزداد هذا التموضع عمقاً وتكريساً بعد حادثة اسقاط الطائرة ايل 20 الروسيّة، والتي تم اتخاذها درعاً واقيّاً من قبل الطائرات الأسرائلية عبر فخ جوي محكم، بالتنسيق مع الأمريكي والفرنسي والبريطاني من حيث رصد اقلاعها وعودتها والتوقيت في محاولة الهبوط أثناء العودة، حيث كانت الأشارة المنعكسة عن سطحها الواسع والعريض هي أقوى من الأشارات المنعكسة عن سطح الطائرات الأسرائلية وكان ما كان من نتائج. حزب الله وهياكله العسكرية والأستخبارية كمقاومة، هو بمثابة جيش متوسط محترف مسلّح جيداً يملك عقيدة قتالية قويّة وارادة متفاقمة وصلبة، وهذا هو وصف الأسرائيلي القلق والخائف نفسه لحزب الله، في حين أنّ البعض العربي وصفه بالإرهابي، وبشكل متصاعد يساند الروسي والسوري في الجغرافيا السورية، لكنس زبالة الإرهاب المدخل والمصنّع وهو منخرط في الأستعداد لنهايات تصفيات ادلب في كنس الأرهاب المعولم وضمن قطعات الجيش السوري المتمركزة من محافظة ادلب وريفها الحيوي، والحزب هنا لا يشبه بالمطلق عصابة داعش أو جبهة العهرة عفواً(جبهة النصرة)وغيرهما من نسل القاعدة المباشر، وهنا يأمل بعض العرب كبلدربيرغ أن يقوم حلف الناتو بضرب حزب الله بعد تمهيداتهم هنا وهناك لخلق بيئة رافضة للحزب في العالم العربي والدولي، ومحاولات مماثلة وهي تفشل في الداخل اللبناني، ساعين إلى تشكيل كارتيلات احتكار للسلطة في الساحات العربية، إن الضعيفة، وان القويّة، عن طريق المال تارات، والقمع والإرهاب تارات وتارات أخرى، وإخضاع السذّج من العوام لنفوذاتهم بصور غير مرئية وكأنّهم بلدربيرغ عربي يشبه البلدربيرغ الأمريكي. النظام الرسمي العربي إزاء حزب الله(الحزب المقاوم)الذي هزم وأخرج ثكنة المرتزقة في عام 2000 م من جنوب لبنان وعام 2006 م، نزع الأقنعة كليّاً عن وجهه المسوّد، ونزع الغشاء عن عيون بعض المراهنيين على احتمالية تصويب النظام الرسمي العربي، بعد أن صار العرب بمثابة خردة بشرية في مستودعات الأمم الأخرى، لإعطاء الإسرائيلي غطاءً لشن حرب على حزب الله، لإخراجه من المعادلات الإقليمية والدولية عبر تموضعه وإدراكه لأهميته في مفاصل الإستراتيجية الروسية الثابتة بصعود متفاقم في المنطقة، عبر الحدث السوري وتداعياته للوصول إلى عالم متعدد الأقطاب، ولخلق حالة من التوازن والردع المتبادل في الشرق الأوسط. في معركة الشمال السوري القادمة(رغم اتفاق زوتشي بين بوتين وأردوغان) ضمن استراتيجية المراحل الروسية السورية الأيرانية في تحريرها، وتحديداً في ادلب الآن، حيث جلّ سلال زبالة الأرهاب الأممي هناك تلعب حركتها الأخيره لعلّ وعسى تحدث فرقاً، ولكن هيهات هيهات. ثمة إدراك لليانكي الأمريكي كصدى للبلدربيرغ المتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي مقرّاً له، أنّ الأكتئاب ثنائي القطبيّة يقود صاحبه لأرتكاب أكبر وأعمق الحماقات ومنها الأنتحار، ان كان فرديّاً وان كان جماعيّاً، لا بل البعض من الطرف الثالث بالمسألة السورية من بعض عرب متصهين وغير عرب، صار لديهم اكتئاب عميق متعدد القطبية، يتفاقم بعد توالي الأنتكاسات لأدواتهم وأدوات الأدوات، والتي تكاثرت كالفطر السام في الداخل السوري، نتيجة انجازات الجيش العربي السوري العقائدي، مسنوداً من الروسي والأيراني وحزب الله والمقاومات السورية الشعبية. وفي أدبيات الفكر السياسي الواقعي(الغرب مغرق بالواقعية السياسية وينصب مزيد من الأفخاخ للتركي لمعاقبته على دفع كتل ديمغرافية سورية وازنة نحوه بعناوين اللجوء الأنساني وعلى مدار الحدث السوري أكثر من سبع سنوات، وان كان التركي قد انكفأ للداخل الآن مكرهاً لا حبّاً من تاريخً محاولة الانقلاب الفاشلة والمدانة بكل اللغات، والسعودي والقطري أكثر المتضررين من الأنكفاء لأنقرة، لذا هما يتساوقان مع الأمريكي في البحث عن فرص في الشمال السوري، تتجلّى حكمة طبيعية لدى هذا الغربي وجلّ اليانكي الأمريكي: ان أردت أن تقسّمهم دعهم يعيشون وهم القوّة، ودعهم يدخولون حروباً خارج حدودهم. كاتب هذه السطور، العربي المسلم السوريّ الطبيعيّ العروبيّ، الذي يعيش في القطر الأردني ضمن سورية الطبيعية يقول:- ليتهم يلعبون ويستمرون هؤلاء المغرقون بوهم القوّة ورقتهم الأخيرة، وأيّاً كان قرارهم فهي حركتهم الأخيرة. تشي كل المؤشرات السياسية والأمنية(والاقتصادية لجهة ثروة الغاز على سواحل المتوسط)، التي يتم رصدها من قبل مجاميع استخبارات الطاقة الأممية المنتشرة كالفطر السام في المنطقة، وعبر قرون استشعاراتها وبالمعنى الاستطلاعي الاقتصادي تحديداً وبشكل منتظم، تقود وتشي بعمق بشكل مثير ويحفّز على المتابعة إلى جهود استثنائية وجبّارة، تبذل من قبل أدوات(البلدربيرغ) الأمريكي من بعض العرب المرتهن والمصادر كمعاول تنفيذية ليس إلاّ، وبالتعاون والتساوق الوثيق مع محور واشنطن تل أبيب ووجوهه وزومبياته أيضاً، كل ذلك بناءً ووفقاً لتوجهات جنين الحكومة الأممية في نواة الدولة الأمريكية ومفاصلها وتحوصلاتها، لجهة صراع الطاقة في الشرق الأوسط وعلى الساحل السوري والساحل اللبناني وعلى طول الساحل الفلسطيني المحتل على البحر المتوسط حتّى ساحل غزّة، مع ثمة تطلعات لتشكيل محور أمريكي إسرائيلي بعض العرب من دول الاعتلال العربي في مواجهة إيران وهذا ما كشفته بعض وسائل الميديا الأمريكية المقرّبة من مجتمع المخابرات الأمريكي الحذر حتّى اللحظة من رؤى الرئيس ترامب وفريقه(ترامبوا)، وفي المجمل انّ نتائج العملية الأرهابية الأخيرة في ايران في الأهواز أثناء العرض العسكري، وقد تبنتها منظوة الأهواز الأنفصالية السنيّة والمدعومة سعوديّا ووهابيّاً عبر الأمريكي والأسرائيلي، تقع ضمن هذه السياقات ومساراتها وخطوطها البيانية، في استهداف ايران وجلّ محور المقاومة، بعد أن فشل المشروع الأمريكي والأسرائيلي والسعودي في سورية تحديداً، وتعثره القلق في جلّ منطقتنا. كلّ هذا وذاك كي يصار لإعادة ترسيم وتنميط معطيات الواقع السياسي والأمني والاجتماعي الديمغرافي الخاص، بمنطقة الشرق الأوسط ضمن سياق التمفصلات الميدانية المتصاعدة في الأزمة السورية، في ظل تماسك تينك المؤسسة العسكرية العربية السورية وأجهزتها الأمنية والأستخبارية وجسمها الدبلوماسي وعدم انهيار القطاع العام السوري، مع تلاحم شعبوي عميق ومتفق مع مؤسسات الدولة الوطنية السورية في الداخل السوري. … ومع ذلك لم ينجح هذا المحور الشيطاني ذو الوظائف الفيروسية، في خلق وقائع جديدة على أرض العمل الميداني، وان كان دفع ويدفع إلى مزيد من تسخين الساحات السياسية الضعيفة، كساحات مخرجات لقضايا سياسية معقدة، لها علاقة وصلة بالديمغرافيا السكّانية، وأيضاً مزيد من تسخين الساحات القوية، سواءً أكانت محلية أم إقليمية كساحات متلقية مستهلكة، لتهديدات وتلويحات لحروب و \ أو اشتباكات عسكرية هنا وهناك، لصالح الدولة العبرية الكيان الصهيوني. هكذا تذهب قراءات للحقائق الموضوعية في الشرق الأوسط، بحيث يعتبر وجود حزب الله واستمراره، بعقيدته العسكرية والأمنية والسياسية الحالية، عائق فعلي وكبير لا بل بمثابة ترياق لسموم وفيروسات محور واشنطن تل أبيب وترسيماته وتنميطاته للواقع السياسي للمنطقة، وحزب الله ريشة رسم واحداث وفعل، لمقاومة تنمو وتنمو شئنا أم أبينا، هكذا تتحدث لغة الميدان لا لغة المكاتب، فلغة الميدان تضع تنميطات وترسيمات خلاّقة، ولمسات فنيّه احترافية مهنية، نقيضة لترسيمات محور الشر والشيطان، على خارطة جديدة للشرق الساخن وقلبه سورية لا تروق لأحد في العالم. لذلك نجد أنّ أطراف تفعيل مفاعيل الصراع الدائر حول ملف حزب الله اللبناني وارتباطاته الشاملة، ان لجهة القناة السورية وتعقيداتها ودخوله العسكري عليها كونه دخل ليبقى وذهب إلى الجولان المحتل كي يبقى لبنان أيضاً، وان لجهة القناة الإيرانية وحيوية الملاحة فيها متعانقاً مع اتفاق إيران النووي والذي خرج منه الأمريكي مكرهاً(نلحظ ثرثرة دبلوماسية وسياسية بنكهة ارهابية أمريكية، من قبل وزير الخارجية الأمريكي مايك بوميو يعلن أن ترامب قد وضع خطة قويّة في مواجهة ايران بعد الخروج الأمريكي من الاتفاق النووي – العملية الأرهابية في الأهواز مؤخراً من بعض نتائجها)، حيث الصراع على الأولى(سورية)وفيها كلبنة رئيسية، لأضعاف الثانية(إيران)المستهدفه بالأصل، وللوصول إلى تسويات سياسية شاملة معها ليصار إلى تفجيرها من الداخل عبر مفاصلها وعبر ثغور الدفرسوار الإرهابية. فلم تعد أطراف تفعيل الصراع حول حزب الله، أطراف لبنانية محلية أو إقليمية عربية، من معسكر المتخاذلين والمرتهنين العرب، بقدر ما أصبحت بفعل عوامل عديدة، أطراف دولية عابرة للقارات والحدود، تسعى إلى تفعيل مفاعيل الصراع الشامل حوله، حيث الطرف الأميركي المحرّك لجهة التصعيد أحياناً ليفاوض أو لجهة التهدئة ليجني ويقطف على ما فاوض عليه الأطراف الإقليمية والدولية، والفرنسي المأزوم والممحون لجهة عودة العلاقات مع دمشق على الأقل بمستواها الأمني كما أشار بيف بونيه رئيس الاستخبارات الفرنسية الخارجية السابق(فرنسا شاركت في العدوان الأخير على جغرافية الساحل السوري عبر فرقاطة عسكرية، في العرين الروسي في سورية حيث قواعده العسكرية)، والطرف البريطاني المستشار الموثوق للأمريكي وكابح جماح الأخير، بجانب الطرف العبري الصهيوني المتقيّح، مع تراجع الأخير إلى طرف فرعي ثانوي، لصالح الأطراف الثلاثة السابقة ولصالح بعض الأطراف العربية وخاصة الطرف السعودي والذي صار يحتضر سياسيا واقتصاديا وبسبب عدوانه الأهوج الأرهابي على اليمن العربي. حلول الطرف الدولي محل الطرف الإقليمي(معسكر المتخاذلين العرب) ومحل الطرف المحلي اللبناني والمتمثل في قوى 14 آذار، حيث اتفاق الدوحة الشهير في وقته، الذي حقق المصالحة اللبنانية اللبنانية بين قوى الرابع عشر من آذار وقوى الثامن من آذار، كان وما زال سبباً رئيسياً في تحييد وإخراج الطرف المحلي اللبناني وتراجعه لصالح الجانب الأممي عبر عمليات إحلال زراعية سياسية، قد تكون جاءت نتيجة توافق بين الأطراف الثلاثة تأسيساً لمذهبيات جديدة عبر الوسائل الدبلوماسية الأميركية العنيفة، وتثوير القوى المعارضة ضد حلفاء حزب الله وداعميه، وأعني سوريا وإيران، حيث تم تثوير الشارع السوري عبر استثمارات هنا وهناك لاحتقاناته الشاملة، وإدخال زومبيات الطرف الخارجي وزومبيات أدوات الطرف الخارجي من بعض العرب، ومن جهات الأرض الأربع إلى الداخل السوري وما زال، فكانت القاعدة حيث تم إعادة تشكيلها من جديد وعبر مسمى جبهة النصرة، وظهر قبلها ما سمّي بالجيش الحر والذي لم يعد له وجود يذكر ويحاول التركي إحيائه عبر منصة أستانا وأخيراً عبر اتفاق زوتشي بين بوتين وأردوغان، وكانت داعش، ثم حاشا، إلى ما تسمى بالجبهة الإسلامية(وهي نواة تنظيم القاعدة في سورية)وجيش الإسلام جماعة زهران علوش الإرهابية والصراعات بين هذه التنظيمات الإرهابية، كأداة سعودية تضيف أوراق سياسية للرياض كضمانات لاستمرار نسقها، بالرغم من تلاشي ما يسمى بجيش الأسلام، ودفع انتقام سوري روسي منها، وتلغي أخرى من يد الدولة الوطنية السورية. الدولة العبرية الكيان الصهيوني تعمل على مزيد من تسخين المنطقة رغم سخونتها المفرطة، عبر إعادة فك وتركيب ملف الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وفقاً لرؤية إسرائيلية تشاركية مع جناح المحافظين الجدد في الداخل الأمريكي واسناداته من الأيباك، ليصار إلى استعادة عملية إعادة إنتاجه وتنميطه، إن لجهة الملفات اللبنانية الداخلية بالمعنى الرأسي والعرضي، وان لجهة الإقليم والمنطقة ككل، ليكون بمثابة تفريخ لمواجهات عسكرية ومخابراتية واسعة إقليمية، قد تتطور إلى حرب إقليمية لاحقاً، وفقاً للرؤية الأميركية الحذرة عبر البلدربيرغ الأمريكي(جنين الحكومة الأممية) لإدارة الرئيس دونالد ترامب(ترامبو)، في حال لم يتم التوصل إلى تفاهم شامل مع إيران ودورها في المنطقة وحول تقنيين وفلترة اتفاق برنامجها النووي وآفاق ومسارات تطوره. البلدربيرغ الخاص بالدولة العبرية الكيان الصهيوني ونواته الصلبة، ولأنّهم يملكون داتا معلومات عن كل قراراتهم وظروف اتخاذها والأسباب التي أدّت لذلك، بحثوا في بياناتهم وقبل خمس سنوات ونصف تقريباً، فوجدوا أنّه صدر قرار للحكومة الإسرائيلية بالانسحاب من قرية الغجر اللبنانية(مسمار جحا)الواقعة على مثلث حدود ساخن، لكنه بارد لجهة العمل الميداني – العسكري ألان، حيث احتلت إسرائيل القرية عام 1967 م وقت احتلالها لمرتفعات الجولان السوري الذي ما زال محتلاً، وضمت القرية عام 1981 م باعتبارها جزءً من الجولان السوري المحتل، ومنحت سكانها الجنسية الإسرائيلية، وكان لسكّان قرية الغجر دوراً اجتماعياً واقتصادياً، لجهة العلاقات مع سكّان المنطقة العازلة، التي أنشأتها إسرائيل في جنوب لبنان من عام 1982م إلى عام 2000 م، وبعد دحر المقاومة اللبنانية لقوى الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000م، تم ترسيم الحدود من قبل الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل عبر الخط الأزرق، فتم وضع الجزء الشمالي من الغجر من ضمن الأراضي اللبنانية والجزء الجنوبي تحت السيطرة الإسرائيلية، وبقي الجزء الشمالي من القرية جيب أمني ضعيف لجهة الدولة العبرية وأمنها، ويشكل مشكلة خطيرة التداعيات لأمن الدولة العبرية ككل، ومنه تمكن حزب الله عام 2005 م من الدخول إلى الجزء الآخر المحتل من القرية، وخطف جنديين اسرائليين. وفي حرب تموز عام 2006 م التي انتصرت فيها المقاومة اللبنانية، حاول الكيان العبري استعادة الجزء الشمالي من القرية، مما فعّل ملف قرية الغجر أممياً وفي دوائر المخابرات الدولية، حيث تم وضع ملف القرية بقضّه وقضيضه، على خلفيات القرار الأممي 1701 والذي طالب الدولة العبرية صراحةً بالانسحاب من القرية. وجدت الدولة العبرية ونواتها الصلبة، وبتوصية من خلية الأزمة التشاركية بعد إطلاق وانطلاق قطار الاتفاق النووي الإيراني، والمشكلة من قادة ومدراء مجتمع المخابرات الإسرائيلي مع قادة ومدراء بعض مجتمعات المخابرات العربية الحليفة، من قرار الحكومة الإسرائيلية الأمني السياسي بامتياز والقاضي بالانسحاب من الغجر، أنّه يحمل جينات عمل عسكري قادم إزاء لبنان والمنطقة الشرق الأوسطيه، دفع الكثير من المراقبين الدوليين والخبراء والمتابعين، لشياطين التفاصيل في ملف قرية الغجر، إلى محاولة فهم أفقية وعامودية، لسبر غور هذا القرار لمعرفة حقيقته وأبعاده غير المعلنة، للسعي الحثيث باتجاه النفاذ إلى عمق الحدث ورصد، ما يجري تحت سطح القرار، وسطح اللقاءات الإقليمية السريّة والتي تشترك فيها بعض الدول العربية المعتلّة، المواتية والمتساوقة والمتماهية للمشتركات الإسرائيلية – الأميركية في المنطقة. وفي هذا السياق نرى أنّ الانسحاب العبري الخديعة والورقي حتّى الآن من قرية الغجر اللبنانية، هو انسحاب جزئي وقع على الجزء الشمالي من القرية المحتلة، مع بقاء الجزء الجنوبي تحت سيطرة تل أبيب، في عملية سياسية خبيثة، لتفعيل مسمار جحا بالمعنى الجنسي، لجهة تفريخ سلّة مسامير جحا، نحو سلّة ابتزازات السلطات اللبنانية لاحقاً في ملف الحدود وكذلك السلطات السورية، واستخدامات لهذه الثغور الرخوة كملاذ آمن لجبهة النصرة فرع القاعدة السوري وتحالفاته مع الإسرائيلي، في ضرورات تكوين جيش لحدي جديد وان تلطّى برفع الراية الإسلامية. من جهة أخرى، تشير معلومات بعض من تقارير المخابرات الإسرائيلية المسرّبة قصداً لوسائل الميديا الأميركية، أنّ نتنياهو في وقته بادر إلى إبلاغ أمين عام الأمم المتحدة، بمضمون قرار الحكومة الإسرائيلية المصغرة لجهة قرية الغجر، وهذا حسب اعتقادي وظني، يشي لتهيئة الأمم المتحدة وعلى وجه الخصوص مطبخ قرار الأخيرة، مجلس الأمن الدولي للدخول في تفاصيل تفاصيل ملف الحدود اللبنانية – الأسرائلية، كطرف ثالث لغايات عبرية، إزاء الرأي العام الأممي، وبأنّها إسرائيل أخلت كل مسؤوليتها لجهة، انتهاكاتها لسيادة الحدود والأراضي اللبنانية، هذا وقد تقدّم فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني السابق ما غيره وهو أسوأ رئيس وزراء مر على لبناننا(بابا شرشبيل في مسلسل السنافر الكرتوني)بطلب لمجلس الأمن لتكون مزارع شبعا تحت إدارة الأمم المتحدة، حتى يصار إلى فصل مسألة السيادة عليها لمن تكون لدمشق أم لبيروت؟!. وتقول المعلومات والمعطيات أيضاً، أنّ القرار الإسرائيلي هذا تم اتخاذه من قبل الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة، وهذا من شأنه أن يؤشّر بقوّة أنّ متطلبات ومحفزات ومفاعيل، عملية صنع قرار الانسحاب من الجزء الشمالي فقط من قرية الغجر، هي محفزات أمنية بامتياز، لكنها تشي بوضوح بأنّها لغايات خلق مواجهات عسكرية ثنائية، يشترك فيها حزب الله، من المفترض لها اسرائلياً وأميركيا وبريطانياً، أن تقود إلى عمليات عسكرية إقليمية واسعة، قد تقود إلى حرب إقليمية تشمل إيران المسلمة لعرقلة و\أو إفشال الاتفاق النووي الإيراني ودفع الأوروبي لكي يتساوق مع الأمريكي في الموقف من الأتفاق النووي، وعرقلة وضع المسألة السورية على سكّة الحل السياسي، حيث من المفترض أن تؤدي(أي الحرب المفترضة وخاصةً بعد اتفاق ادلب في زوتشي بين بوتين وأردوغان)إلى نتائج سياسية واسعة، يتم من خلالها إعادة رسم المنطقة سياسياً وجغرافياً من جديد، حيث تزول دول وتظهر أخرى، مع توزيع المكاسب على دول ومشيخات المشتركات الأميركية – الإسرائيلية من العرب. كل المؤشرات السياسية، تشير إلى أنّ هناك إدراك سياسي، سلوكي عميق تشكل لدى محور تل أبيب – واشنطن وعربانه ودول وساحات مشتركاته في المنطقة، بأنّ أي حرب عسكرية أو حتّى مواجهات عسكرية قادمة، من الضروري بمكان أن تؤدي إلى نتائج سياسية على أرض جغرافيا المنطقة، إن لجهة محور واشنطن تل أبيب، وان لجهة الساحات السياسية العربية الضعيفة، ودول مشتركات المحور من الدول العربية. إن إسرائيل الصهيونية قرّرت فقط الانسحاب من الجزء الشمالي من القرية، وإبقاء الجزء الجنوبي تحت سيطرتها، مع تنفيذها لمخطط تحفيزي اجتماعي اقتصادي، للنسيج الاجتماعي في القسم الجنوبي من الغجر، عبر تقديم مزايا ومنافع، حيث من شأن ذلك بأن يدفع سكان القسم الشمالي، إلى الاحتجاج على مسألة الانسحاب العبري، وهذا ما تسعى وتريده إسرائيل، لجهة توظيفه وتوليفه واستثماره في عمليات تضليلية للرأي العام الأممي تحديداً. ومن شأن هذه الخدعة العبرية أن تحقق أهداف إسرائيلية عديدة، منها زعزعة النسيج الاجتماعي في مجتمع الغجر بقسميها، كل ذلك لخلق واقع جديد وأرضية صلبة، يتم هندستها بعناية في دوائر المخابرات البريطانية والأميركية والإسرائيلية، لتكون منطلقاً اسرائلياً عبر عملية عسكرية بمضمون سياسي، لضم ما تبقى من منطقة كفر شوبا اللبنانية وبشكل نهائي إلى إسرائيل، وعبر قانون قد يقر لاحقاً في الكنيست العبري، وصاحب هذه الرؤية هو تمير باردو رئيس الموساد السابق وقبل ست سنوات من الان، مؤخراً أشارت إليها خلية الأزمة المشتركة الآنفة بعد بدء مسار الاتفاق النووي مع إيران وقت الرئيس باراك أوباما، وكذلك خلال السنتين الماضيتين من عهد الرئيس الجمهوري ترامب وتتعمق، ورئيس جهاز الأستخبارات السعودي عضواً فيها الفريق خالد المحيدان، حيث تم ويتم تطويرها وأدلجتها في العقل العبري لتصبح جزء من ما يسمّى بالأمن القومي الإسرائيلي، والقائم على تفعيلها الآن هو: يوسي كوهين عارض الأزياء حبيب البعض العربي المغرق بلباسه الأحمر وشريكه. أمّا من حيث الجدول الزمني، لتنفيذ مضمون قرار الحكومة الإسرائيلية المصغرة في وقته، كما تتحدث المعلومات وتدعمها المعطيات السياسية والأمنية المخابراتية الجارية، انّه لا بدّ من التسويف والمماطلة مع التضليل، وتقطيع الوقت عبر إتقان لعبة شراء الوقت بذاته، والتأخير في تسليم الجزء الشمالي من القرية، حتّى يتم توظيف قرار الانسحاب لدى أوساط السكّان هناك، وتفعيله لجهة حدوث الاحتجاجات الرافضة للانسحاب الإسرائيلي، واستخدامها كورقة سياسية بحجم ملف متكامل لابتزاز لبنان، وحصولها أي إسرائيل على تنازلات لبنانية متعددة، في ملف الحدود وترتيبات خاصة، تضمن فيها الدولة العبرية على الأقل، مسألة أمن الحدود في تلك المنطقة. المثير في تقارير المخابرات الدولية والإقليمية، المنشورة على مواقع الكترونية مقربة منها في جل وسائل الميديا العالمية، وتزخر بالمعلومات المخابراتية المفيدة، أنّ لدوائر اللوبي الإسرائيلي البريطاني، إيضاحات كثيرة حفّزت صانع القرار السياسي الأمني المصغّر، في الكيان العبري إلى المضي قدماً في مسرحية الخدعة مسرحية الانسحاب اللفظي، من قرية الغجر المحتلة من القسم الشمالي دون الجنوبي، بحيث تم تسريب معلومات توحي، بمؤشرات من مراكز نفوذ اللوبي البريطاني الإسرائيلي، والتي من شأنها أن تقدم إيضاحات عديدة حول مدى خيار الانسحاب العبري، من الغجر ومحفزات قرار الانسحاب. وذهبت معلومات تقارير المخابرات تلك، إلى أنّ مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي في وقته وقبل ست سنوات ونصف ونصف في 17 – 11 – 2010 م، أصدر قراره بالانسحاب الجزئي من قرية الغجر، بحيث يتم سحب القوّات الإسرائيلية المتمركزة في الجزء الشمالي أولاً، ثم يعاد إعادة انتشارها ثانياً في الجزء الجنوبي من القرية المحتلة، مع قيام وزارة الخارجية الإسرائيلية وخلال فترات زمنية متباعدة بالتنسيق، مع قوات الأمم المتحدة(اليونيفيل)الموجودة في لبنان، لجهة التفاهم وإنهاء التفاصيل والترتيبات النهائية المتعلقة بتنفيذ القرار الإسرائيلي، رغم أنّ تل أبيب ما تزال أكثر تردداً، لجهة الاعتماد على اليونيفيل لإخفاقها المتكرر(أي القوات الدولية)لجهة، حماية أمن مناطق الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وفي هذا الوقت يعترض حزب الله على تمركز قوات اليونيفيل في المناطق السكانية، لذلك فكل التقديرات تشير أن الاتفاق إن حدث وتم تنفيذه، سوف تقوم الأمم المتحدة بنشر قواتها في المناطق المحيطة بالجزء الشمالي من قرية الغجر، ومن الجدير ذكره، أنّ سكّان قرية الغجر يحصلون على حاجاتهم اليومية، من الكهرباء والخدمات وبقية الاحتياجات من إسرائيل، ويحمل العديد منهم الجنسية الإسرائيلية، وبسبب تداعيات الانسحاب(كما أسلفنا)وانقسام القرية إلى قسمين، بعد تنفيذ الانسحاب ميدانياً، فمن المتوقع أن تحدث المزيد من التوترات والاحتجاجات السكّانية المختلفة، وهذا هو المطلوب عبرياً وأميركيا وبريطانياً وسعودياً، لتنفيذ توصية خلية الأزمة. هذا وتتحدث المعلومات، أنّه تم الاتفاق بين إسرائيل والأمم المتحدة، إلى انسحاب الكيان العبري من القسم الشمالي، مع استمرار إسرائيل بمد سكانه بكل احتياجاتهم منها، وهذا من شأنه أن لا يتيح بقاء قوّات الاحتلال الإسرائيلي، ولا قوّات اليونيفيل من التواجد العسكري، داخل الجزء الشمالي من القرية، ولكنه يسمح لها بإعادة الانتشار في القسم الجنوبي، كما يتيح لقوّات اليونيفيل في ذات الوقت، التمركز الميداني العسكري في المناطق المحيطة، بالجزء الشمالي وعلى أطرافه الإستراتيجية، والتي تسهل المراقبة منها، مع احتمالية اشتراك قوات هجومية من حلف الناتو. جل التحليلات والتقارير السياسية والأمنية، تشخص الوضع في قرية الغجر على النحو التالي: القسم الجنوبي تم ملء فراغ القوّة والسلطة من قبل الكيان العبري، والقسم الشمالي يعاني من فراغ القوّة والسلطة، ومسألة إجبار جزء من سكان القرية، وتحديداً الجنوبيين منها على حمل الجنسية الإسرائيلية، وما يحمله ذلك من انتهاكات إسرائيلية، للقانون الدولي ونظمه الأممية، سوف يقود إلى مزيد من ارتباطات شمال القرية بجنوبها، الذي تسيطر عليه إسرائيل، وهذا معناه باختصار: أنّ الانسحاب الإسرائيلي من القسم الشمالي من القرية، هو انسحاب وهمي افتراضي، عبر مسرحية الخدعة لتضليل الرأي العام الأممي. باعتقادي وتقديري أحسب أنّ الدولة العبرية، وعبر توصية ورؤية خلية الأزمة، تهدف إلى احتمالات مبرمجة الحدوث، وعلى خلفية أزمة القرار الظني للمحكمة الدولية والمسألة السورية وتمسك الأوروبي بالأتفاق النووي اليراني حتّى اللحظة، فمن المحتمل أن يقوم حزب الله، بعمل عسكري ليملئ فراغ القوّة والسلطة في الجزء الشمالي من القرية، وهذا من شأنه أن يوفّر ذريعة للدولة العبرية، لجهة القيام بالرد المماثل فتشتعل الحرب، وهذا ما تسعى له واشنطن، لندن، فرنسا وتل أبيب، وجل مشتركاتهم من الساحات السياسية الضعيفة في المنطقة، ومشتركاتهم من الدول أيضاً، كما يقول الخبراء الدوليين ومنهم الخبير الأممي كوتسيف. الاحتمال الآخر بتموضع، في سعي إسرائيل للقيام بالضربة الأستباقية كخطوة أولى حمقاء، تمهد لجهة القيام بالخطوة الثانية وهي ضرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لإشعال الشرق الأوسط كله، ليتم إعادة رسمه من جديد، بعد أن تم لفظها أي إسرائيل كدولة شكّاءة من الاتفاق النووي مع طهران. يذهب فريق آخر من الخبراء والمتابعين الدوليين، إلى احتمال آخر( مع ايماني المطلق أنّ الاحتمال في السياسة ليس يقيناً)وبعد تحليل الاحتمالين السابقين، فانّ الاحتمال المبرمج في الحدوث، ويجمع بين الاحتمال الأول والثاني يتمثل في عدم، سعي حزب الله لاستغلال ظاهرة فراغ القوّة والسلطة في الجزء الشمالي من القرية، مع سعي الدولة العبرية إلى ترتيبات خاصة، للحدث( س وص)وفبركاته، لكي تستخدمه كمبرر لتوجيه ضربة لحزب الله بعد فشل مشروعها وأمريكا في سورية وجلّ المنطقة، وفض قواعد الأشتباك معها(الستاتيكو القائم)لإشعال حرب إقليمية واسعة تشترك فيها إيران، وهذا هو مخطط خلية الأزمة سابقة الذكر، حيث تم تطويره لدى دوائر المخابرات الأميركية والبريطانية والفرنسية وبعض العربية، وشبكات المخابرات الإسرائيلية والكندية، مع مشتركاتها من أجهزة المخابرات في الشرق الأوسط وخاصة الخليجية. وتؤكد تقارير جهاز مخابرات إقليمي ناشط، وذو مجال جيوبوليتيكي واسع، أنّ إسرائيل حصلت بالفعل على أكثر من خمسة وعشرين طائرة أميركية من نوع اف – 35 ذات تطور عالي، وهذا ما أكدته دوائر مخابراتية أوروبية حديثاً. دوائر مخابرات أوروبية تتحدث على أنّ الأجواء باتت مهيأة لحروب جديدة تشنها إسرائيل ضد ساحات في المنطقة، وأنّ الاستعدادات لهذه الحروب قد شارفت على الانتهاء، وطواقم التنسيق في المنطقة تسابق الزمن”، وأضافت أن الحرب الإسرائيلية على لبنان باتت مسألة وقت، وأن هناك تنسيقا متزايدا ومتطورا بين إسرائيل، وجهات في المنطقة وداخلية لبنانية لدعم هذه الحرب، وقالت هذه الدوائر أن الإدارة الأمريكية سوف تشارك عمليا، بوسائل مختلفة في هذه الحرب، حيث يتواجد في إسرائيل، أعضاء الطاقم الاستراتيجي ومنذ وقت كافي، كما أن الأسابيع الأخيرة شهدت زيارات سرية، قام بها وفد أمريكي إسرائيلي أمني إلى دول في المنطقة، للاتفاق على الأدوار التي ستنفذها هذه الدول خلال الحرب. وكشفت الدوائر ذاتها، أن هناك اتفاقا بين واشنطن وقيادات في المنطقة، على تأجيل بحث كافة القضايا المطروحة إلى ما بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان، والانتظار إلى ما ستسفر عنه من نتائج وترتيبات، ومسألة التصعيد الأمريكي مع إيران قد تكون غطاء مزدوج لما يتم التحضير له وسرّاً وبنطاق خلايا ضيقة للغاية، وهذا ما يفسّر الجمود الذي يلف هذه القضايا، وذكرت الدوائر أن ما تشهده بعض الساحات في المنطقة، واللقاءات السرية التي تتواصل بين تل أبيب وواشنطن من جهة، وأنظمة وجهات مختلفة في المنطقة، والاجتماعات بعيدا عن وسائل الإعلام، بين قادة الأحزاب الكبرى في إسرائيل، والاتصالات بين فئات لبنانية داخلية معادية لحزب الله بالرغم من اشتراكاتها بحكومة الحريري سعد – حكومة تصريف الأعمال الحالية الآن ودوائر الأمن الإسرائيلية، جميعها تصب في إطار التهيئة للحرب الدموية القادمة. وما الزيارة السريّة التي قامت بها جينا هاسبل رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الجديدة إلى رام الله مؤخراً عقب زيارة أنقرة(كما تقول المعلومات)، واعلان الرئيس عباس استعداده للأنخراط في مفاوضات علنية أو سرية مع الأسرائيلي برعاية الرباعية الدولية بعد لقائه الرئيس الفرنسي ماكرون صبي مرته، وزيارة اللواء ماجد فرج إلى واشنطن السريّة أيضاً ومؤخراً، وهذا الحراك الدائم للدبلوماسية الأمريكية(المعلن والسري) لجهة المفاوضات على المسار الفلسطيني الإسرائيلي ضمن الصراع الاستراتيجي للعرب والمسلمين مع الكيان الصهيوني، واعتبار ذلك موضوع إسرائيلي فلسطيني داخلي يحل بين الطرفين وفقط(شأن ثنائي)مع إعلان إدارة الرئيس ترامبو إلغاء حل الدولتين، عبر نقل مقر سفارته من القدس الغربية المحتلة الى القدس الشرقية المحتلة، وتبنيه لحل فلسطيني على حساب الأردن، مع تبنيه نزع الرعاية الهاشمية عن المسجد الأقصى، والغاء الأونروا ومحاولات التوصل الى هدنة واتفاق مع المقاومة في غزّة برعاية مصرية امراتية سعودية حيث كل ذلك يؤكد تنفيذ مضامين صفقة القرن دون الأعلان عنها. وكذلك الحديث والحديث المضاد في موضوع اتفاق إيران النووي وأنّ واشنطن تدعم اتفاق زوتشي الأخير حول ادلب(هذا كذب أمريكي وقح وصارخ، حيث العدوان الأخير على الساحل السوري تزامن مع اتفاق زوتشي)، والدور المثير وغير المريح للقاهرة للبعض العربي في احتضان بعض المعارضات السورية، ما هو إلاّ للفت الانتباه عمّا يجري إعداده للمنطقة العربية بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام، هذا وتقول معيطات ووقائع ستاتيكو العلاقات الروسية السورية الإيرانية حزب الله، أنّ موسكو أطلعت حلفائها في المنطقة على جلّ ما لديها من معلومات حول ذلك، وأن خطط ب و ج جاهزة إن تم تنفيذ ما يسعى له البلدربيرغ الأمريكي وذراعه المجمّع الصناعي الحربي في الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة الأوتوقراطية الأمريكية في الداخل الأمريكي حكومة الأغنياء والأرستقراطيين. ففي سورية فاشيّة دينيّة متصاعدة، وفي أوكرانيا فاشيّة ونازيّة جديدة تتوسّع، وفي أروقة مجتمعات استخبارات الطرف الثالث في المسألة الشامية، كخصوم للدولة الوطنية السورية جلسات عصف ذهني وخلاصات، وتتحدث المعلومات المتسربة وعن قصد أنّ منظومة الحسم الاستراتيجي في الأزمة الراهنة، استطاع النسق السياسي في دمشق تحقيقها والعملية ما زالت مستمرة، وترافقها عمليات الحسم الميداني لتعزيزها وتثبيتها على أرض الواقع وعبر لغة الميدان، وأي صيغ سياسية تفاوضية قد يصار لفرضها كحلول تستهدف: سد الأفق السياسي وتعميق الخلافات والأزمة، بعبارة أخرى إعادة إنتاج بالمعنى السياسي للأزمة السورية من قبل الطرف الثالث، وبعض زواريبه من مشيخات القلق والبعض العربي الآخر، ودفع أو تشجيع النسق السوري للجلوس على طاولة المفاوضات من جديد. ومن المعروف للجميع أنّ السياسة استمرار للحرب، فانّ بنية الأخيرة بتفاصيلها استمرار للسياسة، وأي عملية عسكرية لا تقود إلى نتائج سياسية، هي عملية فاشلة بامتياز حتّى ولو كانت عملية عسكرية داخلية. فما نلحظه في سورية أنّ جلّ العمليات العسكرية في الداخل السوري من قبل قطاعات وتشكيلات الجيش السوري تقود إلى نتائج سياسية مبهرة للدولة، ويكفي أنّ المجتمعات السورية المحلية لم تعد حاضنة لجلّ سفلة الإرهاب المدخل والمنتج في الداخل السوري، وصارت طارده بعمق له ورافق ذلك المصالحات السياسية لإخراج الأرهابين من غير الجنسية السورية ومشغليهم. نعم الأزمة السورية كأزمة إقليمية ودولية، ينام ويصحو الجميع على أحداثها، كرّست مفهوم جديد للسياسة سيدرّس لاحقاً في كل جامعات العالم ومراكز البحث الأممي، حيث لم تعد السياسة فن الممكن، فهذا مفهوم قديم وتقليدي أكل وشرب الدهر عليه ومنه حتّى شبع، السياسة الآن وبفعل ومفاعيل وتفاعلات وعقابيل ومآلات الحدث السوري، صارت تعني فن إنتاج الضرورة كمنتج شامل، بعبارة أخرى صارت السياسة منتج أمني، ومنتج سياسي، ومنتج اقتصادي، ومنتج عسكري، ومنتج ثقافي وفكري، وبعيداً عن فلسفات سياسات تدوير الزاويا الخلافية في السياسة كمفهوم ونهج ووسيلة. وبعد الانجازات العسكرية السورية الأخيرة والمتواصلة، ان عبر العمليات العسكرية الهجومية مرّات عديدة والعمليات الدفاعية أحياناً، وان عبر سياسات واستراتيجيات المصالحات التي انتهجتها وتنتهجها الدولة الوطنية السورية، فانّه صار للنصر مفهوم جديد ومعيار مستحدث في علم الحروب، والأخيرة(الحرب)لا تحسم بالحل العسكري وحده فقط، بل وبالحل السياسي الذي صارت له قيمه أخلاقية وقيميّة اجتماعية تحاكي تجليات النصر العسكري الميداني. فالدولة الوطنية السورية تسير بخط الحسم العسكري وخط الحسم السياسي(المصالحات)، ان في مناطق فرض فيها الجيش السوري سيطرته الكاملة، وان في تلك المناطق التي صارت على مشارف الفرض العسكري عليها، ودفعها إلى فكرة الخروج والعودة إلى حضن الدولة من جديد. فدمشق جادت وأبدعت وبمهنية محترفة في فن ممارسة الحرب ضد الإرهاب المدخل إلى الداخل السوري من قبل دول الجوار مجتمعةً، وضد الإرهاب المصنّع في الداخل عبر الطرف الثالث في الحدث السوري وزاروب البعض العربي القلق وقبل بدئه بسنوات، وما رافق ذلك من وضع استراتيجيات صناعة الكذبة في الأزمة السورية وصناعة القاتل والضحية. وأحسب أنّ مستقبل نهاية الأزمة في سورية، بحاجة إلى من يجيد فن الحرب وكما أسلفنا ويتقن صناعة عملية السلام الداخلي عبر المصالحات الشاملة، ورأى العالم ما حدث في حمص القديمة وكيف سهّلت أطراف إقليمية مجبرةً ومكرهةً لذلك، لحاجة إخراج مجاميع ضبّاط استخباراتها من الداخل الحمصي القديم، من طرف سعودي وطرف تركي وطرف دويلة قطر، وكان منظر السادة الإرهابيون المنسحبون وكأنّهم لا بل هم: كالجراد المنتشر الجائع نحو العرق الأخضر للصعود في حافلات ذلّهم، إلى حيث أرادوا أو أريد لهم أن يخرجوا إليه سوريّاً، ليصار إلى تصعيدهم لملاقاة الحور العين التي جهدوا من أجلها، ولن يجدوا إلاّ ما اقترفته أياديهم من ظلم حيث يهوون في نار جهنم، سبعون وسبعون وسبعون خريفاً حتّى يلج الجمل(الحبل الغليظ الخاص برسو السفن)من سم الخياط(خرم الإبرة) – انّها المعركة الأخيرة وأم المعارك في ادلب، حيث الروسي يمارس استراتيجيات المراحل في تحريرها، والسطر الأول فيها اتفاق زوتشي، ويعمل الأمريكي على افشاله أو على الأقل عرقلته، والعدوان الأسرائيلي البريطاني الفرنسي الأمريكي الأخير على اللاذقية، جزء من صحة دليل ذلك، واسقاط الطائرة الروسية ايل 20 عبر فخ جوي محكم، مشهد من فصل الجزء الاخر للدليل. انّ موضوعة تحرير ادلب واستعادتها إلى حضن الدولة الوطنية السورية، وفعل ومفاعيل وتفاعلات الجيش العربي السوري والقوّات الرديفة والحلفاء الروس والإيرانيين، كيف جعلت التركي وغيره يوافق على كل الشروط السورية وغير السورية. وصحيح أنّه تم انتزاع الورقة السورية السياسية من يد السوريين في بدايات الأحداث إلى منتصفها تقريباً، وجعلها تتنقل بين مدارات التنازع الدولي وتنازعات البعض العربي المرتبط بالطرف الثالث في المسألة السورية، وتحديداً في أروقة مشيخات الرمال والقلق العربي، باستثناء واحدة أو اثنتين إلى حد ما، لذا ليس القوي من يكسب الحرب وإنما الضعيف هو من يخسر السلام. وعندما نقول المجتمع الدولي وأدواره في سورية وأزمتها نقصد به: الولايات المتحدة الأمريكية، والدولة العبرية “إسرائيل”، وبريطانيا، وفرنسا، وزواريب البعض العربي التائه القلق، فانّ عرب الرمال يريدون استمرار إسالة الدم السوري ومزيد من استنزافات عميقة وعرضية للدولة الوطنية السورية، مسنوداً بمحفظة مالية ضخمة وحملات بروباغندا معادية مضادة، لذلك فانّ عرب الرمال وبعض العرب الآخر يدركون، أنّ أمريكا عندما تصل الى اللحظة التاريخية الحاسمة للمخايرة والاختيار بين حلفائها ومصالحها، فسوف تختار الأخيرة. وتركيا(الدور التركي بعد زوتشي ان نفذ الأتفاق ليس كما قبله)مثلاً علاقاتها مع الرياض بين بين وأقرب الى العدائية التحفظية، وترغب في عدم معاداة إيران ومحاولتها المستميتة في عدم إثارة غضب الفدرالية الروسية، صارت تتخذ خطوات أكثر تشدّداً إزاء ما تسمى بالمعارضة السورية المسلّحة الأرهابية وغير الأرهابية لديها، والأخيرة بمثابة طروحات أنثى متتالية لعيب في قناة فالوبها، بل وأبلغتها بعدم رغبتها ببقائها في تركيا.
التعليقات مغلقة.