مرة اخرى، ليس دفاعا عن ايران .. بل دعوة مكررة لاستعادة فلسطين، كل فلسطين، وبناء جنة العلم والعمل علی الارض! / ديانا فاخوري

نتيجة بحث الصور عن ديانا فاخوري

ديانا فاخوري ( الأردن ) الأحد 23/9/2018 م …




كنت – في مقال سابق – قد طرحت بعض الأسئلة: هل تشكل مجموعة براين هوك، وشبكة مايك بومبيو الإعلامية، ولغة إسقاط النظام تارة و التلكؤ بلغة المهادنة تارة اخرى ظلالا لانقلاب 1953؟ و هل تقمص براين هوك دور كرميت روزفلت، وترامب دور دوايت أيزنهاور، و بومبيو دور جون فوستر دالاس؟ الا تدفع “خلية الأهواز الإرهابية” الإيرانيين لاستعادة خطاب الدكتور محمد مصدق و قد تيقنوا أن زمن  “المؤامرات” متصل و متواصل، وأن العلاقة المحببة مع الغرب تعني التنازل عن الاستقلال؟ فالمؤامرة مستمرة وما استهداف الأهواز الا حلقة في الحرب بالوكالة على الجمهورية الاسلامية في ايران وكيلا تلو وكيل وبديلا تلو بديل! خلية ارهابية أوقعت مجموعة من قوات “الحرس الثوري” وعددا من المدنيين بينهم أطفال ونساء بين شهيد وجريح، قبل ان تتمكن القوات الايرانية من تصفيتها. فماذا عن الأصيل و المشغل والداعم؟

و مرة اخرى، لنعد قراءة خطاب الدكتور مصدق يوم أعلن تأميم نفط بلاده: “لم نتوصّل إلى أي نتائج مع الدول الأجنبية بعد سنوات طويلة من المفاوضات… فعائدات النفط تمكّننا من تحقيق كامل الميزانية، وأن نكافح الفقر والمرض والتخلف. هناك اعتبار آخر مهم، هو أنه عندما نقضي على قوة تلك الشركة البريطانية، فإننا نقضي على الفساد والتآمر اللذين تأثرت بسببهما شؤون بلدنا الداخلية. عندما نوقف تلك الوصاية نهائياً، فإن إيران تكون قد حققت استقلالها الاقتصادي والسياسي”. هل كان لحكومة مصدق حينها برنامج نووي أو باليستي؟! هل كان لها عمل سياسي و عسكري في المنطقة خارج حدود إيران؟! هل كانت لها أيديولوجيا للتصدير؟! الحقيقة ان قرارات مصدق الاستقلالية (تأميم النفط الإيراني وإلغاء امتياز الشركة البريطانية، مثلا) وسياسته الاجتماعية هي التي استفزت بريطانيا نظرا لخسارة مصالحها المتراكمة بفضل التحكم بالقرار الإيراني.

هو ألشر ذاته خبرته فلسطين و يضرب في سوريا والعراق وليبيا وفي لبنان و الأردن! كررتها، وأعيدها اليوم ربما للمرة الالف، ان فسطاط الخير والمقاومة بين (بتشديد الياء) بمشروعه للمقاومة العربية ضد الصهيونية والامبريالية (نعم “الامبريالية” ولو كره الكارهون، او “خشبنا” المتملقون) و فلسطين في القلب، والقدس قلب القلب .. وان فسطاط الشر الصهيواعروبيكي بين (بتشدبد الياء) ايضا بادواته الخونجية القاعدية الداعشية وكافة المشتقات لتفتيت وتشظية وتفكيك المنطقة و شعوبها، وتدمير الحضارة والتاريخ والجغرافيا، واحراق الارض والغابات! و ستخرج ايران، كما أراد لها توفيق زياد، أقوى من الطغيان!

“واذا جموع الشعب في غليان

واذا الالوف على الشوارع تلتقي

ومواكب الاحرار كالطوفان

انشودة التحرير ملء حلوقهم

وهتافهم للنصر كالبركان

وتحفز التاريخ يرقب امة

تمشي على الاصفاد.. و القضبان!!

[ايران] لاتخشي أزيز رصاصهم

لاتحفلي بالموت في الميدان

فلأنت اقوى من حشود جيوشهم

ولأنت اقوى من لظى الطغيان”

مرة اخرى، ليس دفاعا عن ايران ولكنها المناسبة، بل لعلها المفارقة التاريخية .. من قام بتلبية استغاثة الملك، الأخ الشقيق لسيف بن ذي يزن، فأنقذ اليمن من أبرهة الحبشي؟! فيا قوم اعقلوا وثبتوا البوصلة باتجاه فلسطين وتعالوا نبني جنة العلم و العمل على الأرض .. ولنكف (نحن العرب) عن مراقصة الغيب في مهرجان وثني قد لا يتوقف عند الأبد كما يرى بيرنارد لويس .. أم هل تراناأرهقنا الله بما فيه الكفاية فتركنا و شأننا كما يرى روجر كوهين؟!

نعم خرج النفط من ثقب في أرضنا و “طافت” عائداته و فوائدها خلال العقود السبعة الماضية 70 تريليون دولار أنفقناها في خدمة القناصل و حروبهم و بين أحضان الغواني والعهر السياسي .. و هكذا أتعبنا الرب فذهب عنا ليبقى لدينا أكثر من 100 مليون أمي .. ذهب عنا الاله ليجيئنا خليفة يقطع الرؤوس, و يأكل الكبود, و يرجم بالحجارة, و يدعو لجهاد النكاح!

لطالما تساءلت هل كان قايين ليقتل هابيل لو تعلم حياكة السجاد العجمي, و خبر ليالي الأنس في فيينا (التي أثمرت انتصارآ نوويآ ايرانيآ), و آمن أن الناس اثنان: أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق .. أما حاكة السجاد العجمي و لاعبو الشطرنج فهم من توج العشق بين التاريخ و الآيدولوجيا بزواج أثمر اللحظة التكنولوجية النووية .. هم الشعب الأول و هم بناة الحضارة الأولى في التاريخ منذ حوالي 9 آلاف سنة .. هل تذكرون كيف خاطب وزير خارجية بريطانيا, منذ حوالي 10 سنوات, الايرانيين بصلف و تكبر مؤكدآ أنهم لن يسمحوا لهم باستخدام جهاز طرد مركزي واحد! أما اليوم فتملك ايران, و باعتراف العالم, آلاف أجهزة الطرد المركزي .. وفي اليوم الذي أقرت به ايران الاتفاق النووي, أعلنت عن تجربة “عماد” الذي يبلغ مداه 1750كلم تأكيدآ لحفاظها على البرنامج الصاروخي الذي أرادت أمريكا منع ايران من امتلاكه .. والى القدرات الصاروخية الباليستية و غيرها التي تستمر ايران في الكشف عنها حتى بعد توقيع اتفاقها النووي مع الغرب, فانها باتت – حسب تقرير طومسون رويترز – في المركز 17 عالميآ في انتاج العلوم منذ عام 2013. و قد أنتجت 2925 مقالآ علميآ متخصصآ وازداد انتاجها العلمي 20 ضعفآ منذ عام 1996. كما أنفقت 3.6 مليار دولار فقط عام 2011 على البحث العلمي. وهي تنتج سنويآ نحو 40 الف كتاب و تطبع حوالي 250 مليون نسخة, ناهيك عن الأقمار الصناعية و تكنولوجيا النانو و انتاج السيارات (نحو مليون سيارة حتى وقف الحصار ) .. و ها هي اليوم تدخل عصر القنبلة الاقتصادية و سوق الذهب الأسود و الأسواق العالمية الأخرى .. انظروا مثلآ كيف تتهافت شركات الايرباص الاوروبية والبوينغ الامريكية على الأسواق و الاستثمارات الايرانية.

ويبقى السؤال الأساسي ماذا لو استثمرت (بضم التاء وكسر الميم) أموال العرب في مشاريع بناءة على الطريقة الايرانية؟! أجزم لو حصل هذا لحج الينا أهل السماء والذين فيها طالبين الاقامة بيننا في جنة العلم والعمل على هذه الأرض!

فيا قوم اعقلوا وثبتوا البوصلة باتجاه فلسطين وتعالوا نبني جنة العلم و العمل على الأرض!!

قد يعجبك ايضا

تعليق 1

  1. زياد أبو عبسي يقول

    جنون وفيما مستشري.

التعليقات مغلقة.