الحوار اليمني في جنيف بين الهدنة الإنسانية واستمرار العدوان السعودي
الأردن العربي ( الخميس ) 18/6/2015 م …
تشير المشاورات بين الأطراف اليمنية في العاصمة السويسرية جنيف إلى إمكان استمرارها حتى السبت، على رغم أن التباعد بين وفدي اليمن في جنيف قد يكون غير قابل للخرق في المدى الراهن، وقد مارس سفيرا فرنسا وتركيا ضغوطاً كبيرة لعدم انعقاد مؤتمر الحوار في حين ضغط الوفد الأوروبي كثيراً لاستمراره، بحسب ما يتضح من المحادثات مع الأمم المتحدة أو لقاءات الدول المشاركة.
وبالتزامن مع الاجتماعات المنفصلة التي يجريها الموفد الأممي مع الوفدين، كشف وفد صنعاء عن وجود عضو في وفد الرياض يدعم تنظيم القاعدة وهو مطلوب دولياً، كما يكشف عن محاولات عرقلة للمشاورات وتلاعب.
وكانت مصادر نقلت عن وفد صنعاء تأكيده استمرار المشاورات بين الأطراف اليمنية في جنيف حتى السبت المقبل. وقال الدكتور عادل شجاع عضو المؤتمر الشعبي العام في وفد القوى اليمنية المشارك في حوار جنيف: «إن وفد الرياض يضم عبد الوهاب الحميقاني المطلوب دولياً بتهمة دعم تنظيم القاعدة»، وأن هناك اعتراضات كثيرة على وفد الرياض لمشاركته في العدوان على اليمن، ولدعم أحد أعضائه تنظيم القاعدة.
وأكد شجاع أن الوفد طلب مقابلة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بنحو مباشر، سواء أتى هو إلى جنيف أو ذهب الوفد اليمني إلى نيويورك.
من جهة أخرى، لفت عضو وفد الحوار اليمني في جنيف الممثل لجماعة أنصار الله السيد حمزة الحوثي في تصريحات إلى أن هناك تأثيرات سلبية تحاول إخراج الأمم المتحدة عن حيادها، متهماً السعودية بأنها حاولت عرقلة وصول وفد صنعاء إلى جنيف والحؤول دون لقائه الأمين العام للأمم المتحدة.
وأكد الحوثي أن وفد صنعاء يتفق مع مبدأ الحوار ومع أي جهود تسعى للوصول إلى حل سياسي للأزمة، منتقداً في الوقت ذاته استمرار القصف السعودي الذي كان غطاءً للقاعدة وسمح بتمددها في مناطق كثيرة لولا تصدي الجيش والشعب اليمني لها.
في سياق متصل، حذر كريستوف بوليارك المتحدث باسم اليونيسيف من أن 9 آلاف طفل يمني باتوا بحاجة إلى مساعدة إنسانية منذ بدء الغارات على اليمن، منبهاً إلى أن الوضع الصحي في اليمن خطر للغاية، متحدثاً عن أرقام وصفها بالصادمة حول العائلات والأطفال المحتاجين.
إلى ذلك، التقى وفد الأحزاب اليمنية الآتي من صنعاء سفراء الاتحاد الأوروبي، كما أجرى المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد اتصالاً هاتفياً بالوفد والتقى بعض أعضائه وذلك عقب مشاورات أجراها مع وفد الرياض.
ولد الشيخ أحمد كان قد أكد أن تحديات كبيرة تقف أمام عملية الحوار وشدد على أهمية التوصل إلى هدنة إنسانية.
ويشدد وفد المكونات السياسية في صنعاء على هدنة إنسانية تمتد على كامل شهر رمضان المبارك فيما أبدى وفد الرياض الذي يرفض اقتراح الهدنة الإنسانية مدخلاً للحوار في الحل السياسي كما تأمل الأمم المتحدة، أنه يتوخى من الأمم المتحدة تسليمه السلطة وسلاح من يصفهم بالانقلابيين.
في المقابل، يدعو وفد صنعاء إلى مفاوضات بين القوى السياسية كافة، بعيداً من التدخل الخارجي، بحسب تعبير قيادات مختلفة، أملاً بمعاقبة ما يراه عدواناً سعودياً.
هذا الأمر تراه الرياض نتيجة التدخل الإيراني في الشؤون اليمنية، وفي الأمن القومي الخليجي كما أعلنت السعودية لدى انطلاق «عاصفة الحزم» وكما بات متداولاً في تصريحات الحكومة اليمنية وتعليقات قيادات خليجية.
مجلس التعاون الخليجي الذي سبق محادثات جنيف أكد أنه سيحمي مصالحه الاستراتيجية، كما أوضح خالد العطية. إذ يأخذ مجلس التعاون أحداث اليمن من زاوية الصراع مع إيران غير قابل للتراجع وغير قابل لتسوية سياسية تقتصر على اليمن.
في هذا الصدد، ربما تسعى الرياض إلى استنزاف، تأمل منه تغيير المعادلات الميدانية على المدى الطويل، كما يرشح عن مسعى إنشاء جيش جديد بقيادة اللواء علي محسن الأحمر الذي رافق الرئيس هادي إلى اجتماع مجلس التعاون الإسلامي في جدة. لكن حسين أمير عبد اللهيان الذي خرج من الاجتماع اعتراضاً على هادي حذر المجلس الإسلامي من أن اللجوء للقوة في اليمن، يعرض الأمن الإقليمي للخطر. العطية الذي أشار إلى حماية المصالح الاستراتيجة ألمح إلى أن حرب اليمن كحرب سورية بحسب تعبيره.
الصراع السياسي اليمني الدائر في جنيف، يقابله آخر أكثر قسوة على الأرض، صواريخ طائرات التحالف السعودي ما زالت تدك المدن اليمنية بقوة وتوقع المزيد من الضحايا.
التعليقات مغلقة.