سياسة جحا لن تحمي الموحدين الدروز ولا غيرهم من الصهيوتكفيري
الأردن العربي ( الخميس ) 18/6/2015 م …
“سياسة جحا” التي اعتمدها النظام الرسمي العربي والرجعية وسيلةً وغطاءً للاعتدال والهروب الى الأمام لن تحمي الأمة وأقطارها وشعبها من هيمنة المشروع الصهيوامبريالي ونار استكباره التي أضرمها في فلسطين لتسري في هشيم الأمة طبقاً لأجندته على مدى عقود بغية تحقيق مصالحه المتوحشة وأمن الكيان الغاصب بوابة العبور للتفتيت والتجزئة واستيلاد الشلل العرقية والاثنية والطائفية والمذهبية وسواها في سياق قيامة ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد الذي تشكل يهودية الدولة رأس حربته وحلمه الموعود.
هذا الأداء التبعي والاستسلامي الممتد لأعوامٍ خلت، أقله منذ نكبة فلسطين مرورا بنكسة حزيران وصولا الى يومنا هذا والمستقبل ليس بأفضل، أرخى بظلاله السوداء على ما وصلنا إليه من تداعياتٍ تنبؤ بما هو أفدح وأكثر كارثية على مساحة الأمة التي يعتبر لبنان الأنموذج للأقطار التي أصابها ما أصابها من سياسة جحا حيث أظهرت الحقيقة مدى فشل هذه السياسة الرعناء التي لم تحم بالأمس ما تعرضت له المكونات جميعها من اقتتال مدمر واحتراب مستديم لم يوفر أحداً برغم الشعارات الواهية بدءاً من “قوة لبنان في ضعفه” الى الاستقواء بعصابات الاحتلال أو الأمن الذاتي المموه بالنأي كعذر أقبح من ذنب.
أما اليوم والأمة في خضم استهدافها من الصهيوتكفيري لدة المشروع الصهيوامبريالي والرجعية المدفوعة بغرائزها المستشيطة ضد اليمن وسوريا والعراق ومصر وليبيا وسواها وقبلها فلسطين وتدعيم التكفير الذي لم يحيد طائفة ولا مذهبا أكثريا أو أقلويا إلا وطحنه بهمجيته الاجرامية وليس آخرها الموحدون الدروز الذين هم كغيرهم من عرب الأمة الأقحاح لن تحميهم سياسة جحا التي ينتهجها بعض مسؤوليهم المتباهين بصوابية راداراتهم الكاشفة التي أثبتت مدى فشلهم في أكثر من محطة انطلاقا من مراوغتهم ومراهنتهم على سلامة الوهم والتغيير المنتظر وليس على سبيل المثال المواءمة مع سوريا ونظامها في زمن شدة الاحتلال الصهيوني لانقاذها ومبادلتها العداوة في الموسم الصهيوتكفيري عن طريق التودد والمداهنة لجبهة النصرة وذباحي العصر اعتقادا منهم انه “في كل مرة تسلم الجرة”.
“سياسة جحا” هذه التي تداهن المقاومة وشعبها في لبنان نفاقاً وتكفر بمحورها الذي تشكل سوريا قلعته المنيعة والحصينة، هذه السياسة لن تحمي مكونا ولا كيانا، فهي مجرد سراب واهٍ تظهر حقيقته ولو بعد حين على وقع المصالح الصهيوامبريالية التي تنفذ جرائمها قطعان الرجعية وعصابات التكفير خدمة للعدو الصهيوني وداعميه حيث لا يساوي الموحدون الدروز أو غيرهم على أجندته إلا أحجار شطرنج تتلاعب بهم الأقدار دون وازع، ولن يحميهم من هذا الاعصار الهمجي الا الولاء والانتماء للأمة والالتزام بخيار شعبها العربي والاسلامي الممانع الداعم للمقاومة والذي أثبت مدى جديته وفعاليته الميدانية والنصر بمواجهة مشاريع العدوان التي تستهدف مسار ومصير ووحدة الأمة.
التعليقات مغلقة.