لماذا ايران / العميد ناجي الزعبي

العميد ناجي الزعبي ( الأردن ) الثلاثاء 2/10/2018 م …



ما من شك ان ايران دولة جارة وعمقاً استراتيجياً  وجزءا” من الفضاء”الحيوي  العربي  ، والعكس صحيح اي اننا فضاء” حيويا” وعمقاً استراتيجياً لها  ولا يمكن انتزاعها من جغرافية المنطقة .
 وهي دولة معادية بالمطلق لعدونا الصهيوني والاستعمار الاميركي والاطلسي والرجعية العربية ، وهي ايضاً الداعم الاول والاكبر للمقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية والداعم الرئيسي لسورية .
لقد استبدلت ايران في بداية عهدها بعد سقوط الشاه السفارة الصهيونية بسفارة فلسطينية ، واستبدلت جهاز السافاك المرتبط بالموساد والسي اي اي بنظام سياسي مناهض للامبريالية والصهيونية وصديق للشعوب العربية
وهي دولة ذات مشروع نهضوي سعت منذ اكثر من ثلاثين عاماً لامتلاك البحث العلمي والتصنيع والتنمية الوطنية الشاملة والقوة العسكرية الرادعة
جوا وبحراً وبراً .
قارعت ايران العالم كله والذي حاصرها لمدة تفوق الخمسة والثلاثين عاماً ، حاول خلالها الحيلولة انتزاع استقلالها الوطني وامتلاكها لقراراها السيادي والسياسي , ودون امتلاكها الطاقة النووية ، والبحث العلمي , وعدائها لعدونا الصهيوني . ودعمها للمقاومة الذي مكنها من الانتصار التاريخي في ال ٢٠٠٦ الذي يعتبر بوابة الانتصارات ومقدمتها والذي بدونه لكن الوطن العربي والعالم دخل نفقاً مظلماً من التبعية والرضوخ والاذعان للوصاية الاميركية الصهيونية وتاريخ من الهزائم المذلة
كما قدمت ايران الدعم للحشد الشعبي العراقي ومكنته من كنس الارهاب الاميركي الوظيفي – داعش – والحفاظ على وحدة العراق ، كما قدمت الدعم لسورية وكان لدورها فضل كبير بصمود شعبنا السوري وتحقيق الانتصارات المتتالية .
وقدمت الدعم للمقاومة الفلسطينية بغزة التي قوضت كل المساعي الصهيوني لكسر غزة وفصلها عن الجسد الفلسطيني ، وأجهضت محاولات ساعة صفر صفقة القرن بالعدوان الاخير على غزة .
فاوض الايرانيون الغرب بصبر واناة وتؤدة بدون كلل ، ولا ملل على مدار اثني عشر عاماً ، لم يفرطوا ولم يتنازلوا وثابروا بثبات لافت واضطروا اعتى قوى العالم الغاشم  للرضوخ والتسليم ورد الاعتبار لها واعادتها من اوسع الابواب للحضيرة الدولية ، في الوقت الذي رسف به شعبنا العربي تحت نير انظمة تابعة عميلة للأمبريالية الأميركية الأطلسية والعدو الصهيوني  عانى خلالها من الظلم والاستبداد والجهل والتخلف والتهميش والفساد وغياب المشروع ، اضافة لمعاناته من نهج التجهيل وتغييب العقل ، والوعي حتى بات وطننا العربي منبتاً خصباً للارهاب والفساد والفكر الغيبي الظلامي ومصدرا” ليس للفكر الوهابي الظلامي وحسب بل للأرهاب والأرهابيين، كما عانى من ترد بالتعليم والصحة والثقافة والفكر وسطوة القبضة الامنية والحياة البوليسية الامنية العرفية على الحياة السياسية التي جرت مصادرتها وتغييبها وادخالها بيوت الطاعة الرسمية .
ايران دولة ذات مصالح تسعى لتطوير علاقات اقتصادية وسياسية متبادلة مع محيطها الاقليمي اسوة بعلاقتها الدولية لكن انظمتنا وحكامنا وباوامر واملاءات اميركية وصهيونية افتعلت صراعاً دينيا طائفيا معها بدلا من اقامة علاقات متكافئة تخدم مصالح شعوبها , مما يحرف بوصلة الصراع مع العدو الصهيوني مغتصب فلسطين منذ 70 عاما” لصراع مع اي جهة ومكون  الا مع العدو الصهيوني
.لقد صنع الاميركان عدوا زائفاً لأنظمتنا العربية من الاتحاد السوفيتي وعند تفككه ، وصنعوا من صدام حسين عدوا ، وفزاعة ، وعندما شنقوه اختلقوا عداءً طائفيا ، ومذهبيا ايرانيا ، وشيعياً سنياً .
كل هؤلاءالاعداء كانوا لابتزاز زعامات ومشيخات الخليج ، وصرف الانظار عن العدو الحقيقي وهو عدونا الصهيوني.
وقد استجاب الحكام العرب لانهم يتلقون الاوامر والتعليمات من واشنطن التي تفرضهم حكاماً وتوفر لهم الحماية ، ولان الموقف الايراني الحاسم من العدو الصهيوني يفضح تخاذلهم وعمالتهم وبسبب الجهل ، وغياب القيادة السياسية ، والضخ الاعلامي ، والديني ، وحتى الفكري ، والتعليمي والثقافي المسيس ، وغياب المشروع العربي البديل للمشروع الايراني انجرفت العديد من الجماهير والقوى امام هذا الطوفان من الاكاذيب والاظاليل وانساقوا خلفها دون تحليل وتمحيص .
وبدلا من ان تنصرف انظمتنا للتنمية والاعداد ومجابهة عدونا انصرفت لمجابهة اصدقائنا وحلفائنا ولقتل بعضنا البعض , وتحريضنا ضد العدو والخطر الايراني الوهمي .
وبرغم اننا  نعلم ان ايران قوة عسكرية عملاقة و كان بامكانها الأعتداءعلى  الوطن العربي  ، مقارنة بداعش التي احتلت بقدرات متواضعة ثلث العراق وسورية ، ولا زاالت تعبث بليبيا واليمن ومصر والشمال الافريقي والصومال فكيف بقوة بحجم ايران التي لو ارادت الاعتداء لانتهزت فرصة الوهن العربي واجتاحت اجزاء من الوطن العربي .
وبدلاً من أن تحذر الانظمة العربية التابعة لاميركا تحديدا من ايران كان عليها ان تقدم المشروع البديل وتبني اوطانها بناءً محكماً لمجابهة هذه المخاطرالمزعومة  ، لا ان تتردى بواقعها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والفكري والتعليمي والعسكري .
ان مصلحتنا هي اقامة علاقات تعاون مع كل دول العالم على قاعدة من
ألأحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة دون رضوخ لاملاء من اي جهة  وفي مقدمة هذه الدول دول الجوار .
لقد وقع الاميركان واوروبا اتفاقا سلميا مع ايران سعيا وراء مصالحهم ، اليس من الاولى ان نتعاون نحن معها ؟
حين نتعاون  مع ايران فاننا نقف مع مصالح شعبنا ومع صديق وحليف وفي ومخلص وصادق ، وهو موقف مبني على تحليل سياسي علمي وليس طائفي او مذهبي ضيق او احلام رومانسية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.