التنسيق الامني الروسي ؤسياسة الاحتواء الاستراتيجية الروسية / ناجي الزعبي

ناجي الزعبي ( الأردن ) الثلاثاء 2/10/2018 م …
في العلوم العسكرية وحتى السياسية التكتيك يخدم الأستراتيجية ويصب في صالحها , وفي المعارك التي يصعب أو يتعذر  حسمها بالنقاط يصبح التكتيك اكثر جدوى لمساهمته في حسم المعركة بالنقاط .



بتنسيقها الامني مع تركيا استطاعت روسيا ان تتيح لسورية تحقيق انتصاراً استراتيجياً  بحلب مهد لانتصار الغوطة والقلمون وريف حُمُّص وحماة وبمعركة جنوب سورية ، كما دفع تركيا للاستدارة باتجاه محور المقاومة – بمساعدة غبية – من ترامب الذي حاصر الاقتصاد التركي وأطاح بسعر الليرة التركية لتخسر ٨٠٪؜ من قيمتها ثم مكن روسيا من ان تدفع تركيا باتفاق ادلب لتقايض ازماتها الأقتصادية بتعاون روسي ايراني ولتحضر على مائدة التسويات بحلة جديدة زاهية مناهضة للأرهاب بعد ان كانت راعية له ولتكون ذراعاً يفكك حالة الارهابيين بها ويمهد لاجتثاث الارهاب باليد التركية وهذا انجاز  فذّ لا يمكن إنكار بلاغته .
كما مكن التنسيق الامني مع القوات الاميركية من انجاز كل العمليات الروسية الجوية والسورية البرية دون تسجيل حادثة اصطدام  اميركية سورية روسية واحدة اي ان سورية وروسيا كانوا يحاربون اميركا ويحيدونها بنفس الوقت وتلك ايضاً بلاغة فذّة.
ومكن التنسيق الامني مع العدو الصهيوني  الجيش السوري من تطهير الجنوب السوري واحتلال مواقعه السابقة دون تدخل من العدو , كما مكن الجيش الروسي والسوري  من عقد المصالحات وبناء جسور من الثقة بين المواطنين الملتحقين بصفوف الارهابيين والدولة مما ساهم وسهل المعركة وسرع بالانهيارات بصفوف الارهابيين وخسارة المعركة .
قد يقول قائل ان الروس صرحوا بأنهم ابعدوا الف مقاتل ايراني وما يناهز ال 24 راجمة صواريخ وانواع اخرى من ألأسلحة  مسافة 150 كم  عن الحدود مع العدو , وفي هذا ابتعاد عن جوهر المعالجة   فالجيش السوري الذي دارت المعارك منذ سبع سنوات ونصف من اجل ابعاده واقامة منطقة عازلة على غرار دولة لحد وسعد حداد حل محل القوات المبعدة ” ان كانت قد ابعدت ” فصحافة العدو نفسه تقول انه لا يوجد ما يمنع الجيش السوري من ان يرتدي الأيرانيون او اي قوة اخرى زي الجيش السوري ويتواجدوا في الأماكن التي يقررها .
مكنت هذه العمليات العسكرية الجيش السوري من بسط سيطرته على ما يفوق  ال ٩٠٪؜ من أراضيه وامتلاك فائض قوة غير مسبوق يتيح له التصدي لأي قوة في الإقليم وتحقيق توازن في الردع ويمهد لاحداث التفوق  بعد ان كانت قطعاته مشتتة على عشرات الجبهات وميادين القتال هذا بفضل التنسيق الأمني الروسي  مسبوقا” بتضحيات الجيش السوري والقوات الرديفة ومحور المقاومة .
ولو تخيلنا ان الروس لم يلجأوا للتنسيق الأمني ودخلوا في صراع مع تركيا  , ومع القوات الاميركية ,  ومع العدو الصهيوني في آن واحد وتورط الجيش السوري الذي كانت أولوياته تطهير الارهاب وكنسه وبسط السيطرة على كامل التراب السوري في معركة باتجاهات عدة , الم يكن هذا سيشتت  جهده ويبعثرها ويعرض سورية لخسائر افدح و لخطر التفكك والتقسيم ؟ .
كان الصبر السوري والروسي الاستراتيجي تكتيكاً يَصْب في صالح المهمة الاستراتيجية التي شارفت على الانتهاء والاكتمال ووفر فائض قوة متفوقة وقدرة على الحشد ,  وفي هذا التوقيت وبعد اتفاق ادلب الذي جرد اميركا والبوارج الاوروبية التي تجوب المتوسط متاهبة   لأيقاع عدوانها وضرباتها على سورية من ذريعة التدخل وانهى مسرحية الكيماوي , قام العدو بخطوته الاجرامية الحمقاء واسقط الطائرة الروسية .
 عززت هذه الجريمة  من  عزلة العدو الصهيوني واميركا الأخلاقية والسياسية والدبلوماسية وجردتهم مع الأوروبيين  من المسوغات والذرائع للعدوان على سورية , وتركت الساحة لمحور المقاومة وحلفاؤه  , كما مكنت الهدية الصهيونية المؤلمة المجانية لروسيا   من التخلص والتحلل من اعباء التنسيق الامني معه  في الوقت الذي اصبحت   به سورية وحلفاؤها قادرون اكثر من السابق على  التصدي لاي عدوان صهيوني بعد التفرغ شبه الكامل للجيش السوري من اعباء المعركة الداخلية مع الارهاب .
في هذا التوقيت ايضاً يخرج قائد المقاومة ليوجه رسالة حاسمة في تناغم مع مجريات الاحداث بسورية واتفاق سوشي واسقاط الطائرة الروسية يقول فيها اننا لسنا فقط اقوى من جيش العدو بل لقد أنجزنا مهمتنا . وهي رسالة نقرأها على انها اشارة لامتلاك المقاومة ليس فقط الصواريخ الدقيقة بل لاسلحة حاسمة في المعركة وقوة بشرية من ملايين المتأهبين  للأتحاق بصفوف المقاومة لخوض المعركة الحاسمة مع العدو .
وأشرت رسالته الاخرى بضيق المقاومة من الانتهاكات للصهيونية للمجال الجوي اللبناني بامتلاكها  اسلحة مقاومة للطائرات على الاغلب . .
كما جاءت العملية السعودية الإمارتية الصهيونية بالاملاء الاميركي بالأهواز لتزيد من العزلة الدولية والحرج  لدول العدوان وتجرد كل حلفائهم من ذرائع الاعتداء على سورية وتكسبهم تعاطفاً دولياً .
خسر العدو الصهيونية رهانه على :
جر روسيا وايران لمعركة ليست وفق حسابات البلدين .
 وخسر رهانه على امتلاك معلومات عن حقيقة القدرات السورية العسكرية وقدرات الدفاع الجوي السورية  تحديداً برغم الغارات الجوية وعمليات الأستطلاع بالقوة التي قام بها .
كما وسع الكابينت الصهيوني  بقراره المضي بالاعتداء على سورية وايران والمقاومة الهوة  بينه وبين روسيا
ودفعها  لتسليح الجيش السوري بشكل غير مسبوق وجعل من سورية قلعة حصينة مدججة بالسلاح والرجال .
 كسب الدب الروسي  معاركه السياسية والدبلوماسية والعسكرية والامنية وقدم نفسه كشريك للمجتمع الدولي لا كعدو  واستبدل صورة العداء بالحقبة السوفيتية  , وعزز هذه المكانة , فهل كان تنسيقه الأمني مع العدو الصهيوني تواطئا” , وكيف يحارب الأرهاب  الذراع الأميركي  ويتواطئ مع الذراع الأخرى !
والقيادة السورية أدارت كل معاركها وتحالفاتها فحققت كل الإنجازات والأنتصارات التي اخذت  تعبر عن نفسها وحققت ايران بصبرها وحنكتها  تعاطفاً دوليا”  وجبهة داخلية متماسكة وحضورا” اقليمياً ودولياً لا يمكن انكاره وتجاهله .
الصبر السوري والروسي الأستراتيجي مكن سورية من تحقيق تحولات استراتيجية غير مسبوقة نقلها لمرحلة تاريخية فاصلة ساهم الدور الروسي والأيراني وحزب الله والقوات الرديفة في الوصول اليها

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.