ماذا يفعل الجهاديون في وكر الإرهاب بإدلب؟ / فراس ساموري




 
IMG.PNG
فراس ساموري* ( سورية ) الثلاثاء 2/10/2018 م …
*كاتب وصحفي سوري مستقل …
تم التوصل الأسبوع الماضي لاتفاق على إقامة المنطقة العازلة منزوعة السلاح شمال سورية. فدعمت الجماعات الموالية لتركيا بالقرار الروسي التركي. ومن الجانب الآخر، رفض إرهابيو “هيئة تحرير الشام” وتنظيم “حراس الدين” و”الحزب الإسلامي التركستاني” هذا الاتفاق.
من الواضح أن الاتفاق بين روسيا وتركيا مؤقت لأنه يهدف إلى وقف اراقة الدماء واستعادة سيادة الدولة. أعلن نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أن الحكومة والجيش السوري سيعملان على السيطرة على جميع المناطق في سورية، بما فيها محافظة إدلب.
في حين أن الأطراف التي وقعت على الاتفاق تسعي لتفادي وقوع كارثة انسانية في مدينة إدلب الإرهابيون يحاولون الاستيلاء على الفرصة الأخيرة لكسب المال. من المعروف أن مصير الجهاديين أمر مفروغ منه فإنهم يحتاجون إلى المال من أجل الاحتماء في تركيا. نظرا لذلك تزدهر تجارة المخدرات والأعضاء البشرية والتحف القديمة في محافظة إدلب.
قبل كل شيء تجلب تجارة المخدرات ربحا كبيرا للمتطرفين من مختلف الجماعات المسلحة. يتم تهريب المخدرات من لبنان ثم يتم تعبئتها في عبوات صغيرة الحجم في إدلب وبعد ذلك يتم إرسالها إلى تركيا عبر منطقة عفرين. ثم يتم نقل المؤثرات العقلية إلى القارة الأوروبية بحراً.
ويستخدم مقاتلو النصرة نفس القناة لتجارة الأعضاء البشرية غير الشرعية في الدول الأوروبية. يتم اختطاف أهالي إدلب الذين رفضوا الانضمام إلى صفوف المسلحين ونقلهم مع الجرحى إلى مدينتي أنطاكيا وكلس التركيتين حيث تجري عمليات زراعة الأعضاء غير الشرعية. ويواصل المسؤولون الأتراك غض الطرف عن هذه الأعمال الإجرامية لأنهم يسيطرون على هذه التجارة.
بالإضافة إلى ذلك يتاجر الجهاديون بالتحف القديمة التي يطلب جامعي من جميع أنحاء العالم دائما. ونهب المسلحون خلال الحرب في سورية مئات المواقع الأثرية وأصبحت مدينة سرمدا بقرب من الحدود مع تركيا إلى السوق السوداء لبيع القطع الأثرية ذات قيمة تاريخية.
مع ذلك بدأت قوات الجيش السوري عمليات مراقبة الحدود في محافظة إدلب في إطار إقامة المنطقة العازلة منزوعة السلاح ومن أجل قمع تمويل المقاتلين. ويشارك الجنود السوريون في مراقبة على الأراضي جنوب شرق المحافظة من أجل تنظيم دوريات استطلاعية وفتح الممرات الإنسانية الجديدة في المستقبل القريب.
وكانت العمليات من هذا النوع ناجحة. اكتشفت قوات الجيش السوري شبكة من الأنفاق تحت الأرض بالقرب من ممر أبو الظهور والتي سمحت للمقاتلين بتجاوز مراكز المراقبة. قبضت “قوات النمر” الأسبوع الماضي على أحد إرهابيي “هيئة تحرير الشام” باسم أبو يحيى الذي خطط لارتكاب العمل الإرهابي في الممر الإنساني خلال إخراج المدنيين من المنطقة العازلة منزوعة السلاح.
وقال أبو يحيى خلال الاستجواب إنه قاتل في صفوف جبهة النصرة ويبلغ فصيلته حوالي 300 مقاتل. “أنا وإخواني تدربنا لارتكاب العمل الإرهابي في المعسكر بقرب من مدينة سراقب. ولقد اندهشت عندما رأيت تدريب عناصر “الخوذ البيضاء” هنا”.
وأفاد الإرهابي أن ينقسم مدربو الشركات العسكرية الخاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا المقاتلين على عدة مجموعات ويتدربون في التخصصات الآتية: هندسة المتفجرات والمدفعية وتكتيك القتال في المدن وتدريب الانتحاريين وغيرها. تعلمت “الخوذ البيضاء” كيفية التعامل مع المواد الكيميائية ربما لتصوير تمثيلية “الهجوم الكيميائي” الجديدة.
كما يبدو، قيادات هيئة تحرير الشام يبذلون كل جهد لتنظيم الدفاع عن المواقع. ويكسب الإرهابيون كثير من المال ويجذبون مقاتلين جدد إلى صفوفهم. من الواضح أن كلما طال أمد قضية إدلب كلما أصبح من الصعب إعادة هذه المحافظة تحت سيطرة جيش الأسد.
من الصعب في الوقت الحالي التنبؤ كيف سيتطور الوضع في إدلب لأن لدى روسيا وتركيا المصالح المختلفة تماما   سورية. مع ذلك يجب أن تكون نتيجة جهودها الوحيدة فهي القضى على وكر للإرهابيين والمجرمين شمال سورية.
فراس ساموري
كاتب وصحفي سوري مستقل

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.