عروبة النمسا وتغريب العرب / أحمد الشاوش

 - القت وزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل  ، كلمة بلادها في الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة بـ " اللغة العربية"، لتُذكر العرب بلغتهم الجميلة  وتؤكد للعالم ان اللغة العربية هي  جسر للتواصل  الثقافي والحضاري والتعايش الانساني.

 




 

 

 

 

أحمد الشاوش  ( اليمن ) السبت 6/10/2018 م …

القت وزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل ، كلمة بلادها في الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة بـ ” اللغة العربية”، لتُذكر العرب بلغتهم الجميلة وتؤكد للعالم ان اللغة العربية هي جسر للتواصل الثقافي والحضاري والتعايش الانساني.

وتساءلت الوزيرة عند بدء حديثها باللغة العربية ، لماذا افعل هذا، مُجيبة ان اللغة العربية هي الوحيدة بين 6 لغات رسمية في الامم المتحدة ، درستها بمركز الامم المتحدة في فينا ، وفي لبنان خلال سنوات الحرب ، لجماااااال وحيوية العربية.

وقالت ان سر الحياة يتجلى في الظروف الصعبة ، وان عظمة الرجل والمرأة تتجلى من بغداد وحتى دمشق لاستمرار الحياة رغم المعاناة ، لذلك كم هم جديرون بالاحترام .

وأكدت وزيرة الخارجية النمساوية ، للعالم العربي والاسلامي والمجتمع الدولي وفي مقدمة ذلك الاتحاد الاوربي ، المكانة الرفيعة للمرأة المتعلمة والمثقفة ، والسياسية والدبلوماسية التي تبني جسور المحبة والتواصل الانساني وتخاطب الاخرين من القلب الى القلب دون أي حواجز اجتماعية او مذهبية ، بعد ان بادرة بتوظيف صوت وعقل النمسا في مخاطبة الشعوب باللغة الاقرب الى القلوب والاذان ، بعيداً عن الصورة البشعة التي يسوقها الاعلام الدولي عن العرب والتجاوزات والاخطاء والتطرف والصراعات السياسية والدينية المشينة ، كما ان اللغات العالمية الاخرى هي ادوات ووسائل راقية لتعارف الشعوب ، ومن هنا يأتي استعمال صوت النمسا في الازمات والحروب لاسيما في الشرق الاوسط في سبيل احلال السلام.

ولذلك فإن الدبلوماسية النمساوية سلبت الابصار والعقول وكانت بمثابة النجم الساطع في سماء الامم المتحدة ، بينما أفل نجم الكثير من الدبلوماسيين العرب والمسلمين في قارتي اسيا وافريقيا الذين تجردوا عن العروبة وتنكروا للغتهم الجميلة بعد ان تحول البعض منهم الى مجرد ببغاوات تتباهى باللكنة الانجليزية والفرنسية دون ان تحقق أي نجاح!!؟.

وعندما استمعنا الى كلمة كارين كنايسل ، باللغة العربية ، ونطقها المتواضع وحركاتها وضحكتها البريئة وارادتها الكبيرة ، شعرت كغيري من المشاهدين العرب بالفرحة والسعادة والفخر من امرأة نمساوية عظيمة تحدثت في محفل رسمي بالعربية متجاوزة كل حواجز الخوف والاحراج والانتقادات السياسية والدينية ، بعد ان تنكر الكثير من السياسيين والدبلوماسيين والمسؤولين والعمال العرب للغة العربية.

بل صار البعض منهم واولادهم يتحرج من النطق بها في اروقة الامم المتحدة والمؤتمرات والمنتديات والورشات والفنادق والجامعات والمؤسسات في دول الغرب والشرق ، وليس عيباً أن نتحدث باللغة العربية او الانجليزية والفرنسية والالمانية والروسية والصينية أوغيرها من لغات التواصل في اليمن أو الامم المتحدة وغيرها من المنابر الدولية وانما العيب الاكبر هو التنكر للعربية ” الفصحى” ، والتباهي والغرور بلغة الاخرين، وعدم الشعور بالمسؤولية ، وبينما الدبلوماسيين العرب يرطنون بلغات أخرى ، تذكرنا النمسا بعظمة لغتنا ، ويفاجئنا السفير الروسي في الرباط بكلمة بالعربية ، في حين يلقي وفد الرباط كلمته بالفرنسية ، ليس من باب التواصل الانساني وانما لعقدة النقص او كرسائل لأثبات الولاء للأخرين.

أخيراً .. كل الود والاحترام والتقدير للدبلوماسية النمساوية الشجاعة والمنفتحة ، وللمرأة العظيمة التي نجحت في تسليط الضوء على لغتنا الجميلة ، بعد ان طمرها الكثير من الدبلوماسيين العرب بقصد وبدون قصد ، فهل يدرك الدبلوماسيون العرب عظمة لغتهم؟.

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.