تعقيب على أحداث ومستجدات المنطقة / المحرر السياسي لجريدة البناء اللبنانية
الأردن العربي – ( السبت ) 20/6/2015 م …
*واشنطن تستعد لتوقيع التفاهم مع إيران …
*موسكو متمسكة بحلفها مع الأسد…
*انتهاء جولة جنيف اليمنية بلا هدنة…
*«إسرائيل» تتحدث عن مفاجآت حدودية
* نفي روسي لموقف سلبي من ترشيح عون…
*تصاعد القلق نحو عين الحلوة …
فيما بدأ العد التنازلي للأيام العشرة الأخيرة من شهر حزيران، وقرب حلول الموعد المقرر لنهاية التفاوض بين إيران ومجموعة الخمسة زائداً واحداً حول الملف النووي الإيراني، قال مسؤولون في مجلس الأمن القومي الأميركي في جلسات استماع أمام الكونغرس أن تقييم إيران كدولة داعمة لمنظمات إرهابية لم يتغير، وأن حلف أميركا مع دول الخليج لن يتغير، ولا تتوقع واشنطن من طهران الكثير، لكن ذلك كله يجب ألا يؤثر في الجاهزية لتوقيع التفاهم النووي مع إيران الذي تتضاءل حوله مساحات الخلاف باستثناء توضيح المخاوف القديمة من مشاريع إيرانية سابقة لامتلاك سلاح نووي، وهو أمر لا يعطل فرص التوقيع ويمكن متابعته من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبالتزامن كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخاطب الرئيس الأميركي باراك أوباما عبر قوله، إن توقيع التفاهم النووي مع إيران سيسجل في خانة الرئيس أوباما كصانع للسلام ومسؤول قادر على اتخاذ قرارات صعبة تجعل العالم أكثر استقراراً.
فرص التفاهم النووي الإيراني، وفقاً للمصادر الأميركية والإيرانية، لا تعني توقع الحلحلة في الملفات الإقليمية العالقة، على رغم المساعي المبذولة لنصب منصات التفاوض وتعثرها مراراً، بسبب عجز حلفاء واشنطن عن التأقلم مع خسارتهم للكثير من فرص الإمساك بأوراق القوة.
السعودية تنجح بإفشال الحل في اليمن، وتفويت فرص التوصل للهدنة، لكنها لا تملك بديلاً تقدمه لحلفائها اليمنيين ولا لنفسها للخروج من المأزق المفتوح في حرب أطلقت رصاصتها الأولى وتعجز عن تحقيق أهدافها من جهة وعن وقفها من جهة مقابلة، وكل يوم إضافي فيها يعمق المأزق أكثر، بمزيد من التقدم لخصومها في اليمن نحو مزيد من المواقع على حساب حلفائها، وداخل خطوط حدودها، فيعود المتفاوضون اليمنيون من حيث أتوا فارغي الأيدي، ولا يبدو واضحاً متى تنضج فرص دعوتهم مرة أخرى، قبل أن تنضج فرصة التيقن من عدم الوقوع بالفشل مجدداً.
روسيا تدخل على الخط بتشجيع فرص الحلول، ووزير خارجيتها سيرغي لافروف يحث المبعوث الأممي إسماعيل شيخ أحمد على مواصلة جهوده وطلب معونة مجلس الأمن وأعضائه الدائمين، الذين لا يملكون حق التخلي عن مسؤولياتهم أمام حرب صار طابعها التدميري والموت المجاني الذي تتسبب به عبثاً يجب أن يتوقف، فيما كان الرئيس الروسي قد أكد على ضرورة الإسراع بالوصول لتسوية منصفة للمسألة اليمنية تزيل الكثير من عناصر التوتر في منطقة الشرق الأوسط وتسهل طريق التسويات في ملفات أخرى.
كما السعودية لا تزال تكابر وتراهن على المجهول منذ شهرين تاريخ أول هدنة يمنية كرست فشل الحرب، «إسرائيل» تأمل أن تقع في حضنها ورقة الحظ الأخيرة التي تراهن عليها في محافظة السويداء السورية، حيث تفاجأت ومعها شركاؤها في الرهان، بقوة التلاحم بين الجيش السوري والشعب في السويداء على رغم المساعي والنداءات التي يوجهها النائب اللبناني وليد جنبلاط لتحييد المحافظة وسلخها عن سائر الجغرافيا السورية ووضعها في حضانة أميركية أردنية تعرف «إسرائيل» أنها ورقة في رصيدها، لذلك واصلت الصحافة «الإسرائيلية» حملات التحضير والتحريض والإيحاء، فنقلت صحيفة «هآرتس» منتصف ليل أمس توقعات دراماتيكية على الحدود تتمثل بهجرة عشرات ألوف المواطنين من أبناء السويداء جراء أحداث دموية تخلق وضعاً استثنائياً يستحيل على «إسرائيل» تجاهله ملمحة لفرص تدخل عسكري عبر الحدود.
المشهد في السويداء بدا مغايراً للإيحاءات «الإسرائيلية» التي وضعتها مصادر عسكرية في دائرة الحرب النفسية، مؤكدة متانة الوضع العسكري الذي يقيمه الجيش والمقاومة واللجان الشعبية على مختلف محاور المواجهة مع «جبهة النصرة» و«داعش»، وحلفائهما، بينما كانت جبهات الشمال السوري تشهد تقدماً يحرزه الجيش السوري في قرى ريف إدلب، وفي المقابل إصابات قاتلة تلحقها المقاومة بقادة «داعش» في القلمون. وكان الرئيس الروسي يسجل خوفه من أن يؤدي التباطؤ في تزخيم فرص الحل السياسي في سورية إلى وضع شبيه بالوضع في ليبيا، داعياً إلى الإسراع بمبادرات عبر صيغ الحوار بين الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السلمية، مجدداً موقف بلاده في الوقوف مع الرئيس الأسد.
على مستوى الموقف الروسي وبعد التشوش الذي تركه ما نشر على لسان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف حول النظرة الروسية لترشيح العماد ميشال عون للرئاسة اللبنانية، نفت موسكو عبر إبلاغ مصادر لبنانية معنية عدم دقة الكلام المنسوب لبوغدانوف وتأكيد أن الموقف الروسي لم يتغير وهو رفض الدخول في أسماء المرشحين للرئاسة سلباً أو إيجاباً، ودعوة الأفرقاء اللبنانيين إلى الإسراع بإنجاز الاستحقاق الرئاسي وتعزيز فرص التوافق في ما بينهم، مع القناعة بأن زمن الحديث في الرئاسة وعنها يبدو أنه لم يحن بعد، وأن كل ما يجري تداوله لا يخرج عن كونه محاولة لتسجيل النقاط في لعبة تجاذبات داخلية يتم الزج بموقف روسيا ضمنها بحسابات لا علاقة لروسيا بها.
لبنان المنشغل بالبحث عن حل لمشكلة الفشل الحكومي، فاجأته أحداث مخيم عين الحلوة، ومخاطر تجددها، والخوف من أن تكون أكبر من حوادث خرجت عن السيطرة، لتظهر كمشروع فتنة يلاقي محاولات تمدد المسلحين التابعين لـ«جبهة النصرة» المحاصرين في عرسال.الملف الرئاسي غير مطروح
تابعت الأوساط السياسية أمس الكلام الذي نقل عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في التقرير الذي قدمه سفير لبنان في موسكو شوقي بونصار، المقرب من النائب وليد جنبلاط إلى الخارجية.
استوضحت مصادر مطلعة مباشرة الجهات الروسية، وأبلغت بحسب ما علمت «البناء» «أن ما نقل عن بوغدانوف ليس دقيقاً، لا سيما أن الملف الرئاسي لم يطرح بعد في شكل جدي لدى أحد من الفرقاء المعنيين وبالتالي تكون التصريحات المنسوبة لبوغدانوف إما فسرت خارج السياق، أو حملت أكثر مما تحمل، لأن الملف الرئاسي غير مطروح ولا أحد يفاوض به حالياً».
حزب الله يتحكّم بحركة أبو مالك التلي
أمنياً، وفي إنجاز نوعي ضمن العملية العسكرية التي تنفذها المقاومة والجيش السوري ضد تنظيم «داعش» في جرود عرسال، قُتل القيادي في التنظيم المدعو «أبو عائشة الليبي» وستة مسلحين آخرين، إثر استهدافِ المقاومة اجتماعاً لهم في خربة حمام عند أطراف جرد عرسال بينما كانوا يعدُّون لهجوم على جرد بعلبك. كما دمَّرت المقاومةِ آليتين لمسلحي «داعش» في المنطقة نفسها ما أدَّى إلى مقتل وجرح من فيهما وقد عرف من القتلى القيادي أبو عكرمة الزهوري والمدعو احمد عبد المحسن.
وفي هذا السياق أكد مصدر عسكري مطلع على سير العمليات في جرود عرسال لـ«البناء» أن «الاستراتيجية التي تتبعها المقاومة والجيش السوري في المعركة مع داعش هي الإمساك بالمداخل والممرات الأساسية وخطوط الإمداد للجماعات المساحة والتي أصبحت جميعها في قبضة المقاومة».
وأوضح المصدر «أن خربة حمام تعد مدخلاً أساسياً لوسط عرسال والممر الأساسي الذي يؤدي إلى منطقة الكسارات في جرد عرسال حيث يدخل التموين والإمداد للمسلحين».
ولفت المصدر إلى «أن هذه العملية النوعية تعتبر رسالة للمسلحين أنكم تحت نار المقاومين ورسالة للداخل العرسالي أن المقاومة سيطرت على الوضع في شكل كامل ولو أنها لم تدخل كمشاة إلى المدخل الشرقي لعرسال إلا أن كل شيء تحت سيطرتها ومرمى نيرانها».
وأضاف المصدر: «عدد مسلحي داعش في جرود عرسال يبلغ حوالى 1500، يتمركزون في منطقة بآخر جرود عرسال، أي بين جرود عرسال وجرود رأس بعلبك»، لافتاً إلى «وجود عمليات تسلل خفيفة للمسلحين من والى داخل عرسال للمشاة فقط، لأن كل الآليات باتت مرصودة من المقاومين في الليل».
وبين المصدر «أن منطقة الجرود باتت شبه محسومة وتحت سيطرة المقاومة وبقي الوضع داخل عرسال والمكلف به الجيش اللبناني، مشيراً إلى «أن المسلحين الذين فروا من الجرود دخلوا إلى بلدة عرسال»، منبهاً إلى «أن الاجتماع الأخير للعشائر تقرر أنه إذا لم يدخل الجيش إلى البلدة فإنهم لن يسمحوا بأن يبقى الوضع على ما هو عليه وتبقى ممارسات الإرهابيين من ذبح وقتل وأخيراً تظهر عرسال وكأنها عرين الوطنية».
وشدد المصدر على «أن الحكومة لم تستطع تنفيذ القرار الذي اتخذته حتى الآن ، وأن الإرهابيين المتواجدين في البلدة لن يسمحوا للجيش بالدخول إليها».
وأكد المصدر «أن حزب الله يتحكم بكل مداخل المنطقة التي يتحرك فيها أمير جبهة النصرة أبو مالك التلي وخارجها إما بالتمركز أو بالنار، وهذا من شأنه أن يسرع عملية تبادل العسكريين المختطفين لدى جبهة النصرة الموجودين في عرسال ويدفع النصرة إلى تسريع عملية التفاوض، لا سيما أن حركة التلي باتت معروفة ومحددة ضمن نطاق معين».
عين الحلوة ينفض غبار المعركة
وفي عين الحلوة بقي الوضع الأمني الذي شهد اشتباكات مسلحة على مدى يومين بين حركة فتح و«الشباب المسلم» محل متابعة المعنيين في المخيم.
وأشار مصدر مسؤول في المخيم لـ«البناء» إلى أن «ما حصل في المخيم لم يكن صدفة بل نتيجة الأحداث التي حصلت في المخيم سابقاً بين المجموعتين اللتين شاركتا في الاشتباكات المسلحة»، مؤكداً «أن المجموعتين خارجتين عن إطار الفصائل الفلسطينية ولكن محسوبتين عليها».
واستبعد المصدر أن يكون هذا الحادث فردياً، كاشفاً «أن هناك تحضيرات لهذا الاشتباك من قبل الجهتين قبل حصوله».
وتحدث المصدر عن «جهود كبيرة مارستها القوة الأمنية الفلسطينية قبل حصول الاشتباك لكنها لم تنجح لعدم انضباط بعض الأشخاص»، مشدداً على «ضرورة نشر قوة أمنية في المنطقة للفصل بين الطرفين».
وكشف المصدر «أن اللجنة الأمنية العليا المعنية في شكل مباشر في هذا الملف اجتمعت واتفقت على مجموعة من الخطوات أولها تشكيل لجنة تحقيق في الحادث لتوجيه المسؤولية إلى الطرف الذي بدأ الاشتباك، كما قررت تشكيل لجنة لإحصاء الأضرار والتعويض على المواطنين الذين أحرقت سياراتهم وتضررت ممتلكاتهم، كما اتفق على أن تبقى اجتماعات اللجنة الأمنية مفتوحة لمتابعة الموضوع».
ومساء أمس امتد التوتر الأمني إلى مخيم برج البراجنة الذي شهد إشكالاً بين القيادة العامة وحركة فتح. وتزامن ذلك أيضاً مع انسحاب حركة فتح من القوة الأمنية الفلسطينية في مخيم المية ومية بأمر من قائد المخيم.
التعليقات مغلقة.