صدقي المقت … النضال من اجل الحرية مستمر مهما كلف الثمن ! / هشام الهبيشان
هشام الهبيشان ( الأردن ) الإثنين 15/10/2018 م …
تزامناً مع بيان وزارة الخارجية السورية والذي يطالب بالافراج عن عميد الأسرى السوريين والعرب في سجون الاحتلال المناضل الأسير صدقي المقت ،وذلك عبر رسالتين وجهتهما إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الامن ، والرسالتين تنددان كذلك بما أصدرته ما تسمى المحكمة العليا لسلطات الاحتلال الصهيوني يوم 9-10-2018 والتي اعلنت موافقتها على قرار محكمة الجليل والذي يؤيد حكمها بالسجن لمدة 11 عاماً بحق عميد الأسرى السوريين والعرب في سجون الاحتلال المناضل الأسير صدقي المقت ،وتزامناً مع التحرك السياسي والدبلوماسي السوري هذا ، مازال المناضل المقت ثابتاً على مواقفه المبدئية الثابتة والمشرفة .
“لن أصمت ولو قطعوا لساني أنا على يقين تام ، ونحن عشية الفصل الاخير من هذه المهزلة المسماة “بالمحكمة المركزية في الناصرة ” ، بأن حكم جائر ينتظرني بهدف إسكاتي عن قول الحقيقة ، ومعاقبتي على فضح الدعم الذي تقدمه إسرائيل لعصابات الإرهاب والاجرام في سورية… لهذه المحكمة الباطله أقول : أيها الجلاد … أيها المحتل … أحكم كما يحلو لك … هذا جسدي بين يديك إفعل به ما تشاء … إفعل به ما يشبع ساديتك وحقدك وإنتقامك … لا أخاف أحكامكم … أما إرادتي الحرة فهي في قلب وضمير كل إنسان حر شريف أمنة مطمئنة … بعيدة عن بطشكم … لا أنشد العدل في محاكمكم الباطلة أصلاً… فالعدل الذي أنشده موجود على إمتداد الوطن … في ضمائر شعبنا البطل وجيشنا الأسطوري … في ضمائر كل شرفاء هذه الأمة وأحرار العالم ” .. هذه الكلمات هي جزء من رسالة للأسير المقت من داخل سجن الجلبوع شمال فلسطين المحتلة “أرسلها بالعام الماضي” ، والرسالة بمضمونها تؤكد على مسيرة النضال التي انتهجها الاسير المقت طيلة ثلاثة عقود مضت ،وقبيل ساعات حينها من محاكمته الأولية .
الأسير صدقي سليمان المقت مواليد مجدل شمس – الجولان العربي السوري المحتل ،تاريخ الاعتقال 23/8/1985 تاريخ الميلاد 17/4/1967 مدة الحكم 27 عاما – محكمة اللد العسكرية تحرر في اب من العام 2012 بعد 27 سنة في الاسر واعاد الاحتلال اعتقاله مجددا في الـ 25 من شباط 25\2\2015، تنقل بين كافة المعتقلات؛ نفحة، عسقلان، بئر السبع، الرملة، الدامون، هداريم، تلموند، الجلمة، شطة والجلبوع، نشأ وترعرع لأسرة مناضلة عاشت قضايا شعبه وكان لهذه الأسرة دورا فعالا في مسيرة نضال الجولان.
الاسير المقت يكمل رسالته ويقول :”لن أصمت ولو قطعوا لساني … لن أصمت ولو نصبوا لي المشانق … لن أصمت ولو أطلقوا عليّ الرصاص أنا لست متهماً في هذه القضية … أنا من يتهم حكومة العدو الإسرائيلي بدعم العصابات الأرهابية في سورية وتزويدها بكل ما يلزم بما في ذلك تزويدها بالسلاح .
من داخل زنزانتي في سجون الاحتلال الإسرائيلي أتحدى الحكومة الإسرائيلية إذا كانت تجرؤ على نشر كل تفاصيل هذه القضية بما في ذلك التقارير السرية وتسجيلات المكالمات التي أحتوتها .
وأيضاً من داخل زنزانتي في سجون الاحتلال الإسرائيلي أتحدى الإعلام الإسرائيلي إذا كان يجرؤ على نشر هذه التفاصيل .
في هذه اللحظات المليئة بالتحدي والشموخ والكبرياء أتوجه بأصدق التحيات إلى شعبنا السوري البطل … أحني هامتي أمام شهدائنا العظام وتضحيات وبطولات جيشنا الأسطوري،وتحية محبة ووفاء إلى سيادة الرئيس البطل بشار الأسد الذي يقف شامخاً في قلب المعركة . أعاهدكم جميعاً أن أبقى الوفي المخلص لسورية الحبيبة ولكل شرفاء هذه الأمة وأحرارالعالم .”ينتهي الاقتباس من الرسالة “.
الاسير المقت ، يسجل له إنه من اوائل من فكر بـ تشكيل تنظيم حركة المقاومة السرية في الجولان المحتل. حيث جسد هذا التنظيم نضالاً بطولياً ضد الاحتلال، وقام بسلسلة عمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال وقواعده في منطقة شمال الجولان المحتل. وفي الأسر كان الأسير صدقي المقت يجسد قيم النضال والوطنية، وفي السنوات الأخيرة كان ولا يزال احد قادة ورموز الحركة الأسيرة بكافة المعتقلات. شارك في كافة نضالات الحركة الأسيرة بدون استثناء، وهو في مقدمة الصفوف دائماً، جندياً وكادراً وقائداً.
المقت ورغم عقوبة الـ عزِل ،عُوقب وحُوكم عشرات المرات في الزنازين، ومُنع زيارات الأهل، سواء كانت عِقابات فردية تطاله بالذات، أَم ضمن عِقابات جماعية لعدد كبير من رفاقه الأسرى. والآن يخوض نضالاً باسم الحركة الأسيرة مع بعض رفاقه معركة الثقافة العربية، التي تحاول مديرية السجون حرمانها للأسرى، وذلك من خلال منع إدخال الكتب الثقافية العربية لهم، واستبدالها بقوائم تصدرها مصلحة السجون. وهذا النضال تجسد تحت عنوان لا بديل عن الثقافة العربية الأصيلة. رغم سنوات الأسر الطويل إلا أنه بقي ثابتاً على مبادئه الوطنية والقومية، مؤمن بحقه في مقاومة الاحتلال أينما كان، في فلسطين ولبنان والجولان وكل ارض العرب.
ختاماً ، رغم سنوات الاحتلال والأسر الطويلة فهذه بمجموعها لم تنل من إرادة وعزيمة صدقي المقت، وهو في كامل ثقته بان النصر سيكون حليف الحق العربي، وإن سوريا ستنتصر في معركتها النضالية القومية، وإن الجولان عائد حتماً إلى حضن الوطن الأم، والمقاومة البطولية في فلسطين ولبنان هي بداية طريق الأمة نحو النصر والتحرير.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن .
التعليقات مغلقة.