فلاديمير بوتين على خط دمشق / سميح خلف

 

سميح خلف ( فلسطين ) الأحد 21/6/2015 م …

ثمة اخطاء كبرى في السياسة الروسية واستراتيجيتها ارتكبها مدفيدف عام 2011م وموقفه المتذبذب والمتردد من ظاهرة ما يسمى الربيع العربي، وبالتحديد موقف الرئاسة والخارجية الروسية من ليبيا والتي اتسمت بردود افعال حيال موقف القذافي من بعض صفقات السلاح الروسية، ومعايرة المصالح الروسية المتجهة اصلا للغرب واطماع روسيا في صفقات كبرى للغاز لفرنسا واروبا، مدفيدف كان يمكن له ان يدمر المصالح الاستراتيجية لروسيا لو استمر رئيسا لروسيا، وكان يمكن ان يرى الربيع العربي في الشيشان والقوقاز….. وبرغم اهمية شمال افريقيا وليبيا كعمق للبوابة الافريقية وامام سياسة الشخصنة وردود الافعال كان موقف روسيا في مجليس الامن معيب ومهين لدولة ارثت ميراث الاتحاد السوفيتي… هذا الموقف وامتناع روسيا عن التصويت ضد قرار مجلس الامن والحذر الجوي وما ادعى من حماية للمدنيين وكبوابة للتدخل في ليبيا وتدمير الدولة الليبية ووقتل زعيمها ورئيسها بابشع الطرق وتوالد الارهاب والتطرف والنزاع القبلي حيث اصبحت ليبيا ليست دولة فاشلة فحسب بل انتهت فيها مظاهر الدولة ووحدة الارض والشعب…..يكاد نفس الخطأ والمطب الذي وقعت فيه روسيا “” الاتحاد السوفيتي” ابان غزو العراق وقتل واغتيال الرئيس صدام حسين في صبيحة يوم من اهم الايام الدينية والعقائدية لدى المسلمين… وكان هذا بمثابة ظهور المذهبية والصراعات الجهوية والقبلية وتأسيس للتطرف في المنطقة صنعته امريكا.

ربما حاول الغرب بعد تفجير الاوضاع في سوريا واستخدام نفس اللغة والماكينة الاعلامية لنزع شرعية رئيس ونظام ان يجتاز السيناريو الذي كان سيجر دول اخرى بتفجير الوضع الداخلي على حدود روسيا في اوكرانيا كربيع اوكراني بنكهة امريكية…. الدب لالروسي تحرك واستشعر بالخطر فكان مبادرا وصلبا بقيادة فلاديمير بوتن من حزم وقوة قرار وردع، ربما فهم بوتن مالم يفهمه صديقه مدفيدف وربما استوعب الدرس كما اجمع الخبراء الروس على خطأ مدفيدف في ليبيا وفي حينه… وربما كانت رسالة ومقال اذكر فيها مخاطر الموقف الروسي تجاه الربيع العربي الذي يمكن ان يمتد الى دول الاتحاد السوفيتي سابقا وعبر رسالة للقيادة الروسيةمن خلال فضائية روسيا اليوم وفي بداية الاحداث في ليبيا.

اثير في الشهور السابقة عن تخلي الروس عن الرئيس بشار الاسد وتناول هذا الحدث محللين ووسائل اعلام……ومستشهدين بانسحابات وتراجعات للجيش العربي السوري في القلمون وريف حلب….. وتوقعوا انهيار الجيش والاطاحة بالرئيس بشار…… وتحدثوا ايضا عن صفقة روسية في اوكرانيا مقابل دمشق…..!!!

لا يخفى على احد ان الروس وقفوا مدافعين عن الدولة السورية ورئيسها وكانهم يدافعون عن عن موسكو ولادراك الروس بخطورة ان تسقط دمشق في ايدي المجموعات المتاطرفة والمعارضة وهذا وباقل تعديل يهدد الامن القومي الروسي… بالاضافة الى استدراك للاخطاء التي وقع فيها الروس في عهد مدفيدف…. وهذا ما لخصه بوتن في تصريحاته الاخيرة الخشية من تصبح سوريا كحالة العراق وليبيا…….

عندما سؤل بوتن عن موقفه من الرئيس بشار والنظام، وبكل حزم وتاكيد ضحد ما اشيع عن تخلي روسيا عن الدولة السورية والرئيس بشار قائلا لن نتخلى عن دعم الرئيس بشار ودعم الاصلاحات السياسية التي تشمل كل المعارضة السلمية قائلا”” لا تنتظروا منا غير ذلك””

ربما الايام القادمة وما تحشد له المعارضة المسلحة ووحدة قوى التطرف في القلمون وفي درعا والسويداء لحصار دمشق ومواجهة الجيش العربي السوري قد ترسم خطوط استراتيجية هامة في مصير الصراع، ولذلك لن يكون الدور الروسي بعيدا عن اي سيناريو قادم، ولن تسمح روسيا بتسجيل نصر لقوى التطرف والارهاب……فالذي يحدث الانهي مواجهة على الارض بين مشروع امريكا في المنطقة ومشروع الدولة السورية وشرعيتها ووحدة شعبها واراضيها والمدعموم من روسيا……. ولن تسمح روسيا بتسجيل نصر يهدد العاصمة دمشق…. فنحن نشهد تحالفات جديدة بزيارة ولي العهد السعودي لروسيا…. وعقد صفقات اقتصادية وعسكرية….. بعدما ادركت السعودية ان السياسة الامريكية والتحالف معها مشكوك فيه وخاصة الفخ اليمني الذي تورطت السعودية فيه ودول الخليج……. معادلات قد تتغير وتتبدل….. ولكن الانجاز على الارض هو الاقوى…. واخر قلعة لما يسمى الربيع العربي وبعد ثلاث سنوات لم يحقق اهدافه نتيجة صلابة النظام والجيش العربي السوري ودعم الدول الصديقة وفي مقدمتها روسيا.

لن تسقط دمشق ولن يسقط النظام وسيتهاوى المشروع الامريكي الخاسر دائما………فالمنطقة تصاغ فيها خرائط وجغرافيا نفوذ……..والى اين تستقر …. نستطيع القول انه لن يكون كما كان في السابق….. ولكن المهم ان تبقى شرعية الدولة وقوتها وهيبتها داخليا وخارجيا.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.