تفاصيل الخدعة.. هكذا أوقع الأمريكيون و الأتراك السعودية في فخ خاشقجي !
الثلاثاء 16/10/2018 م …
الأردن العربي –
*خاص / وكالة أوقات الشام الإخبارية – تبدأ القصة حين حاول خاشقجي المقيم في الولايات المتحدة الحصول على وثيقة من قنصلية السعودية، تفيد طلاقه من زوجته الأولى.
و عندما راجع سفارة السعودية بواشنطن ( سفارة بلده في الدولة التي يقيم فيها ) للحصول على الوثيقة بحكم إقامته هناك، طلبوا منه مراجعة القنصلية باسطنبول، كما لو أن الموضوع مخطط له مسبقا. قرر الاستعانة بمحاميه، لكن القنصلية في اسطنبول اشترطت حضوره بشخصه.
ظهر الثلاثاء 2 أكتوبر/ تشرين أول 2018، ترك جمال خاشقجي هاتفه المحمول مع خطيبته خديجة جنكيز، وتواعد معها أن يلتقيها بعد أن ينهي معاملته، في مكان قريب من مقر القنصلية في أنقرة.
عند باب القنصلية قال خاشقجي لخطيبته إذا لاحظتِ حدوث شيء ما، اتصلي بمستشار رئيس حزب العدالة والتنمية ياسين أكتاي، وكذلك بالجمعية الإعلامية للعرب والأتراك وأخبريهم بذلك، حسبما روت السيدة خديجة.
وكانت المرة الأخيرة التي يظهر فيها جمال، قبل أن يتحول إلى خبر غامض يشد انتباه العالم بأسره.
وهنا يبدو أن السعودية كانت ضحية لفخ أمريكي – تركي وفق هذا السيناريو:
1- علمت الولايات المتحدة أن السعودية تريد تصفية خاشقجي, لكنها رفضت أن تتم تصفيته في القنصلية السعودية في الولايات المتحدة, نظرا لما سيتسبب به هذا من تداعيات قانونية و سياسية كبيرة لا يمكن للسلطات الأمريكية تحملها, فتم الطلب من السعوديين تصفية خاشقجي خارج أراضي الولايات المتحدة, و هذا ما يؤكده طلب السفارة السعودية في واشنطن من خاشقجي, الحصول على ورقة تثبت طلاقه من القنصلية السعودية في تركيا, على الرغم أنه مقيم في الولايات المتحدة و سفارة السعودية فيها هي صاحبة الاختصاص في تسيير معاملات المواطنين السعوديين المقيمين في الولايات المتحدة.
لماذا تركيا ؟
كان للولايات المتحدة و تركيا على حد سواء, مصلحة كبرى في أن يقوم السعوديون بتنفيذ جريمتهم على الأراضي التركية.
فالأتراك الذين توترت علاقاتهم مع السعودية خصوصا بعد أزمة قطر, امتلكوا ورقة لا تقدر بثمن في مواجهة السعودية, بعد أن قامت الأخيرة بتنفيذ جريمتها على الأراضي التركية, و ييبدو حجم الضغط الكبير الذي يرزح تحته السعوديون جليا بعد قيام الملك سلمان شخصيا بالاتصال بأردوغان ( للفلفة الموضوع ).
والأن بات لدى تركيا ورقة ضغط كبيرة تفاوض السعودية عليها وهي جريمة قتل خاشقجي, فما هو الثمن الذي سيدفعه السعوديون للفلفة الجريمة ؟
أما الولايات المتحدة, فقد قبضت ثمن هذه الورقة التي سلمتها الى الأتراك فورا, حيث أطلقت تركيا سراح القس الأمريكي فورا.
وما يرجح هذه الفرضية سؤال هام:
لماذا نفذت السعودية الجريمة في دولة لا تربطها بها علاقات جيدة, بل أن العلاقات معها في توتر شديد خصوصا بعد الدعم التركي لقطر ؟ و بحيث أنه لو كشفت الجريمة فإن تداعياتها ستكون خطيرة على المملكة, ومن أوحى لها بتنفيذ جريمتها هناك ؟
ألم يكن من الأفضل للسعوديين الطلب من خاشقجي الاستحصال على ورقة إثبات الطلاق من سفارة السعودية في دول عربية بحيث لو تم كشف الجريمة, سيكون من السهل لفلفتها ؟
ألم يجد السعوديون مكانا أفضل لتنفيذ جريمتهم من أنقرة و تسليم رقبتهم للاتراك ؟
وهكذا يبدو المشهد واضحا, الأمريكيون حصلوا على القس المحتجز في تركيا وعلى ورقة ابتزاز جديدة للسعودية, و الأتراك حصلوا على ورقة ضغط كبيرة يجري التفاوض عليها مع السعوديون.
أما الخاسر الأكبر فهو السعودية بكل تأكيد, و التي تناسى حكامها على ما يبدو أن السفيرة الأمريكية في بغداد هي من أعطت الضوء الأخضر لصدام حسين لغزو الكويت, قبل أن تقود العالم لطرده !.
التعليقات مغلقة.