تداعيات الـ S300 والقلق الاميركي ـ الصهيوني: محاولات لتفكيك الشيفرة وزيارة الى اوكرانيا / حسين مرتضى

دام برس : دام برس | تداعيات الـ S300 والقلق الاميركي ـ الصهيوني: محاولات لتفكيك الشيفرة وزيارة الى اوكرانيا



حسين مرتضى ( لبنان ) الأربعاء 17/10/2018 م …
تصعيد استخباراتي من الكيان الاسرائيلي والامريكي، بحثا وراء اساليب لمواجهة منظومة الدفاع الجوي اس ٣٠٠ الروسية، يُقرأ في منطقتنا بعين سياسية واخرى عسكرية وامنية، بعد ان وضعت روسيا تلك المنظومة على سكة التوازنات العسكرية، والتي غيرت معادلات الجو والارض.
تتحدث المعلومات عن وصول وفد مشترك من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية قبل ايام الى أوكرانيا للاطلاع على نسخ من المنظومة الروسية، إثر وصولها الى سوريا، وبالطبع اطلع الخبراء الأوكرانيون أعضاء الوفد الأمريكي والصهيوني على الصفات التكتيكية الفنية لمنظومات “إس ـ 300” الموجودة في البلاد. وبحسب مصادر إعلامية، وصل أعضاء الوفد الزائر الى نتيجة تفيد بأن مقاتلاتهم f 35 من الجيل الخامس لا يمكن إصابتها بهذه المنظومات الروسية. هذا كله جاء بالتوازي مع ورود خبر عبر وسائل الاعلام الامريكية عن ايقاف جميع طلعات تلك الطائرة بسبب خلل فني في تصنيعها، وسرعان ما انضم الى القرار بريطانيا والكيان الاسرائيلي، بعد تحطم واحدة منها أثناء التدريب في ولاية كارولاينا الجنوبية.
هذا الحراك الاستخباراتي، يعيدنا بالذاكرة الى اوائل عقد السبعينيات من القرن الماضي، حين منح الاتحاد السوفياتي منظومة صواريخ “سام” للدفاع الجوي للجيش السوري، وإلى دول عربية عديدة، ومنها مصر، والتي دمرت من خلالها عشرات الطائرات للعدو الإسرائيلي في حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973. وكان هناك سباق محموم كما يحدث اليوم، في محاولة من الكيان الاسرائيلي لكسر التوازن الذي حققته تلك الصواريخ، غير أن قادة الاتحاد السوفياتي في تلك المرحلة، طُعنوا في ظهرهم، كما فعل قادة اوكرانيا بروسيا الاتحادية اليوم، وخيانة مصر في تلك المرحلة كانت من قبل أنور السادات، فبعد حرب الاستنزاف وبداية المفاوضات مع الكيان الاسرائيلي بوساطة امريكية، باع السادات، بحسب مصادر متعددة، الأميركيين أحدث ما زوّدته به موسكو ليقاتل الكيان، وكانت بطاريات “سام 6” هي أحدث ما مُنح للسادات في مجال الدفاع الجوي، وتمكن حينها الفنيون الأميركيون وفنيو الكيان الاسرائيلي من نقل تكنولوجيا مكوّناتها، من القذيفة، والرادار، الى وحدة التوجيه، ثم وضعوا أساليب للتشويش على تلك البطاريات. وبعد هذه الصفقة التي دفعت بالسادات ليكون حليف الامريكي الاول في المنطقة، بعد الكيان الاسرائيلي، وفي اجتياح لبنان عام 1982، استطاع الكيان الإسرائيلي استهداف منظومة صواريخ “سام 6” التي نشرها الجيش السوري في البقاع اللبناني، لوقف غارات الكيان على عموم الاراضي اللبنانية، ما أدّى إلى تدميرها، وبعدها حصل الرئيس الراحل حافظ الاسد على صواريخ سام 5، بعد اتفاق مع زعيم الاتحاد السوفياتي في ذلك الوقت يوري أندروبوف، خلال زياته الى موسكو يوم 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 1982، قبل خمسة وثلاثين عاما، وظلّت هذه المنظومة فعّالة، الى يومنا هذا، وآخر استخدام مذهل لها كان في 10 شباط/ فبراير 2018، حين انطلق صاروخ سوري من تلك المنظومة، وأسقط طائرة “أف 16” المتطورة، التابعة لكيان العدو الاسرائيلي، فوق فلسطين المحتلة، وسط ذهول العالم كله، ومنهم الروس صانعو هذه المنظومة.
إن التاريخ والحاضر يذكّراننا بمن باع سيادته، ووقع على برتوكولات العبودية مع الكيان الاسرائيلي، وفي المحصلة، ورغم مرور سنوات الحرب مع الكيان الاسرائيلي، وحتى إن حصلت الولايات المتحدة الامريكية والكيان الاسرائيلي على مكونات منظومة أس ـ 300، ان كان من اوكرانيا او من سواها، فإن القول الفصل هو لارادة من يدير هذه المنظومة، وارادة التصدي لاي عدوان جوي، وبدائرة اوسع، فإن تفكيك هذه المنظومة وابتداع حلول للتهرب منها في الجو، لن يزيل اثار الصفعات على وجه الادارة الاميركية والصهيونية، الصفعات التي تأتي مع ما يمر فيه الكيان من ظروف عصيبة، فالشعب الفلسطيني المقاوم کان وما يزال يقض مضاجعه، وتلك الردود الروسية المفاجئة بين حين وآخر، وهذا ما يجعل الكيان يقف على مسافة بعيدة من عودة عربدته في اجواء المنطقة او ارتكاب افعال مشينة، للخروج من عنق زجاجة الهزائم المتتالية في المنطقة. اما الادارة الامريكية التي لم تحفظ ماء وجه حلفائها من بني سعود، وتكيل لهم الصفعات اليومية، وتمتهن الابتزاز المالي والسياسي، مقابل حماية ملوك الرمال وعروشهم، تلك العروش التي لا تحتمل أي نقد من كتاب بلاط سابقين، فتخفيهم في تركيا او تقتلهم. تلك الادارة الامريكية، لا يمكن ان تقف في وجه تحصين سوريا ومحور المقاومة، والاجواء من اي عدوان او خرق في الايام المقبلة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.