تناقضات احاديث سيد” البيت الابيض ” بلا رتوش / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأربعاء 17/10/2018 م …
يصاب الانسان بالحيرة والذهول وحتى الاستغراب حقا وهو يستمع الى تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب المتناقضة ويستشف من خلالها ان هذا الرجل غريب الاطوار يفتعل الحركات التي لاتنسجم مع وضعه كرئيس لدولة كبرى هي الولايات المتحدة الامريكية تمتلك ترسانة هائلة من الاسلحة النووية نتمنى ان لايكون الصندوق الخاص بازرار اطلاق تلك الترسانة بيد هذا الرجل .
في استقباله لرؤساء الدول يحرص ترامب كما هو واضح وقد تكرر المشهد عشرات المرات عندما يصافحهم ” ان يمارس عملية تشنج للعضلات تذكرنا بالمصارعين وابطال الكمال الجسماني علما انه ” لامصارع ولابطل للكمال الجسماني” سابقا ولن يحصل على بطولة فيها في شبابه لكن علينا ان نعترف انه اشبه ب” عداد السيارة ” يعمل ما ان تغذيه ب” القروش” واية قروش انها مليارات الدولارات فهو ” خبير بحلب الدول ماليا” ويبتزها مستخدما شتى الطرق والاساليب لاسيما في منطقتنا.
هذه الحركات البهلوانية ” التي تتسم ب” البوزات” دفعت زعماء بعض الدول الكبرى عند مصافحته او لقائه ان يحسبوا حسابهم ويحذروا ويتعاملوا معه بطريقة يعدون فيها انفسهم مسبقا من انهم سيصافحون احد ابطال العالم المجهولين في المصارعة او كمال الاجسام .
هناك ايضا اعتداد بالنفس لدى ترامب خارج المالوف و انه كما يبدوا مغرم بتوقيعه على اي قانون او قرار ما فتراه يرفع بيده الصفحة ليعرض توقعيه بالموافقه على المشاهدين.
وتوقيعه يحمل طابعا معقدا كما يرى علماء النفس نظرا لطوله والانحناءات التي فيه وامتداده الى نصف عرض الصفحة التي يوقع عليها.
فقد عرض توقيعه على قرار اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني على المشاهدين وكان بالامكان الاكتفاء بخبر وبعد ذلك الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران اما العقوبات على روسيا وغيرها من الدول فانه لايبخل بعرض تواقيعه التي من يدري ربما سوف تغرم بها البشرية يوما ما في مهرجان دولي للتواقيع ليحصل ترامب الذي يعشق ” المال حد الثمالة ” على جائزة شبيهة بجائزة نوبل التي بات يتحكم في منحها طرف معروف مما افقدها قيمتها الحقيقية.
تناقضات في تصريحاته وغموض في سطورها وكان اخرها قوله ” انه لايعلم بان وزير الدفاع الامريكي ماتيس” استقال وقال ربما يستقيل لكنه يحبه ويوده كما افاد..
وقال معلقا على حادث اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي لااريد ان اتكهن بمكان خاشقجي لكنه اي ترامب يخمن انه قتل على ايدي بعض الاشرار او غير المنضبطين وطالب بتحقيق فوري ومفتوح عن اختفاء خاشقجي.
واضاف ترامب ان الامر يكون قد حصل على ايادي اشرار. اما “سي ان ان” الاخبارية المقربة من ” سي اي ايه” فتزعم ان خاشقجي قتل نتيجة استجواب خاطئ وان الرياض ربما تقر بذلك .
اجوبة جميعها على الطريقة السريالية ومن لم يتذكز هذه الحركة الفنية نورد قصة عندما زار الزعيم السوفيتي الراحل نيكيتا خروشوف نيويورك وجهت له دعوة لزيارة احد معارض الرسم التابعة للحركة وبادره احدهم ماريكم بهذه اللوحة ؟؟
اجاب خروشوف انها اشبه ” بالغائط” وقد عبثت به ايادي طفل. قالها لان لوحات هذه الحركة كانت غامضة وعلى طريقة اجابات ترامب بشان اختفاء خاشقجي.
وفي اخر تعليقة من تصريحاته قال ترامب ” لدي مشاعر متناقضة ازاء تركيا ولااتفاق بعد بشان العقوبات.
الرجل نفسه يعترف ان لديه مشاعر متناقضة وهذه المشاعر ليس ازاء تركيا فحسب بل في كل ما يتعلق بعلاقات الولايات المتحدة مع دول العالم حتى الحليفة والعميلة لها وتركيا طبعا واحدة من الدول الحليفة ” عسكريا” لواشنطن وان اردوغان نفسه اكد ذلك مرارا فعندما خيروه بين موسكو وواشنطن قال الاخيرة تربطنا بها علاقات معروفة اما موسكو فالكل يعرف لماذا لجا لها اردوغان وتحت اي ظرف ؟؟
والى الذين يراهنون على كشف الحقيقة عن ” اختفاء” قتل” تغييب” خاشقجي” فانهم واهمون خاصة وان الاطراف التي تصر على كشف الحقيقة والتحدث عن ” شفافية” وغيرها من المصطلحات وعلى راسها تركيا بحاجة اليوم الى ” اياغات” ومن لايعرف الاياغات اسالوا ” ترامب ” انها ” االفلوس” وان الجانب الاخر على استعداد للدفع.
وجرى اتصال بين انقرة والرياض على اعلى المستويات والحديث عن متانة العلاقات بعد التوتر الذي شاب تلك العلاقة جراء موقف تركيا من الازمة الخليجية .
سوف يضيع “الخيط والعصفور” لاشفافية ولاهم يحزنون ” وتجري الان عملية التحضير والاعداد لسيناريو جديد حول مصير ” خاشقجي” سوف تنتفع منه ماديا بعض الاطراف في المقدمة ” ماما امريكا” وكذلك تركيا الى جانب امور اخرى في المنطقة.
التعليقات مغلقة.