شيء عن المعارضة السورية في الخارج / زهير ماجد

زهير ماجد ( الخميس ) 18/10/2018 م …




انطفأ وهجهم ولم يصلوا الى اهدافهم .. باتوا علامة سيئة في تاريخ سوريا .. تلك المعارضة السورية في الخارج تبحث اليوم عن مخرج كي تتخلص مما علق بها. لم يبق لها سوى ان تظل حيث هي، بعد ان فقدت كل امل بالعودة، وهي التي منت النفس وخططت وفي مرات جهزت نفسها لاستلام مناصب في سوريا وليس العودة “المظفرة” فقط.
ليس معلوما كيفية عيشها، لكن الحسابات المالية التي احتضنتها اصبحت قليلة، وصار من باب رفع العتب على الدول التي مولتها ان تستمر، في الوقت الذي بدأت من بعيد عملية الهمس حول عودة تلك الدول إلى سوريا، ومسح ماضيها والدور الذي لعبته.
احد هؤلاء المعارضين كان يهاتف اصدقاءه في بيروت ويتوعدهم بالخير عند استلامه اي موقع في الدولة. من المؤكد ان عددا منهم فعل الأمر ذاته مع بلدان مختلفة، بل خطط لنوعية عيشه الجديد عندما تصبح له سيارة من الجكومة وسائق ومرافقون يفتحون له الأبواب ويمشي الخيلاء في مكتبه وتنهال عليه التسميات المتعددة. كل ذلك صار من الاحلام المستحيلة، سقط بالضربة القاضية على رأسه فصار يبحث عن تصحيح مساره هذا، فلربما تمكن، كما يفكر، من اقناع الحكومة برشده الجديد.
مر زمن كانت فيه تلك المعارضة قد حزمت حقائبها للسفر إلى دمشق وهي تحمل علم الانتداب وتضعه على رأسها، كان ثمة من يقول لها أو يخبرها أن تلك العودة خلال اسابيع فإن تأخرت شهورا قليلة .. نام هؤلاء المعارضون واستيقظوا على احلام في النهار والليل ان الفرج اقترب .. لكنه في كل يوم كان يبتعد، وكلما حسم الجيش العربي السوري معركة ضد المسلحين، كانت غصة تصيبهم وتزيد من قلقهم إلى ان وصل الأمر اخيرا باستحالة حصول ماخططوا له وما خطط لهم، وذهبت المواعيد ادراج الرياح، صار الكلام معهم ان لا كلام، ومن كان يتصل بهم لبث الاستعداد الدائم فيهم، انقطع هاتفه أو حضوره.
المعارضات العراقية والليبية مثلا، جاءت من الخارج .. كانت تنام على حرير من يحتضنهم، فحققوا رغباتهم لكنهم دمروا وطنا، فلا هو بخير في العراق حتى الآن ولا هو كذلك في ليبيا .. والناس في البلدين تبكي على ما مضى في زمن مضى .. لكن من يرجع الايام إلى ما كان، وكما تقول ام كلثوم “عايزنا نرجع زي زمان قول للزمان ارجع يا زمان ” .
المعارضة السورية في الخارج تضرب اليوم كفا بكف .. فلا هي مرغوب بها في الخارج، ولا هي قادرة على العودة إلى سوريا، وواضح بالنسبة إليها ان رهانها سقط تماما وكليا، وان العالم بدأ يتهافت على سوريا من اجل العودة إليها، وهنالك كما يقال زحمة من طالبي تلك العودة .. وان الكلام عن رحيل الرئيس الاسد انتهى، وان طلب المساعدة من اسرائيل، قد تم قبره جنوب سوريا .. وزيادة على ذلك خرجت سوريا من المؤامرة عليها اشد عودا واكثر حضورا واقوى، وجيشها من اقوى جيوش العالم، وشعبها موحد وفي ابهى صورة له. ودمشق الجميلة اكثر جمالا وحلاوة، والحياة فيها مزدهرة وعلى مدار الساعة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.