السيناريو الكبير للسيطرة الكاملة على النفط وتقسيم السعودية / بسام ابو شريف
مشاركة
بسام ابو شريف ( فلسطين ) الجمعة 19/10/2018 م …
قريبا جدا سوف يستقيل وزير الدفاع الاميركي ماتيس من منصبه ان لم يرضخ لاستراتيجية ترامب المغامرة خدمة لمآرب الحركة الصهيونية واسرائيل ، فقد بدأ السيناريو الكبير مع اقتراب نهاية العام الثاني لتوظيف دونالد ترامب في البيت الأبيض لتنفيذ البرنامج الصهيوني “الاسرائيلي”، ولاشك أن خطوات ترامب تتسارع في تنفيذ برنامجه الذي أملته اسرائيل ذلك أن تعقيدات سياساته الداخلية جعلت من احتمالات فوزه بولاية ثانية قضية غير محسومة بالرغم من كل عمليات النهب والنصب وابتزاز الدول والشعوب التي قام ترامب بها وما زال يقوم بها ، فهذه السياسة الابتزازية جلبت للاميركيين اجمالا سوقا للعمل “تقليص”، ومزيدا من المال المنهوب بأشكال متعددة فيها بيع غير مسبوق للسلاح وجني ضرائب وجمارك غير مسبوقة بتاريخ الولايات المتحدة ، الا أن هذه السياسة لاتعطي نتائج ايجابية للاميركيين الا على المدى القصير لأنها حتما سترتد عليهم على المدى الطويل ، لكن رهان ” الموظف في البيت الأبيض ” ليس على السمك الصغير بل هو يسعى وضمن مخطط الصهيونية للسيطرة على نفط الجزيرة العربية والخليج واليمن .
ولكل هدف من هذه الأهداف الاستراتيجية توقيته وحبال ربطه بالهدف التالي له ، فعلى صعيد تمتين جبهته الداخلية التي سيعتمد عليها لحمايته عمل ترامب تدريجيا لتحويل الخارجية الاميركية أداة بيد المخابرات المركزية ” CIA” فعين مدير السي آي ايه أكبر وزير للخارجية يتلقى الأوامر منه للقيام بالعمليات الارهابية السرية لابتزاز الدول ورؤسائها وملوكها والسيطرة عليها وفق وضعه في المحكمة الفدرالية العليا بالضغط على الجمهوريين في الكونغرس ليوافقوا على تعيين فاسد في المحكمة للأبد ” طوال عمره ” ، وذلك ليضمن عدم أخذ المحكمة لأي قرار يمسه ويمس وضعه في البيت الأبيض ، وجاء الآن دور استخدام القوات الاميركية لتحقيق مآرب وبرنامج الصهيونية وذلك بالضغط على ماتيس وزير الدفاع الذي ينتمي لرعيل من العسكريين الذين يتحمسون لحماية الولايات المتحدة ومصالحها العليا فقط !! فان رضخ ووافق على تنفيذ ما يريده الصهاينة بقي في موقعه، وان رفض فسيستبدل بآخر شبيه بالسيد بومبيو .
شهدت الساحة الاعلامية العالمية ( انطلاقا من الولايات المتحدة ) خلال الشهرين الماضيين معركة لم يتوقعها احد ، فقد أعلن ترامب أنه يطالب الملك السعودي بأتعاب حماية الولايات المتحدة لعرشه وأتعاب ابقائه ملكا ، وقال في خطاب لحث الجمهور للتصويت للجمهوريين في الانتخابات النصفية القادمة أن العرش السعودي سينهار خلال اسبوعين ان هو أوقف حماية الولايات المتحدة له .
كلام مهين ومستفز للملك السعودي وللعائلة المالكة السعودية! ، ولم يكن رد الملك سلمان وولي عهده سوى الاشادة بالعلاقة مع ترامب وان طلبه كان مفاجئا لأنه لم يسبق لرئيس اميركي أن طلب أجور حماية العرش !
وفجأة برزت قضية اختفاء الخاشقجي ، جمال خاشقجي المدلل لدى الاميركيين والذي فتحت له النوادي السياسية في واشنطن أبوابها ، ومستشار لدى الأمراء … اختفى، فما الذي جرى ولماذا يجري ، يشغل العالم آلاف الأطفال قتلوا بأسلحة اميركية وبريطانية وفرنسية في اليمن وسوريا والعراق وفلسطين ولم تثر أي زوبعة اعلامية حتى على قصف الطائرات الاميركية الرقة بالفوسفور واعتراف القوات الاميركية بأنها قتلت هناك 38 مدنيا ” آلاف قتلوا حسب امنيستي ” ، ولم تثر زوبعة اعلامية على منظر باص الأطفال اليمنيين الذي دمرته طائرات ترامب في صعدة ، ولم تثر زوبعة لمقتل ثلاثمائة طفل وامرأة ورجل في مظاهرات مسيرة العودة في غزة .
لماذا هذه الضجة الكبيرة حول اختفاء جمال خاشقجي ؟
لن أجيب على هذا السؤال ، فالجواب عند كل قارئ لكنني سأشد انتباه الجميع الى أن الاعلام العالمي مسيطر عليه من قبل الولايات المتحدة ، والذي يسيطر على الاعلام في الولايات المتحدة هي الحركة الصهيونية الا في حالات نادرة يتمكن خلالها رجال من العالم الثالث لمعوا وتمكنوا من اختراق هذا السقف الفولاذي الذي سبكته الحركة الصهيونية من خلال رجالها وتمويلها لمراكز الأبحاث والصحف والقنوات التلفزيونية .
اذا ” حملة واسعة أو لاحملة ” ، هو قرار غربي وصهيوني .
لقد أغرقت اسرائيل الباخرة التجسسية الاميركية ليبرتي فلم تثر زوبعة اعلامية !! ، لقد اغتالت عصابات مرتبطة وموظفة لدى الحركة الصهيونية جون كيندي ، وحتى الآن يمنع نشر الملف الذي يشير الى أن اسرائيل كانت وراء ذلك ، وان القرار وقعه بن غوريون ، قتلت اسرائيل بوب ايمز مسؤول CIA في الشرق الأوسط لأنه تبنى فكرة اقامة دولة فلسطينية مستقلة … ولم تثر حملة ؟! ، قتلت اسرائيل الرئيس ياسر عرفات رغم حصانته واتفاقية الحصانة الموقعة ورغم وعود شارون للرئيس بوش … ولم تثر حملة !!! و…و….، فالحملة لاتشن الا بقرار أو بابداع من شخص لامع في العالم الثالث يعرف كيف يخترق السقف من خلال المعلومة ، وهذا نادر .
الخلاصة هي أن الحملة التي تشن حول اختفاء وقتل الخاشقجي هي حملة اميركية المصدر ، وما تعليقات ترامب وارسال بومبيو الا تصعيدا لهذه الحملة ، ولايصدق احد الا الساذجين بأن ما تسربه الصحافة التركية حول ماجرى مصدره المخابرات التركية ـ لقد قامت CIA بتصوير كل ما جرى ، وهي تعلم من فعل وماذا فعل ومن أصدر الأمر ومن نفذ ، وهي تتعاون مع تركيا والمخابرات التركية على ابتزاز السعودية ، فقد أوقع ترامب حكام السعودية في كمين ظاهره حمايتهم وباطنه دفنهم ، فعلى أعتاب خصخصة ارامكو ” الذي أجل أكثر من مرة لارتفاع القيمة التي وضعها خبراء سعوديون ” .
اقتنع كوشنر صهر ترامب وصديق محمد بن سلمان بمجموعة من الأسماء ، الأسماء كانت لسعوديين ينشطون في واشنطن ، ومن خلال علاقات مع ديمقراطيين ونوادي عريقة في السياسة ضد محمد بن سلمان وضد الخطوات التي اتخذها الأخير في السعودية ومنها منع حرية الرأي واعتقال ناشطين واعتقال أفراد من الأسرة وأبناء العائلات الثرية ، واقترح كوشنر على محمد بن سلمان تصفية الخاشقجي لتكون رسالة للجميع ، كوشنر وترامب خططا لهذا ، وساهما في التنفيذ ليصبح سلمان وابنه أداة طيعة جدا بيدهم ويتمكنان من خلال ذلك من شراء أسهم ارامكو بأسعار مخففة ، وأن يدفع سلمان وابنه مايمكنه من الاستيلاء على حصة كبيرة من أسهم ارامكو ( من هنا يشاهد الجميع معركة حضور أو عدم حضورالرؤوس الكبيرة لمنتدى الرياض حول الاستثمار بالجزيرة العربية ، انها معركة ارامكو ، وخفض سعر برميل النفط ودفع ضريبة حماية العائلة السعودية ) .
اثارة الحملة لها هدف واحد : ارهاب وابتزاز العائلة السعودية وتحديدا سلمان وابنه ، ووصلت الأمور الى الحد الذي طالب فيه أعضاء في الكونغرس ازالة محمد بن سلمان وتعيين غيره ؟!
كان هذا اعلانا صريحا بأن تعيين الملك في السعودية هي من مهام البيت الأبيض .
وأدخلت تركيا في الأمر من زوايا متعددة ، ولأهداف متعددة :-
1- واشنطن هي التي اختارت اسطنبول ، وكان على جمال خاشقجي أن يسافر الى اسطنبول لأخذ أوراق تتعلق بزواجه بينما كان هو قد طلبها في واشنطن ( الحجة أن الخطيبة تركية ) .
2- أرادت الولايات المتحدة أن تجد لتركيا مخرجا للافراج عن القسيس الجاسوس .
3- ووعدت بصفقة تنال بموجبها تركيا مبالغ ضخمة وتعطى ضوءا أخضر لضرب الأكراد في سوريا والعراق .
وعندما نكتب حول مايفعله ترامب علينا أن نبقي عقولنا مفتوحة على احتمالات التغيير المفاجئ في مواقف ترامب ، وهذا سيعود الى عامل رئيسي هو التصدي لايران وسوريا والمقاومة لأن برنامج اسرائيل المفروض على ترامب على ضرب ايران ، وابقاء الحرب مفتوحة لمنع سوريا من التعافي والوقوف على القدمين ، وضرب حزب الله والحشد وأنصار الله في اليمن .
ولتركيا دور خطير في سوريا اذا لم تنفذ اتفاق سوشي ، لقد انتقل ترامب من نقل جواب سلمان وابنه محمد حول جمال خاشقجي قائل : ” لقد أبلغاني أنهما لايعرفان شيئا عن ذلك – الى اذا كانا يعلمان فهذا سيء ” ، وأرسل وزير خارجيته للرياض وانقرة لاتمام الصفقة .
مايعنينا في اطار هذه الاستراتيجية الصهيونية هو أنها تمر بمأزق على ضوء انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه الروس والايرانيين وحزب الله ، وان هذا المأزق هو فرصة للقوة المتصدية لامريكا واسرائيل للنيل منهما في الشرق الأوسط ، فبومبيو يقف على حبل يصل بين جبلين ويتأرجح ، وماتيس يعلم مدى الخطورة التي يزج ترامب الولايات المتحدة اليها ، وهزائم الولايات المتحدة في اليمن تتصاعد رغم الجرائم الوحشيةالتي ترتكبها يوميا .
الهجوم الدفاعي سوف يهز الحبل الذي يقف عليه بومبيو ، واهتزازه يعني اهتزاز تحويل الخارجية الامريكية الى منغذ عمليات سرية ، واهتزاز ترامب سيعني تفجر التناقضات الحامية في القيادة الاسرائيلية .
ان الهجوم الدفاعي هو الوسيلة لفركشة مخططات ترامب ، وقد يبدأ هذا بتحرك جماهيري في مصر التي أبعدت كليا بوزنها الثقيل عن معركة الجماهير العربية .
التعليقات مغلقة.