ستافان دي مستورا يغادر منصبه قريبا غير ماسوف عليه / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) السبت 20/10/2018 م …
منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 وحتى بروز روسيا كقوة عظمى واخذت تتصدى للمشاريع الاستعمارية والوقوف بوجه اولئك الذي كانوا يمنون انفسهم بان انهيار الاتحاد السوفيتي اخلى لهم الساحة الدولية .
منذ ذلك الوقت والولايات المتحدة تتحكم بالكثير من القرارات حتى دون الرجوع الى مجلس الامن الدولي فكان احتلال وغزو العراق تحت ذرائع كاذبة خلافا لكل الاعراف الدولية وسبقه غزو افغانستان ثم تدمير ليبيا ليصل الحال الى سورية فكانت ضربة روسيا بمثابة ضربة معلم حين تصدت للذين استغلوا المنابر الدولية لمكاسب ذاتية وتعيين الكثير من المسؤولين الموالين لهم تحت حجة ” مبعوثين دوليين” ويصح ان نسميهم ” مبعوثين امريكيين او غربيين ” لكنهم يحملون عنوانا دوليا . كما جرى الاستحواذ على منظمات ومؤسسات تابعة للامم المتحدة وتسخسرها لغايات تخدم اولئك الذين كانوا يسعون الى تحويل العالم الى قطب احادي لكنهم فشلوا في نهاية المطاف بعد ان تصدت روسيا لتلك المخططات في اروقة الامم المتحدة وعلى اكثر من ساحة دولية ..
وجرت العادة ان تسمي واشنطن معظم هؤلاء سواء من يراس بعض المنظمات التابعة للامم المتحدة او كمبعوثين خاصين لها و ستافان دي مستورا ليس استثناء.
لقد لوحظ طيلة سنوات الحرب الارهابية ضد سورية وحتى صدور القرار الاممي بشان الاوضاع في سورية ولقاءات جنيف لم نلمس من المبعوث الاممي ستافان دي مستورا نشاطا محايدا بصفته الاممية المكلف بها لكننا كنا نشعر ان هذا الرجل شانه بذلك شان الكثيرين من الذين يحملون صفة دولية لكن نهجهم لايخرج عن دائرة السياسة الامريكية والغربية بالرغم من ان الدول الاخرى تتعامل معهم بصيغة الاحترام كوتهم يحملون لقبا دوليا.
سورية كانت ترحب دوما بقدومه اليها فتستمع منه ويستمع اليها من خلال لقاءات المسؤولين خاصة التاكيد على ان حلحلة الازمة في سورية سياسيا هي شان سوري اي ان السوريين وحدهم من يقرر ذلك اما الاطراف الاخرى بما في ذلك ديمستورا نفسه فان دورها ياتي كوسيط لاطرفا ثالثا كما كا ن يحصل او حتى كنا نلمس احيانا انحيازا للاطراف الاخرى بما ينسجم مع ارادة الاجنبي الذي يتدخل في الشان السوري وفي المقدمة الولايات المتحدة الامريكية وحليفاتها الغربيات.
روسيا سئمت مسميات ” مبعوثين دوليين” وبعد ان اكتشفت ان هناك من يعمل تحت غطاء دولي لكنه ” متامر بامتياز ففضحت الكثيرين ” خاصة اصحاب الخوذ البيضاء ” الذين كانوا يحملون صفة دولية زائفة كانت تعتمد دول الغرب على تقاريرهم مما عرض سورية الى اعتداءات كثيرة استنادا الى تقارير كاذبة وافلام مفبركة لاسيما لعبة ” استخدام الاسلحة الكيمياوية” .
لقد شعر ديمستورا ان دوره انتهى بعد لقاءات ” استا نا وسوجي” وتم سحب البساط من تحت قدميه وان المؤامرة افتضحت وهاهي الولايات المتحدة التي تتباكى على ” قرارات الامم المتحدة” تضريها عرض الحائط ولن تلتزم بها حيث تواصل احتلال اراض سورية بحجج كاذبة مثلما اكتشفت واشنطن ان دورها باللعب في استخدام الاسماء الرنانة” ممثلون دوليون” ينفذون اجندات غربية قد ولى و لم يعد خافيا كما حصل مع اصحاب الخوذ البيضاء” وجد ديمستورا ان دوره انتهى مما دفعه الى تقديم استقالته من منصبه” الدولي ” نهاية الشهر المقبل . فكان عميد الدبلوماسية الروسية لافروف خير من وصف تخلي دي مستورا عن مهمته بالقول ” نقيم عاليا قسطه في التسوية السورية” وفي الوصف الروسي دلالات يمكن ان تستشفها من بين سطور الكلمات التي خرجت على لسان لافروف الذي يتمتع بالكياسة والصبر والحزم اذا تطلب الامر.
ومن الملاحظات التي تسجل على موقف ” دي مستورا “غير الحيادي اصراره على التدخل في مسالة” الدستور السوري” وهو حصرا يجب ان يقرره السوريون دون تدخل خارجي لكنه اراد ان يلعب ذات اللعبة التي فرضوها في العراق بعد غزوه واحتلاله عام 2003 عندما جاءوا بدستور هو اشبه ب” اللغم” وان معظم فقراته مبهمة وغامضة مما جعل البلاد تسير على نهج” خطير لم يتخلص منه العراقيون طيلة عقد ونصف من السنين بحجة” وجود ” ديمقراطية ” وبرلمان وغيرها من الروايات.
ستيفان ديمستورا اراد ان يختتم مهمته بشيئ ما يعكس ” المكر والحيلة لدى اسياده الذين اختاروه لهذه المهمة دعا الى اجتماع في جنيف الدول الراعية لمؤتمر استانا للحضور الى جنيف قبل التخلي عن منصبه لكن القيادة في سورية التي خبرت هؤلاء استبقت الاحداث واكدت انها غير معنية بالجغرافية التي سوف يتطرقون لها في جنيف لانها اي سورية ليست موجودة في الاجتماع الذي دعا اليه دي مستورا الذي اراد ان يختتم به مهمته الفاشلة والمنحازة والبعيدة كل البعد عن المهمات الدولية .
التعليقات مغلقة.