أُمزُط يا قتيبة! / سليم البطاينة

 م.سليم البطاينة* ( الأردن ) السبت 20/10/2018 م …
* نائب أسبق … 



** تنويه حول ( قتيبة ) خصوصا للقرّاء العرب غير الأردنيين : قتيبة ، شاب أردني في مقتبل العمر ، وهو شخصية حقيقية ، كان قد وجّه سؤالا عبر وسائل التواصل الإجتماعي  لعمر الرزاز عندما كلّف بتشكيل الوزارة . كان السؤال هو : هل أهاجر للخارج للبحث عن مستقبلي ، حيث لا أفق في بلدي الأردن ؟! ، فأجابه الرزاز : لا تهاجر يا قتيبة ، مؤكدا له أن الأمور ستكون أفضل وأن الحكومة ستجترح المعجزات وتضع الحلول لكلّ مشاكل الشعب الأردني . منذ ذلك الحين أصبح قتيبة شخصيّة عامة يخاطبها الكتّاب ويشير إليها المحللون السياسيون والإقتصاديون .
” النصّ “

أُمزُط يا قتيبة فنحن في مأزق لأننا لا نُجيد الركض !! فالأمور أختلطت علينا فلم نُعد نتمكن من التفريق بين الواقع والوهم ؟ فالشباب أمثلُك وبفعل فاعل أصبحوا أسيرون الخوف والأقرب إلى الضياع ، وكأن الحقيقة غائبة أو مجهولة ؟ فالأردن يغرق كل يوم بمشاكله التي لا تُعد ولا تُحصى ؟ فالعواصف الهوجاء تتجاذبه من كل جانب !!! فبتنا يا قتيبة إلى إين يُبحر الوطن المُتعب مننذُ سنين ؟؟؟ فالأف الشباب عاطلون عن العمل وينتظرهم مستقبل مُظلم ؟ فكم من الوقت سيمضي ليكونوا أنفُسهم ويشقون طريقهم في الحياة ؟ فأحلامهم باتت ضرباً من الخيال مبنية على الرمال ؟؟؟ فالفقر والعوز وضيق الحال وغياب العدالة الأجتماعية تتعمق سريعاً ؟ فالنفس يا قُتيبة تنهار لشعورها بفقدان أمانُها الأجتماعي ٠ فالجميع يسئل إلى متى سنبقى على هذه الحال ؟ وإلى إين نحنُ ذاهبون وفِي أي إتجاه ؟ سؤال يصطدم بالباب الرئيسي للفكر والعقل ولُكل من له فكر وعقل في هذا الوطن ؟ وكُل من يتعدى بصرُه وبصيرتُه موقع القدمين إلى الزمن البعيد والزمن القريب المقبل ؟؟؟ فعلى ما يبدو أن أزماتُنا ليس لها حلول !!! وهي مُزمنة والقادم أصعب ٠
فأمزُط يا قُتيبة قبل أن يُدمرك الشعور بالأحباط والأكتأب ، فالصورة توحي باليأس !! فلا شي يسُر ولا خطوات تُطمئن ؟ فالعناد والمكابرة تتفاعل وتنعكس علينا جميعاً !!! فالجنون يتصاعد ويُثير الأحقاد ويُنبش الماضي ويُهدد الحاضر والمستقبل !!! فالمجتمع فقد رُشده وتوازنه ؟ فبتنا في حالة قلق وخوف عليك وعلى محمد ومجد الدين وبشر وأؤس وعليان وحجازي وموسى وفارس ونايف ٠٠٠ !! فأنتم رمز الأندفاع والتغير والتجديد ، فلا حدود لأمالكم ولا سقف لطموحاتكم ! فأنتم ربيعُ الأرض وسياج الوطن ، وبكم تُعقد الأمال ، فغيوم الخوف لن تحجب مساحات النور بيننا وسنظلُ رغم الخوف عليكم أوفيا لحُبنا القديم ٠
أهرب يا قُتيبة فقد فقدَ الأردنيون شعورهم بمتعة الأشياء التي طالما أستمتعوا بها !!! فالشباب أمثالُك عليهم أن يتحملوا دون غيرهم التبعيات والأكراهات الناتجة عن أزمات الدولة ونتائجها العكسية ؟؟ فالأردنيين يئنون في صمت من وطأة الحياة القاسية عليهم ، والجزء الأكبر منهم أصبحوا فُقراء !؟ فالوطنُ يا قُتيبة ام يعُد شعرٍ في ديوان الكون ؟ ولَم يعُد الأتجاهات الأربعة ؟ ولَم يعُد هو جدار الزمن الذي كُنا نُخربش عليه بعبارات برئية لمن نُحب ونعشق ؟ فالوطن لم يعُد هو القلب والنبضُ ًوالشريان ، ولَم يعُد قبلة على جبين الأرضُ ٠
أُمزُط يا قُتيبة فأنا أعرف أنك والشباب تعيشُون في عالم مُتغير وسريع ومُعقد ؟ فالقلق على المستقبل وما يحملهُ لكم من مفاجئات ؟؟؟ فقاموسكم لديه الكثيرُ من المفردات !!( الأحباط والفشل والطريق المسدود ، واليأسُ والتشأؤم ) ، لكنكم قادرون على تغيرُ تلك المفردات إلى مفردات جديدة تحلُ محلها ( التفاؤل وتكرار المحاولة والنهوض من جديد ، والعزم الأصرار ) ، فروحيةُ الأمل يا قُتيبة هي التي تُبدد الأوهام وتُذلل العقبات ، فالتركيزُ على السلبيات وحدها يُعمق معنى اليأس في النفس ! فاليأس لا يرى سوى الظُلمة والخيبة والخُسران ، فأرجوك أن لا ترى النصف الفارغُ من الكأس !! فالأملُ يا قُتيبة حليف الإرادات الصلبة والمقاومة العنيدة والصبر والتصميم على بلوغ الهدف ، فأعلم يا قُتيبة أن التفاؤل ليس حركة في الفراغ !!
فأنفذ يا قُتيبة بجلدك وأمزُط فلا بصيص أمل وضوء في نهاية النفق ؟ فالأمور تسير نحو الأسوء ؟ فالكُل يتأرجح على أرجوحة الفوضى ، ويضعُ يده على قلبه !!!! فأبواب المُستقبل هنا موصدة في وجه من يُريد أن يعيش بكرامة !! فالأنتضارُ لا يجدي نفعا !!!! فالوطن لم يُعد هو الأمن والخبزُ والحرية والمساواة !!!!!! فأبحث يا قُتيبة عن قارب مطاطي وأنجو بنفسك.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.