ايها السوريون … هلموا إلى المصالحة / عبدا لحفيظ ابوقاعود




 عبدا لحفيظ ابوقاعود* ( الأردن ) الأحد 21/10/2018 م …

 * صحافي وباحث سياسي / رئيس تحرير ” الأردن العربي ” …

ثبات الدولة الوطنية السورية وثبات مواقف حلفائها ؛اسقط مخططات المؤامره الكونية عليها،فالاعتداءات الاسرائيلية المتكرره على المراكز الاستراتيجية والعسكرية البحثية بدمشق وريفها، أدت الى تطورات دراماتيكية عدة في المنطقة والاقليم والعالم . 

فلقد شكلت قدرات الجيش العربي السوري والمنظومة السياسية والامنية هزة عنيفة للدول الداعمة للإرهاب ولأدواتهم الرخيصة وكذلك للذين حجبت الدعايات والأكاذيب والتضليل المبرمج عبرالقنوات الفضائية بصائرهم عن الأهداف والغايات الدنيئة لهذه الحرب الكونية من سورية وعلى سورية.

حالة الصراع الدولي على مناطق النفوذ التي يعيشها العالم اليوم،على خلفية التفاهمات أو بالأحرى التوافقات بين كل من روسيا والصين و إيران ودول البريكس،تقترب من تشكيل قطب جديد في العالم لانهاء سيطرة حالة القطبية الاحادية. لكن حالة الانكشاف والتخاذل العربي والإسلامي تجاه سورية مدعاة للحزن على واقع الامة ،التي تتذبذب بين مسارين اومشروعين هما؛

الاول:– المشروع القومي المقاوم، الذي بنى مرتكزاته وأسسه الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد بعد افتراقه مع شريكه في حرب تشرين/اكتوبر 1973الرئيس المصري الراحل انور السادات في مسارين متضادين عام 1977،وبدأت خطواته الاولى بتحالفه ألاستراتيجي مع الثورة الاسلامية الايرانية في عام 1979،وتأسيس جبهة الصمود والتصدي ومحورالمقاومة والممانعة ضد إسرائيل،ورسم أهداف استراتيجية المحورالمقاوم ،بان الصراع مع إسرائيل صراع وجود لاصراع حدود،وان التوازن الاستراتيجي الكاسر مع العدو؛ هو؛المقدمة الاولى للتحرير.   

الثاني:- المشروع الامريكي-الصهيوني الاستسلامي الذي بدات خطواته الاولى بإقرار وتنفيذ الخطة “الجيو – سياسية “الاسرائيلية لحكومة الارهابي اسحق رابين في عام 1976/خطة القطاع المزدوج/التي تتكون من شقين ، توجت في الجانب السياسي بزيارة الرئيس السادات الى القدس المحتلة والقاء خطابه الشهير في الكنسيت الاسرائيلي واعلانه بأن حرب تشرين/اكتوبر، هي أخر الحروب مع أسرائيل وتوقيعه معاهدة كامب ديفيد في عام1979، واخراج أرض الكنانة وشعبها من معادلة الصراع العربي-الصهيوني الى أجل غير مسمى،ثم التحاق كل من منظمة التحريرالفلسطينية باتفاق اوسلو 1993،والاردن باتفاقية وادي عربه عام 1994 الى المسار ألاستسلامي .

وان استكمال عناصرالمشروع الاستسلامي الذي جاء ضمن الخطة الجيو- سياسية الاسرائيلية ، تقضي بضم كل من سورية ولبنان اليه ،وهناك محاولات حثيثه لتصفية قضية فلسطين من خلال قطع رأس محور المقاومة ،التي شكلت سورية المتجددة بقيادة الرئيس المجاهد الدكتور بشار الاسد؛ ضلعه الاساس.

وجاءت مؤامرة الحرب الكونية على سورية ومن سورية لاستكمال ضمهما الى المشروع ، الذي أنطلق من القاهره في عام 1979،في اطارهذه الخطة العدوانية، التي لم يقرأ العرب فصولها بعد. لكن بالمقابل مسارات المشروع القومي المقاوم والصمود الاسطوري للدولة الوطنية السورية في مواجهة المؤامره الكونية ؛عطلت ضم سوريه ولبنان الى المشروع الاستسلامي .

التحالف الاستراتيجي بين سورية والجمهورية الاسلامية الايرانية في عام 1979،أثمر في تأسيس وأستيلاد محورالمقاومة العربي الاسلامي ،ومشروعه النهضوي لتمتد جبهته ألقتالية الدفاعية من ايران مرورا بالعراق  الى بلاد الشام .ليبدأ عصرالانتصارات العربية والاسلامية في تحريرالجنوب اللبناني عام 2000،وانهاء مقوله الجيش ، الذي لا يقهرعلى أيدي مقاومي حزب الله في حرب تموز 2006،والصمود الاسطوري لمقاومي غزه 2008- 2014،والتصدي الاسطوري للمؤامرة الكونية على سورية 2011- 2019 ،والحسم الاستراتيجي للجيش العربي السوري بمعركة الحواسم الكبرى.

الرئيس المجاهد بشار الاسد دعا الى حوار ومصالحة وطنية لدولة وطنية عملاقة في بلاد الشام ؛ورث عن والده الرئيس حافظ الاسد ارثه الجهادي؛بأن تبقى سورية المتجددة بوابة التحرير .. للارض والانسان العربي  وحامية المشروع القومي النهضوي حتى يكون للامة مكانا تحت الشمس في عالم لا يحترم الا ألاقوياء.

أن دورة الزمان وحركة التاريخ هي دائمة باستمرار فمنها وحدها يتلقى العقلاء الجواب وما فيه من الحكمة. فيا أيها السوريون إنما يجري في بلدكم هو أمتحان صعب وما عليكم ألا أن تستجيبوا لداعي الحوارالوطني الشامل والمصالحة الوطنية الرئيس المجاهد الدكتور بشارالاسد،لبناء سورية المتجددة في دولة مدنية ديمقراطية تتناوب مكونات نسيجها الاجتماعي سليميا على السلطة.

فالحوار و المصالحة فرصتكم التاريخية الأفضل والأنسب والأكرم ، وستدركون بعون الله العون والفلاح ,أما الذين ناصبوكم العداء من العرب والعجم سيدركون الخيبة والهزيمة ولربما أكثرمن ذلك غير إنكم سوف تألمون على حالهم ,لان ماء الحياء يملأ وجوهكم ولان العزة والأصالة والرجولة والوطنية الصادقة والمعطاءة الخيرة منبتها سوري، وعشها سوري وعبق روائحها سوري بامتياز.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.