تل أبيض.. هكذا كانت الحياة تحت حكم داعش “الوحشي”

 

الأردن العربي ( الثلاثاء ) 23/6/2015 م …

لا يوجد أحد حولنا ليخبرنا من الذي تم احتجازه هنا، أو ما هي الفظائع التي وقعت في سجن تل أبيض.. هناك رائحة مياه صرف صحي.. بجانب لطخات حمراء على أرضية إحدى الزنزانات الفردية.

قصاصة من الورق – وفكرة عن ما يعتبر جريمة تحت حكم داعش، وفي هذه الحالة، الاستهزاء بالذات الإلهية.

هذه واحدة من بين الأنظمة الصارمة العديدة التي فرضها حكم التنظيم، أما التدخين، فهو سلوك محظور أيضا.

هذه هي المرة الاولى التي تباع فيها السجائر في شوارع تل أبيض منذ عامين كما يقول هذا الرجل، وهذه أول شحنة يجلبها.

وأضاف الرجل أن هناك قفصا موضوعا في دوّار بنهاية الشارع، كان مخصصا لاحتجاز من كان يبيع بضائع مثل السجائر كعقاب له.

أُخذنا لرؤيته، ورويت لنا قصة رجل أمضى ثلاثة أيام هناك بسبب ممارسته ألعاب الورق الكوتشينة، فهذا الأمر المحظور أيضا.

شوارع تل أبيض نظيفة على غير العادة، حيث كان داعش يأمر أيضا مرتكبي الجرائم بالتقاط القمامة، ما يشبه ساعات “خدمة المجتمع” بالولايات المتحدة.

في أحد مكاتب الأمن لداعش، تهيمن الراية السوداء المشؤومة على كل جدار، لئلا ينسى أي شخص من هو المسيطر هنا .. وعثرنا أيضا على عدد من الاستمارات الرسمية الفارغة على رف المكتب.

واجهات المتاجر المغلقة رشت باللون الأحمر واحدة تلو الآخر بعبارة “الدولة” .. بمعنى أنها اعتبرت ملكا للدولة الإسلامية

هناك مجموعة من الرجال في الخلف لا يريدون الظهور أمام الكاميرا، لا يزال لديهم أقارب بمعقل داعش، الرقة، لكنهم تحدثوا عن مدى رداءة حكمهم، وعدم تجرؤهم على الوقوف بوجههم والتحدث علنا ضد التنظيم أثناء حكمه، غير أنهم قرروا الاستمرار بالعيش هنا لأن هذا المكان فيه كل ما يملكونه في حياتهم، ومحاولة العيش كلاجئين سيكون أمرا صعبا.

جميع من تحدثنا إليهم أشاروا إلى هذا الدوار، الذي كان يسمى دوار الموت، لأن داعش كان يقوم بعمليات الإعدام هنا.

بقايا آثار الحياة في ظل داعش مازالت منتشرة في هذه المدينة – حيث يبدو أن الحقيقة هي أسوأ مما كان يتصوره الكثيرون

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.