سباق التطبيع مع العدو الصهيوني .. سلطنة عُمان تدعو لمعاملة إسرائيل “كدولة موجودة في المنطقة”

سباق التطبيع.. سلطنة عُمان تدعو لمعاملة إسرائيل "كدولة موجودة في المنطقة"




 الأحد 28/10/2018 م …
الأردن العربي –

بعد يومٍ واحد من كشف نتنياهو زيارتَه لمسقط، قال وزيرُ خارجية سلطنة عُمان، يوسف بن علوي بن عبد الله، إنه “ربما حان الوقت لمعاملة إسرائيل كدولةٍ موجودة في المنطقة”، مثلما يراها العالم “دولةً ذاتَ كيان شرعي”.

فعلى هامش قمةٍ أمنيةٍ في البحرين، صرح بن علوي السبت بقوله متماهياً مع إعلان بلاده الجمعة عن زيارة لم يُعرف تاريخُها الحقيقي، أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إلى مسقط، بعدَ ساعاتٍ على زيارةٍ مماثلةٍ أدَّاها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس للسلطنة.

ويحسب لعُمان السبق إلى إصدار قانونٍ بمقاطعة إسرائيل في 1972، إلا أنه بحلول 1994 زارها رئيس الحكومة الإسرائيلية، إسحاق رابين. وبعد أيام من اغتيال الأخير في 1995 ذهب “بن علوي” إلى القدس لمقابلة مسؤولين إسرائيليين.

ورُغم عدم وجودِ علاقاتٍ دبلوماسية بين تل أبيب ومسقط، إلا أنهما تتبادلان المكاتبَ التجارية منذ توقيعهما اتفاقاً في يناير 1996، بينما جُمّدت العلاقات عند اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000.

بن علوي: القضية الفلسطينية أساس المشكلات.. وتقف أمام تطور المنطقة

من البحرين، اعتبر بن علوي قيامَ الدولة الفلسطينية المستقلة طلباً استراتيجياً، منوهاً في الوقت ذاته أن “إسرائيل دولةٌ موجودة بالمنطقة ونحن جميعاً ندرك هذا”.

لكن بن علوي ذهب بالإقرار بوجود إسرائيل إلى حدٍّ أبعد من مجرد الاعتراف العماني بها، داعياً إلى اعتراف بقية العرب بإسرائيل بقوله: “العالم أيضًا يدرك هذه الحقيقة وربما حان الوقت لمعاملة إسرائيل بنفس المعاملة وأن تتحمّل أيضا نفس الالتزامات”. تابع: “لا نقول إن الطريق سهلٌ الآن ومفروشٌ بالورود، لكن أولويتنا وضعَ نهايةٍ للصراع والمضي نحو عالم جديد”.

وزير خارجية عُمان كان من جهة يدعو إلى الاعتراف بإسرائيل ومن جهة أخرى يحمّل الفلسطينيين ما سماها “مشكلاتِ النصف الأخير من القرن الماضي” قائلاً: “الزمن أصبح مناسبًا للتفكير بجدية للتخلص من المشكلات التي لا تسمح لدول المنطقة بالتطور الذي تستحقه”… متابعاً: “إذا لم نصل إلى حلٍّ جذري في فلسطين لن ينعم الفلسطينيون بالأمن أبدًا”، وقَرَنَ الرجل بين استقرار المنطقة العربية وانتهاء الإرهاب، مشيراً إلى أن دور بلاده في عملية السلام “يتوقف على ما تقوم به الإدارة الأمريكية في صفقة القرن”.

يوم الجمعة وفيما كانت تل أبيب ومسقط تعلنان عن زيارة نتنياهو إلى عُمان، تلك الزيارة التي لم يُعلن عنها في وقتها، كان الجيش الإسرائيلي يقتل خمسة فلسطينيين في “مسيرات العودة” على طول حدود غزة. وعقب الإعلان عن زيارة نتنياهو إلى عُمان، شنّت طائراتٌ اسرائيليةٌ غاراتٍ على قطاع غزة في وقت مبكر من صباح السبت.

 

ماذا عن المبادرة العربية للسلام؟

نقلت مواقع إخباريةٌ فلسطينية عن صحيفة “يديعوت أحرونوت”، قولها إن البحرين تجري حاليًا لقاءاتٍ سريةً مع إسرائيل، تمهيدًا لإقامة علاقاتٍ علنيةً بينهما، على أن يُتوجَها  نتنياهو بزيارة إلى المنامة.

وخلال القمة الأمنية، قال وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، إن جهود سلطنة عمان لإقرار السلام بين الفلسطينين والإسرائيليين، تعبر عن “حكمة السلطان قابوس”.

تصريحٌ يوافقه فيه وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الذي قال إن الرياض ترى في عملية السلام مفتاحًا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

من جهتها، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول إسرائيلي على دراية بتفاصيل زيارة نتنياهو إلى عُمان، قوله إن مسقط يمكن أن تفتح المزيد من الأبواب لإسرائيل، مُرجحًا إمكانية أن تصبح عُمان قناةً سريةً لإسرائيل ليس فقط مع إيران، بل أيضًا مع سوريا.

منذ متى يفكرون في التطبيع؟ 

وكانت زيارة نتنياهو ثمرةَ أربعةِ أشهر من المفاوضات، وفقاً للمسؤول الإسرائيلي، وتتبع سنوات عديدة من العلاقات السرية بين إسرائيل وعمان، بقيادة وكالة المخابرات الإسرائيلية الموساد والسلطان قابوس، الذي يقود عُمان منذ العام 1970، بحسب الصحيفة.

التغيرات الجارية في المنطقة ومسارعة دول في المنطقة العربية، لا سيما الخليجية التي تربطها علاقاتٌ غير مُعلنة مع إسرائيل، تثير التساؤلاتِ عمّا إذا كان العرب سيقدمون تنازلاتٍ جديدةً لإسرائيل.

في يونيو عام 2016، رفض نتنياهو مبادرةَ السلام التي طرحتها جامعة الدول العربية برعايةٍ سعوديةٍ من الملك عبد الله بن العزيز عام 2002.

وقتها، قال نتانياهو خلال اجتماع مغلق مع وزراء حزبه (الليكود)، إن الدول العربية عادت إلى طرح “الاقتراح (مبادرة السلام العربية) من عام 2002 قائلين: “إما اقبلوا أو ارفضوا، فسنقول لهم إننا سنرفض”.

ورَغم تضمنها “عناصرَ إيجابيةً” على حدّ تعبيره، إلا أن نتنياهو كان يريد تحديث تلك المبادرة ومراعاة التغييراتِ التي طرأت في المنطقة خلال السنوات الأخيرة.

حينها، جاءه ردّ الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق، نبيل العربي: “هذا كلامٌ مرفوض تمامًا، لأن مبادرة السلام العربية لها فلسفةٌ معينة ولها ترتيبٌ معين وصدرت بها قراراتٌ من 14 قمةً عربية حتى الآن”.

أضاف العربي آنذاك: “البعض يلمّح لضرورة بدء العرب بتنفيذ التزاماتهم حتى تقدم إسرائيل على التفكير في تنفيذ تعهداتها، وهو ما يمثّل تحايلاً غير مقبول”.

وعلى هامش القمة العربية في بيروت نهاية مارس 2002، أطلق ملكُ السعودية السابق مبادرةً للسلام، تقضي بإنشاء دولة فلسطينية وعودة اللاجئين، وانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة حتى حدود 1967، مقابل إعلانِ انتهاء النزاع العربي الإسرائيلي تمهيدًا لإقامة علاقاتٍ طبيعيةٍ مع إسرائيل في إطار سلام شامل.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.