سورية.. بعبقها وتاريخها وتراثها تعود مجددا وبسرعة – فيديو

الإثنين 29/10/2018 م …




الأردن العربي – كتب عبدالله الربيحات …

دمشق- “سورية الله حاميها”… كلمات تخرج من قلوب مواطني الشقيقة الشمالية (سورية)، قبل ألسنتهم، عندما يواجهون أسئلة من هذا القبيل من الزوار الأردنيين، الذين اعتادوا قبل اندلاع الأزمة السورية، على زيارة كل مدنها وأريافها ومناطقها، وخصوصا دمشق عاصمة الأمويين، والتي تمتاز بتاريخها وتراثها وعبقها على مر العصور، فهي أقدم عاصمة في العالم.
عادت سورية إلى جمالها وطبيعتها ومناخها وطيبة أهلها .. وكأنها لم تدخل حربا أو أزمة طاحنة مضى عليها أكثر من سبعة أعوام، خسرت فيها الكثير الكثير من أبناء وطنها وبناها التحتية وأماكن تاريخية ودينية وتراثية وسياحية، دمرت بفعل حرب شاركت بها دول ومنظمات إرهابية، ضحاياها أطفال وشيوخ ونساء وشباب سورية.
سورية.. تحتضن بكل دفء ومحبة وكرم، زوارها من جميع الجنسيات، وخاصة الأردنيين.. فما أن تم إعادة فتح المعبر البري ما بين الأردن وسورية (جابر – نصيب)، في الخامس من شهر تشرين الأول (اكتوبر) الحالي، حتى بدأ المئات من الأردنيين بالتوجه إلى سورية، والتي كان لكل واحد منهم قصة وحادثة جميلة في هذا البلد… وبدأوا يستذكرون أياما مضت في سوق الحميدية، والميدان، ومطعم أبو العز، والمسجد الأموي، حتى تذوق بوظة “بكداش” في وسط سوق الحميدية.
الآلاف من الأردنيين ارتبطوا بحكاية عشق مع سورية بكل تفاصيلها الجغرافية والسكانية والتجارية والسياحية وأسواقها التي تعج بالزبائن على مدار الساعة، ولا تحتوي إلا بضائع سورية الصنع… فهم كانوا يقصدونها (سورية) إما لسياحة أو تسوق أو تجارة “تجارة الشنطة”.
كان لهم حكايات في التسوق بسوق الحميدية أو الاستمتاع بمناظرها وأماكنها السياحية والتاريخية والدينية والتراثية، أو حتى حمامات الشام التي تعيد للأبدان رونقها ولمعانها، وبالأخص عندما تفوح منها رائحة صابون “الغار”، الذي تعج به حارات وأزقة دمشق القديمة أو العتيقة.
يشتاق زوار وسياح سورية، ومنهم الأردنيون، لكل شيء حتى للأكلات الشامية كـ”الكبة، والتبولة، وحراق باصبعه، ومعجنات  ومشاوي”.. هذه الأكلات والأطعمة لم ولن تغيب عن موائد سورية وأهلها الذين لن يسمحوا لوجبات “كنتاكي” و”ماكدونالدز” أن تنافس أكلاتها التي يشتهيها الجميع.
وما أن تم فتح المعبر الحدودي حتى بدأت آلاف المركبات الأردنية بالعودة إلى ما كانت عليه قبل بدء الأزمة في شهر آذار (مارس) 2011، ضمن إجراءات أمنية ناعمة في مركز “جابر – نصيب”، وسرعة إنجاز بعمليات إجراءات الدخول والخروج، بالإضافة للحفاوة الكبيرة التي يلمسها كل أردني يدخل هذه البلاد.
عودة الأردنيين إلى سورية للاستجمام والراحة النفسية لم تعد شيئا معقدا، خاصة وأن سورية تستقبل الأردنيين بدون تأشيرة وكأنهم شعب واحد، فيما أعلنت كبرى شركات النقل السياحي في الأردن “جت” عن بدء تسيير رحلات منتظمة من عمان إلى دمشق بسعر تشجيعي وصل إلى 15 دينارا للراكب الواحد ضمن خدمات مميزة جدا. كما أعلنت شركات سياحية كبيرة عن رحلات سياحية إلى عاصمة الأمويين بأسعار تشجيعية وبمتناول الجميع.
وفي محافظتي حلب وحمص، التي عانت الأمرين كما المدن والأرياف السورية خلال الأعوام السبعة الماضية، استأنفت مصانع هاتين المحافظتين نشاطها الانتاجي بمجرد سقوط التنظيمات الإرهابية، وإعادة سيطرة الحكومة السورية على كل مناطقها.
عادت دمشق كما كانت قبل الأزمة وكذلك باقي المحافظات السورية، وكأن شيء لم يكن، تحتضن زوارها بكل حب ودفء وكرم من كل حدب وصوب وخصوصا الأردنيين منهم.
وكانت “الغد” ضمن وفد زراعي أردني، ضم ممثلين من جمعية الاتحاد التعاونية لمصدري الخضار والفواكه، قام بزيارة إلى سورية، استمرت أربعة أيام، تجول خلالها في العديد من محافظاتها، كما التقى الوفد وزير الزراعة السوري أحمد القادري.

ستبقى سورية كما كانت دوما، فيها من الحضارة والتراث والتاريخ ما يجعل كل شخص يعشق هذه البلاد لما فيها من عبق تاريخي قل نظيره على مستوى العالم، ناهيك عن مواقفها القومية العروبية.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.