فضائح ” واشنطن” تكشف مدى استهتارها بالعالم / كاظم نوري الربيعي

نتيجة بحث الصور عن العلم الامريكي

 كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأربعاء 31/10/2018 م …




بكل وقاحة يعلن ممثل الولايات المتحدة الامريكية  في ما يسمونه ” التحالف الدولي ” ضد الارهاب  ان واشنطن غير معنية بالدمار الذي لحق بالمدن السورية التي حررها الجيش السوري من الارهابيين  بدعم من حلفائه واصدقائه وانها اي الولايات المتحدة لاتتعامل مع الرئيس الاسد؟؟

لم يعد خافيا  حتى على الطفل الرضيع  اكاذيب ومزاعم  واشنطن و ماذا  تريد الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات فمشروعهم التخريبي  بالمنطقة يلفظ انفاسه الاخيرة اما  اوراق ادلب ودير الزور وشرق الفرات  وكل هذه  الافكار الشيطانية المتعلقة بالمنطقة  وما يختبئ خلفها  لن تكون  افضل  حالا من  المناطق السورية التي تحررت من رجس   عملائهم من الذين راهنت عليهم دول وانظمة  التامر  لتحويل سورية  الى دولة فاشلة  او الى حالة مشابهه الى ليبيا  وحتى العراق الذي لابد وان ينتفض بوجه هذا المشروع الذي يستهدف تمزيق المنطقة لان ما يهم الولايات المتحدة ان  ترى انظمة موالية لها بصرف النظر عن الحاكم  لكنها اصطدمت  بصخرة  في دمشق  سوف تتحطم عليها رؤوس ساخنة  لاتتمنى خيرا لامن العرب..

لقد عرف ان الولايات المتحدة وبقية الدول الغربية الاستعمارية لايهمها شكل النظام الذي يحكم في هذا البلد اوذاك سواء  كان  دكتاتوريا  او اجراميا  او ان يتصدر المشهد  طاغية جلاد ضد شعبه بقدر الخدمات التي يقدمها الخاكم  للمستعمر حتى لو كان النظام  يحكم  على طريقة الجنرال بينو شيه في شيلي   الذي اطاح بحكومة سلفادور الليندي الوطنية والمنتخبة شعبيا  في انقلاب دموي دعمته بريطانيا وبقية حلفائها الغربيين حتى ان هذا الجنرال الذي توفي قبل سنوات  زار لندن وكان مطارد قضائيا   لكنه  لقي ترحيبا من قبل  ملكة  بريطانيا نفسها اما الجرائم التي ارتكبها في شيلي لن  يلتفت لها احد لانه قدم خدمات الى لندن اثناء حرب بريطانيا  في  جزر الفوكلاند مع الارجنتين.

الولايات  المتحدة  الامريكية  التي يسمونها ” سيدة العالم الحر”  لاتختلف عن بريطانيا وحتى فرنسا  كانت ترتبط بعلاقات وطيدة  مع  شاه ايران الذي لم يكن يوما  ” ديمقراطيا”  بل كانوا يطلقون عليه ” شرطي الخليج” مثلما  لها علاقات  تخدم مصالحها مع عدد من انظمة الحكم الفاسدة في منطقتنا لكننا لم نسمع انها اثارت مرة ” مسالة حقوق الانسان” او الحريات  المغيبة  او  غيرها  من الشعارات التي  تتاجر بها وتسوقها من اجل تنفيذ مخططاتها .

احتلال   العراق  وغزوه عسكريا  عام 2003 كانت احدى ذرائع الغزو ان هناك نظاما دكتاتوريا يحكم  البلاد  وان الشعب  العراقي  يستحق ” الديمقراطية”  و الحرية”  وقد جرب العراقيون طيلة عقد ونصف من السنين  هذه الديمقراطية ”  المتامركة  ” وشبعوا حد التخمة من ” الانتخابات ” وبرلمانات ”   بعد ان جرى تغييب الدولة وانهاك الاقتصاد وتدمير  البنية التحتية  ووضع  ” دستور مفخخ  ”  ساهمت  في كتابته ايادي مشبوهه.

وها هو الشعب  العراقي يدفع ثمنا باهظا  لهذه ” الدمقراطية المستوردة”  وبات  العراقي  يتحسر على الخدمات العامة  ” الماء والكهرباء” وغيرها من الخدمات التي تعجز الحكومات  المتعاقبة  منذ الاحتلال حتى الان عن توفيرها “.

المهم ” الديمقراطية” والبرلمان”  وهذا لك وهذه  لي  في ” اطار محاصصة مقيتة” ونهب للثروات حتى ان الدينار  العراقي الذي  كان يعتد به باعتباره من العملات الجديرة بالثقة  فقد قيمته بل و هيبته شانه بذلك شان الوطن لن  يتعافى منذ اكثر من خمسة عشر عاما  بالرغم من ان  العراق  بلد نفطي.

لكن لااحد يسال اين تذهب  ” مليارات   الدولارات” سنويا  لتطالعك السلطة ب” خزينة خاوية” لن يقايلها اي مشروع خدمي في البلاد.” المهم ” اكو انتخابات وشرعنتها  بطريقة مثيرة للسخرية  وبات الحديث عن الخشية من ” الفراغ الدستوري” اهم من تقديم الخدمات للمواطن وربما اهم من ” رغيف الخبز” .

وكان الشعب العراقي   قد صدق مثل هذه الالاعيب وكان يعتقد   ان هناك املا  في الادلاء بصوته من اجل النغيير    واذا  نفس الوجوه تتكرر  المهم  ”  اكو  “ديمقراطية” على طريقة   ” اتريد ارنب اخذ ارنب اتريد غزال اخذ ارنب”   او ” شمر ابخير” .

الشيئ نفسه يحدث في ليبيا التي اسقطوا النظام فيها  فقد نهبت ثرواتها التي تقدر ب ” 600″ مليار دولار وفق مسؤول سابق في نظام القذافي  نقدا وذهبا يسعون فيها الى اجراء ” انتخابات” في ظل صراع عسكري متواصل .

لاندري هل الاستقرار والامان ياتي في المقدمة  للحفاظ على سلامة  وحياة المواطن حتى يختار بحرية  دون خوف   ام ان ” الانتخابات” في ظل اوضاع كارثية  افضل من حياة المواطن وتتقدم على كل شيئ من اجل ان  يبقى في السلطة من اتى بهم الاجنبي الى الحكم  ويتناوبون  على  السلطة  سواء كان ذلك في العراق او ليبيا.

الشيئ المضحك وشر البلية مايضحك  ان ” الديمقراطية المتامركة ” هي الاخرى جرى تصديرها الى افغانستان ايضا  عندما سمعنا ان  هناك صناديق اقتراع  وهناك ايضا كما اظن ” مفوضية انتخابات” على الطريقة العراقية   انتخابات في بلد لم تتوقف  فيه  يوما اصوات المدافع والطائرات وتعيش تحت احتلال امريكي وحلف الناتو العدواني منذ سنوات ولم تشهد الاستقرار وكان  التفجير الذي استهدف قائد قوات حلف ” ناتو” في قندهار” لكنه نجا  منه و تسبب في مقتل قائد عسكري افغاني كبير.

الشعب الافغاني الذي تطحنه الحروب يتفضل عليه الامريكيون ب” الديمقراطية” حتى تركز  السلطة  الحاكمة  في كابول  وجودها شرعا في ظل  الحماية الامريكية وقوات حلف ناتو العدواني.

الديمقراطية  ” المتامركة”  التي سئمتها الشعوب التي اكتوت بالغزو والاحتلال باتت  تحوم  حول سورية  لكنها  لم تجد طريقا لها   الا  ان اللعبة الامريكية والغربية تتواصل و الممثلة  في اجراء ” انتخابات ” في ظل دستور جديد دون الالتفات الى مسالة عودة اللاجئين السوريين الى  بلادهم  وهم بالملايين او وضع  العراقيل امام عودتهم  بحجج واهية هي الاخرى واحدة من الاعيب الولايات  المتحدة  وحليفاتها الغربيات لكن تلك الالاعيب باتت مفضوحة ولايمكن ان تمر  مثلما مرروها في دول اخرى مثل العراق وليبيا وافغانستان  .

ان الاصرار السوري على عودة جميع اللاجئين السوريين  الذين اضطرتهم ظروف  الحرب التي شنت على سورية الى  مغادرتها يجب ان  تتقدم  كل شيئ حتى على الافكار المتعلقة بتعديل الدستور  وقد استمع ” سيفان دي مستورا” المبعوث الذي يحمل ” صفة دولية”  الى ذلك  اثناء زيارته  الاخيرة  الى دمشق .

ان هذا الدستور يخص السوريين وحدهم الذين يعيشون في ظله  وهم من يوافق على تعديله او رفضه دون تدخل   خارجي  وان وجودهم داخل سورية هو الضمانة من اجل حرية التصويت وخلاف ذلك سوف يعد تدخلا  سافرا في الشان السوري بل  انها ب” بمثابة ”  امتداد  للمؤامرة  تحاول بعض الدول التي فشلت في اسقاط الدولة السورية طيلة سنوات الحرب الاجرامية  الثمان ان تستغل وجود هؤلاء السوريين الذين توزعوا على دول الحوار والمنافي  من اجل اللعب باخر ورقة لديها وستفشل لامحالة كما  افشلت سورية جيشا وشعبا وقيادة المشروع التامري الذي  استهدف المنطقة برمتها  بدعم من اصدقاء دمشق  وحلفائها .

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.