رسالة من الجولان إلى لواء اسكندرون .. الاحتلال إلى زوال / د. ميّ حميدوش
لم يكن مستغرباً أن ينتفض أهلنا في الجولان المحتل على كيان الاحتلال الصهيوني فالصامدون هم أنفسهم لم ولن تغيرهم مجريات الأحداث بل زادوا صموداً وبسالة.
لقد سجل التاريخ انتفاضة الرابع عشر من شباط عام 1982م والتي جاءت كرد فعل مباشرة على قرار الاحتلال الصهيوني المتضمن بدء تطبيق القوانين الإسرائيلية على “الجولان” المحتل أرضاً وسكاناً.
في تلك الانتفاضة المستمرة تمكن أهلنا من مواجهة فرق جيش الاحتلال التي دخلت كل منزل و أوسعت المواطنين ضربا و تنكيلا. واعتقلت منذ اللحظة الأولى /47 / شيخا و شابا, و حوالي /150/ شخصا زج بهم في معتقل مدرسة مسعدة و سقط عشرات الجرحى و فرضوا منع تجول و منعوا حتى المواشي من الخروج إلى المراعي. وقطعوا مياه الشرب, واجبروا السكان على شرب مياه البرك و المستنقعات مما أدى إلى إصابة مئات الأطفال بالأمراض .و قد أحرق الإسرائيليون أيضا مزارع الأبقار لقطع الحليب عن الأطفال كل ذلك لم ينل من صمود مواطني الجمهورية العربية السورية في الجولان.
لقد خاض أهلنا في الجولان المحتل مقاومة ضارية ضد كل أشكال الاحتلال و الاستعمار, منذ قدم التاريخ حتى يومنا هذا وعبثا تحاول قوات الاحتلال, فالمقاومة مستمرة حتى النصر أو الشهادة.
اليوم وعلى الرغم من سنوات الحرب الثمانية مازال الجولان المحتل مقاوماً وماتزال عين الجيش العربي السوري ومحور المقاومة تراقب تلك الأرض الطاهرة بانتظار لحظة التحرير.
وليس بعيداً عن الجولان المحتل فمازال أهلنا في لواء اسكندرون المحتل صامدين أيضاً في وجه الاحتلال التركي ومخطئ من يظن بأن قضية اللواء السليب قد سقطت بالتقادم فكل شبر من أرض سورية لابد أن يتحرر.
لقد شكل لواء الإسكندرون نبع فكري لا ينضب .. فكم نشأ فيه من مفكرين و كتاب و رجالات دولة و أدب في مختلف المجالات .. و مازالت الأجيال تثبت أن هذه الأرض المعطاءة لديها الكثير و الكثير ليس من الأجداد والآباء فقط بل حتى من الأبناء والأحفاد و كلهم بمستوى عالي و كبير ليمثلوا تلك الأرض الطيبة .
كما الجولان المحتل سيبقى لواء اسكندرون حيا” في ضمائرنا وسنبقى نطالب بعودته إلى الوطن الأم سورية وسيعود مهما طال الزمن ولن يموت حق وراءه مطالب .
سورية خالدة وجيشها العقائدي المنتصر على قطعان الإرهاب الدولي قادر على تحرير الأرض وإعادة إعمار ما هدمته الحرب الظالمة.
التعليقات مغلقة.