استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة في سورية محكوم عليها بالفشل / فراس ساموري
فراس ساموري ( سورية ) الأربعاء 31/10/2018 م …
قال محللون سياسيون بارزون إن الولايات المتحدة فشلت في محاولة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. واقتنع الكاتب والمحلل السياسي دوغ باندو لمجلة “ناشيونال إنترست” بذلك بعد زيارة إلى دمشق. فيعتقد الصحفي الأمريكي أن الأسد قد انتصر بالشكل النهائي ووصّف الحملة الأمريكية بأنها “فشل ذريع“.
في غضون ذلك تخطط إدارة دونالد ترامب لتغيير السياسة الخارجية التي لا تؤدي إلى نجاح واضح و تعمل الآن على صياغة استراتيجية جديدة لإدارة الحرب في سورية. وبحسب شركة الاستخبارات الجيوسياسية ستراتفور، تهدف الولايات المتحدة إلى الانسحاب الكامل للقوات الإيرانية والقوات الموالية لها من سورية وتغيير الحكومة في دمشق
.
على ما يبدو، ستعطى أمريكا مكانًا خاصًا في استراتيجية الحرب لروسيا وإيران. ومع ذلك من غير المحتمل أن تتمكن الولايات المتحدة من إجبار موسكو وطهران على الانسحاب من سورية، لأنه يعتبر تواجد القوات الروسية والإيرانية على أراضيها رسمياً من أجل مساعدة دمشق في مكافحة الإرهاب. يسيطر الجيش السوري الآن على نحو 60% من الأراضي بفضل دعم الحلفاء وفي المستقبل القريب يعتزم تحرير محافظة إدلب من الإرهابيين واستعادة كافة المناطق التي احتلتها أمريكا وتركيا.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة نشرت ما لا يقل عن 10 قواعد عسكرية في الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق البلاد وبالتالي احتلت الجزء الأكبر من النفط والغاز في سورية. أصبح من المعروف في سبتمبر 2018 عن بناء قاعدتين جديدتين في بلدة “هيمو” على مداخل مدينة القامشلي الغربية وفي بلدة “جمعاية” على المدخل الشرقي. في إطار الاستراتيجية الجديدة تعتزم واشنطن الحفاظ على نفوذها في المنطقة بهدف تحقيق مهمتين في آن واحد. أولا، تخطط واشنطن لفرض السيطرة الكاملة على حقول النفط والغاز لتلبية احتياجات الشركات الأمريكية، وثانيا، تسعي إلى زعزعة الوضع في المنطقة حتى تغيير السلطة في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك توجد القاعدة الأمريكية الأخرى في التنف بالقرب من الحدود السورية مع العراق والأردن حيث يتم تدريب مسلحي المعارضة المعتدلة ويقع مخيم الركبان للاجئين. في البداية خططت البنتاجون لاستيلاء على جنوب شرق سورية بالكامل لكن أحبط الجيش السوري بدعم من الجيش العراقي الخطط الأمريكية، ثم فتح معبر على الحدود السورية العراقية شمال منطقة التنف التي احتلتها الولايات المتحدة.
ونتيجة لذلك سيطر البنتاغون على نحو 30% من الأراضي في شمال شرق وجنوب سورية. واحتل الجيش التركي والجماعات المسلحة الموالية له 10% من الأراضي الباقية في شمال غرب سورية.
في نفس الوقت، يشكك عدد من خبراء الشرق الأوسط في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في سورية ويعتقدون أن خطط الولايات المتحدة محكوم عليها بالفشل لأن واشنطن خسرت في إزاحة الرئيس بشار الأسد من السلطة طوال النزاع. ويقول المحللون إن مكافحة الإرهاب والتهديد بتحويل سورية إلى ليبيا أدى إلى توحيد الشعب السوري الذي يثق برئيسه ويعتبر أنه الزعيم الحقيقي للأمة السورية. بالإضافة إلى ذلك، توقف الناس عن تصديق المعلومات الواردة من قنوات مثل الجزيرة والعربية وشبكات التواصل الاجتماعي.
ويبدو أن خطط أمريكا لطرد إيران من سورية وهمية للغاية. من الواضح أن الولايات المتحدة ليست على الاستعداد للمواجهة المباشرة مع إيران، ومن المرجح أن تقتصر على تدابير الضغط الدبلوماسي والاقتصادي عليها.
ومع ذلك، يجب ألا نتوقع أن الأمريكيون سيغادرون سورية.
لا يمكن الولايات المتحدة على القيام بذلك، وإلا إنها ستفقد نفوذها بالكامل في المنطقة، وستخسر الشركات الأمريكية مصدراً كبيراً للدخل. يهتم دونالد ترامب بالمنافع الاقتصادية لتواجد شركات النفط والغاز الأمريكية في شمال شرق سورية. وبالتالي، إن انسحاب القوات الأمريكية من السابق لأوانه التحدث ولا توجد شروط مسبقة لهذا.
ستضطر الولايات المتحدة لمغادرة أراضي سورية عندما يتولى الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على محافظة إدلب ويقيم الحوار مع الأكراد. ويمكن هذا التطور تحقيقه على المدى الطويل فقط.
لهذا السبب تعتبر المهمة الرئيسية للجيش السوري في الوقت الراهن إعادة الحياة الطبيعية إلى محافظة إدلب التي يسيطر عليها إرهابيو هيئة تحرير الشام وتنظيم حراس الدين والجماعات المتطرفة الأخرى. وتستعد القوات الحكومية للهجوم عليها. لكن ستبدأ العملية إذا لم يغادر المسلحون المنطقة العازلة وفقا للاتفاق الروسي التركي.
التعليقات مغلقة.